تعد أحدث صيحة تحمّس لها مالكو اليخوت خدعةً ستشكًل تحديًا حتى على الساحر الشهير عالميًا ديفيد كوبرفيلد: النقل الفوري ليخت فاره إلى عمق ألف قدم تحت سطح البحر، الأمر الذي سيسمح للضيوف بالغوص في منطقة الشفق Twilight Zone المحيطية دون أن يحتاجوا إلى مغادرة الصالون الرئيس.
تتطلب هذه التجربة، التي أنتجتها شركة بيركلي راند اللندنية، مسيّرات للأعماق، وكاميرات عالية الدقة، وتكنولوجيا الواقع المعزز، ومجموعة من محترفي المؤثرات الرقمية. ويقول أندرو غرانت سوبر، أحد مؤسسي الشركة: "يتابع عمالقة التكنولوجيا في الساحل الغربي ما نقوم به باهتمام بالغ"، مضيفًا: "إن التعقيدات المتصلة بمحاولة الترفيه عن عائلة نافذة مكوّنة من ثلاثة أجيال واختبرت كل شيء تُعد تعقيدات خانقة، ولكنهم يحبون عملنا".
شملت الأنشطة التفاعلية التي ابتكرتها الشركة، والتي تراوح كلفتها بين 350,000 دولار ومليوني دولار، رحلة عبر مدينة أتلانتس المفقودة بوساطة يخت وغاطسة، وفرعًا مؤقتًا لمطعم حائز نجمة ميشلان فوق كثيب رملي في جزر المالديف، حيث بدا أن النُدُل يظهرون مع الأطباق من العدم، وكل ذلك بفضل اللوحات الرقمية المتطورة التي ترتكز إلى مزايا ثلاثية الأبعاد طورت في الأصل بوصفها تقنية تمويه لصالح الجيش الأمريكي.
ولكن هذا ليس كل ما تقدمه بيركلي راند. ففي مغامرة نُسقت قبل بضع سنوات، ساعدت الشركة في إعادة تمثيل معركة ميدواي، إذ حولت اليخت الفاره لأحد زبائنها إلى سفينة حربية أمريكية من الحرب العالمية الثانية. وتضمنت المؤثرات قتالاً افتراضيًا لإسقاط طائرات العدو المقاتلة، وانبعاث رائحة متفجرات الكوردايت وطلقات المدافع محمولة مع نسائم البحر، فضلاً عن بدلات تعتمد تقنية التفاعل اللمسي على كامل الجسم حتى يشعر مرتديها بأن السفينة تتعرض حقيقة "للطلقات النارية".
يجري الإشراف على كل رحلة من مقر الشركة الواقع في مايفير، بدعم من نحو 40 خبيرًا من خبراء التكنولوجيا المبدعين الذين يعملون مع شركات رائدة في مجال التكنولوجيا والترفيه، بما فيها استوديوهات مارفل وآبل وديزني وغوغل، حتى وكالة ناسا.
لا شك في أن "الصنعة المسرحية"، في الاستخدام الأكثر شيوعًا لهذا المصطلح، ترتكز في الأصل إلى الجوانب التقنية للإنتاج المسرحي، بما في ذلك تصميم الموقع، والإكسسوارات، والإضاءة، والمعدات.
على أن العديد من التجارب تنحو منحى واقعيًا أكثر منه افتراضيًا إذ يشبه الأمر عرض مسرحية ناجحة في برودواي، مع فارق أن الممثلين المحترفين يؤدون هذه المسرحية فوق عوّامة تسبح بعيدًا عن اليخت، أو يشبه إعادة إنتاج مهرجان الرجل المحترق في القطب الشمالي في نسخة مصغّرة.
نظمت أيضًا شركة بيلوروس Pelorus للرحلات التي تستهدف المغامرين رحلة على طريقة جيمس بوند للبحث عن كنزٍ في غرينلاند، حيث مضى مالكو اليخوت والضيوف عبر الطبيعة القاحلة، وحلّوا الألغاز، واستخدموا محطات الرادار المهجورة معسكراتٍ ليليةٍ.
وإذا كانت هذه المغامرة تبدو بسيطة، فلتجرّبوا "اللعبة" The Game، وهي تجربة غامرة تنظمها الشركة نفسها داخل واقع بديل منضبط ومُجهِد، باستخدام ممثلين وفرق إنتاج محترفة. وقد سميت هذه المغامرة تيمنًا بفيلم الإثارة النفسي الذي أدى بطولته مايكل دوغلاس وشون بن.
قد يجد الضيوف أنفسهم في مطاردات بالسيارات، أو وسط الغابات حيث يكافحون للبقاء أحياء في سياق مهمات خطرة تشارك فيها قوات خاصة ووكالات استخبارات وخبراء في مكافحة الإرهاب.
تقول فينيسيا ستاغ، مصممة رحلات السفر في شركة بيلوروس: "تتفوق هذه التجربة على نحو ملحوظ على تجارب السفر التقليدية باليخوت"، وتضيف: "صُمم موضوع التجارب ومحتواها ليلائم كل زبون على حدة، ولكننا نستعين بالمسؤولين الحكوميين والعسكريين ليساعدونا في ابتكار التجارب المدرجة على قائمة أمنيات الزبائن. إنها وسيلة لتجربة شيء كنت ترغب دائمًا في اختباره ولكنك لم تستطع ذلك من قبل".
تشتمل هذه المغامرات أيضًا على رموز غير قابلة للاستبدال تتيح للضيوف تكرار التجربة إلى جانب امتلاك مخطط قابل للتداول لتجربتهم المصممة حسب الطلب. ويصف أندرو غراند سوبر هذا المخطط بكونه "دليل تعليمات" يمكن تشغيله (مقابل رسوم إضافية) مرات عدة حسب رغبة الزبون. وبالرغم من أن هذه الرموز متاحة حاليًا على شكل عملات مشفرة فحسب، إلا أن ملكيتها تجعل من صاحبها مساهمًا مهمًا إذا أراد بيعها في المستقبل.
إذا كنت من مالكي اليخوت الفارهة الذين تسنت لهم فرصة تجربة كل ما يمكن اختباره، فإن التطور الجديد في وسائل الترفيه الشخصية المتميزة بضخامة الميزانية وارتفاع قيمة الإنتاج قد يكون هو ما تحتاج إليه اليوم.