عندما انسحبت بورشه، بعد موسم 2017، من سباقات لومان عن فئة النماذج الاختبارية Le Mans Prototype 1 (اختصارًا LPM1)، المُلغاة حاليًا، والتي تندرج ضمن بطولة العالم لسباق التحمل المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي للسيارات، تخلّت كذلك عن عهد من الهيمنة شهد فوزها بثلاثة ألقاب متتالية في أربع سنوات. لكن العلامة تقود الآن حملةً للتربع على عرش فئة جديدة باستخدام سيارة جديدة هي سيارة Porsche 963 من فئة مركبات لومان دايتونا الهجينة LMDh.  

كانت عودة بورشه إلى سباقات التحمل العالية المستوى عودةً عمليةً، ذلك لأن فئة LMDh الناشئة حاضرةٌ في السلسلة العالمية التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات، وبطولة السيارات الرياضية التي تنظمها الرابطة الدولية لرياضة السيارات IMSA SportsCar Championship، وكلتا البطولتين تُقام في أمريكا الشمالية. وفي هذا يقول أورس كوراتل، مدير القسم المسؤول عن تصنيع السيارة الرياضية من فئة LMDh في بورشه: "كان السبب الرئيس لعودتنا هو محاولة نيْل الجوائز الكبرى في كلتا البطولتين بالسيارة نفسها"، مشيرًا إلى ترشيد التكاليف الناتج عن عملية التطوير. 

كان ينبغي لسيارة بورشه 963، البالغ وزنها قرابة 1,030 كيلوغرامًا (وهو الحد الأدنى للوزن)، أن تلتزم بمعايير أداء محددة، ولذلك جُهزت بالمحرك نفسه الذي جُهزت به سيارة 918 Spyder. تصل سعة هذا المحرك المكون من ثماني أسطوانات إلى 4.6 لتر، وهو مُعزز بشاحن توربيني مزدوج عوضًا عن السحب الطبيعي، فضلاً عن نظام كهربائي بقدرة 800 فولت، وهو ما يوصل قوته إلى نحو 680 حصانًا.

يُتيح هذا المحرك، المُدعّم بناقل حركة متسلسل من سبع سرعات للسيارة التي يبلغ سعرها 2.9 مليون دولار (يشمل السعر الدعم الفني والهندسي المُقدّم للمتنافسين المنفردين)، الوصول إلى سرعة تتجاوز 205 أميال/الساعة.

جُهزت السيارة بمحرك من ثماني أسطوانات مُعزز بشاحن توربيني مزدوج وبنظام كهربائي بقدرة 800 فولت، ما يوصل قوتها إلى نحو 680 حصانًا.

Porsche
جُهزت السيارة بمحرك من ثماني أسطوانات مُعزز بشاحن توربيني مزدوج وبنظام كهربائي بقدرة 800 فولت، ما يوصل قوتها إلى نحو 680 حصانًا.


استغرق تطوير السيارة قرابة سنتين، من بداية المحادثات إلى انتهاء مسار البناء، وهو أمر مبهر إذا ما أخذنا في الحسبان عدد المشاركين في المشروع. تنص قوانين فئة LMDh على ضرورة أن يكون مصدر هيكل السيارة واحدة من أربع شركات مُصنعة: "مالتيماتيك" Multimatic أو "دالارا" Dallara أو "أوريكا" Oreca أو "ليجير" Ligier.

تزودت بورشه بالهيكل من شركة "مالتيماتيك"، وبعلبة التروس من شركة "إكس تراك" Xtrac، فيما حصلت على مكونات النظام الكهربائي الرئيسة من شركتي Williams Advanced Engineering وبوش Bosch، وعلى قطع غيرها من شركات أخرى. بل إن الصانع استعان بسائق السباقات المتنوّر روجر بينسكي لتشكيل فريق مشترك باسم "بورشه بينسكي موتور سبورت" Porsche Penske Motorsport.

يعترف كوراتل بأن هذا النهج التعاوني كان أحد أكبر التحديات التي واجهوها. وفي هذا يقول: "لقد عملت شخصيًا على مشاريع كانت بمعظمها تُنجز داخليًا، ومنها مشاريع خاصة بـسباقات الفورمولا 1". ويضيف: "لكن هذا المشروع كان يتطلب التعاون بين العديد من الشركاء، وهو ما صعّب مهمة التنسيق بينهم".

تبدو السيارة الجديدة أنيقة ورشيقة، بقدر ما تُعد سلسلة توريدها مُتشعبة. ويحمل مظهر طراز بورشه 963 ملامح من طرازي التسابق بورشه 956 وبورشه 962، اللذين تألقا في الثمانينيات، غير أنه ينأى عن المغالاة في مزايا الديناميكية الهوائية لتقليل الأضرار الناجمة عن الاحتكاك بالسيارات الأخرى، وهو أمر مهم على نحو خاص بالنظر إلى أن منافستها الأولى كانت في سباق رولكس 24 ساعة في دايتونا خلال شهر يناير الفائت على حلبة شهدت مشاركة 61 سيارة.

واجهت كلتا السيارتين المشاركتين من طراز 963 مشكلات على مستوى التشغيل، واستطاعت واحدة فقط أن تكمل السباق خلف غريماتها من الفئة نفسها من شركات أكيورا وكاديلاك وبي إم دبليو. وفي البيان الرسمي الذي أعقب السباق، قال كوراتل: "لقد تعلمنا الكثير، وسنحرص على تطبيق ما تعلمناه بانتظام". ولا شك في ما قاله، إذ أخبر مجلة Robb Report قبل انطلاق المنافسة بما فحواه أن "على من يتسابق بسيارة بورشه أن يفوز".