كانت اليخوت الترفيهية في ما مضى حكرًا على البحارة الهواة والنخبة من الشخصيات المتنفذة، الذين تباينت أساليبهم الجمالية المفضلة بالرغم من تقديرهم المشترك لخشب الساج المصقول بطلاء الورنيش. بالنسبة للبحارة المتمرّسين، كان الشكل تابعًا للوظيفة، لذلك كانت الزخارف مكروهة.

في المقابل، فضّلت نخبة الشخصيات المتميزة الأناقة البارزة المتجسدة في استخدام قدر كبير من الذهب والثريات والأسطح المصقولة بطلاء المينا الأسود. في الحالتين، كانت اليخوت الناتجة زاخرة بالألواح الخشبية وفقيرة في الإطلالات على البحر.

طوى النسيان هذه الأساليب التصميمية بسبب تغيّر الأولويات وتطور التقنيات وارتفاع عدد مالكي اليخوت إبان جائحة كورونا. يفضّل الجيل الجديد من الملاك الشباب الألعاب المائية والنوادي الصحية على الأسطح المكسوة بخشب الماهوغاني المتطابق.

وقد يكون هذا ما يفسر انتشار المفاهيم التصورية لليخوت على وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصًا تلك التي تتمايز بأسلوب تصميمي مفتوح خال من الزوائد، وتبدد فيها الفواصل بين المساحات الداخلية والخارجية على نحو يتيح للعائلات إبحارًا سلسًا لا تحده قيود. 

على أن هذه التجارب التصميمية لا يمليها عادةً المهندسون البحريون التقليديون، بل الدخلاء المبدعون القادمون من قطاعات مثل الفنادق والمنازل الخاصة والأثاث بل الأزياء. وفيما يمكن للمصممين الذين يستعين بهم مالكو اليخوت في عام 2024 أن ينحدروا من قطاعات مختلفة، فإن القاسم المشترك بينهم يبقى أن اليخوت ليست مجال تخصصهم.

لعقود من الزمن، سيطر تلاميذ جون بانينبيرغ، الأب الروحي لتصميم اليخوت، على القطاع بأسلوبهم الفخم. ينتمي بانينبيرغ إلى الموجة الإبداعية الحيوية التي ظهرت في لندن إبان ستينيات القرن الماضي، وهو ما كان وراء تصميم عدد من اليخوت المعروفة لمشاهير مثل مالكولم فوربس وعدنان خاشقجي وروبرت ماكسويل.

وفي الثمانينيات والتسعينيات، أرضى تلاميذه، أندرو وينش وتيرينس ديسديل وتيم هيوود، ذائقة زبائنهم الأثرياء (اشتهروا باستخدام الأشكال المبهرجة والأخشاب الصلبة اللامعة والكريستال الرنّان والرخام المعرّق)، فأضافت أسماؤهم لمسة أصالة إلى اليخوت التي ابتكروها، حتى أصبحت تصاميمهم علامة على الثراء. 

وفي هذا تقول جيوفانا فيتيللي، رئيسة مجموعة أزيموت بينيتي التي تعد أكبر شركة يخوت في العالم، إن هؤلاء المصممين "حققوا ثروة"، واصفة أسلوبهم بأنه "تفسير مؤسسي للرفاهية" يعود تاريخه إلى عصر بائد. وتضيف فيتيللي موضحة: "عندما أزور واحدًا من تلك اليخوت، أجد صالونًا رئيسًا رسميًا، ثم منطقة رسمية كبيرة لتناول الطعام، معدة لاستقبال الكثير من الضيوف".

وبسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية "تكثر الحواجز التي تفصلنا عن البحر"، وهذا ما يفسر النوافذ الصغيرة والمؤخرة المرتفعة المغلقة. وتشير فيتيللي إلى أن هذا "الترف الصريح" يخلي المجال في الوقت الراهن لأسلوب تصميمي أكثر ابتكارًا وحداثة، ينطلق من رفض الشكليات ويركز على "الدافع الرئيس للإبحار، أي البحر والطبيعة".

جورجيو أرماني يستند يخت Admiral العملاق الذي يبلغ طوله 236 قدمًا إلى اللوحة اللونية البديعة المكتومة التي تميز أعمال أيقونة عالم الأزياء، فيما يولي أهمية فائقة للمساحات الخارجية.

Daniele Venturelli\ Getty Images

جورجيو أرماني.. يستند يخت Admiral العملاق الذي يبلغ طوله 236 قدمًا إلى اللوحة اللونية البديعة المكتومة التي تميز أعمال أيقونة عالم الأزياء، فيما يولي أهمية فائقة للمساحات الخارجية.

مفاهيم مبتكرة 

كان الانفتاح على الفضاءات المفتوحة محور تركيز نورمان فوستر، أحد أشهر المعماريين في العالم، الذي مهّدت تصاميمه لأسطول اليخوت التابع لشركة الملكية الجزئية YachtPlus في عام 2008 لبعض التوجهات التصميمية الشائعة اليوم، وذلك بالرغم من كونها أثارت الجدل آنذاك.

قد يكون فوستر أول دخيل ينشق عن تقاليد هذه الصناعة. يسرد أنغوس كامبل، الشريك الرئيس لفوستر في ذلك المشروع، تفاصيل ذلك "العالم المحافظ" ويقول: "ينفق المرء أموالاً طائلة، ثم يستلم يختًا بنوافذ صغيرة للغاية. يحيط به البحر من كل جانب، غير أن الإطلالة على الأفق متعذرة. لم يرُق لنا هذا التصميم، ولذلك فكرنا في إنشاء نوافذ ومساحات خارجية تتيح التجول بأريحية".

في عام 2010، طرحت فيتيللي على نفسها أسئلة مماثلة ولذلك قررت إجراء مسابقات تصميمية مخصصة للمبدعين من خارج القطاع. وقد أدى التعاون الأولي الناجح في العام نفسه مع المعماري أكيلي سالفاني إلى سلسلة من الشراكات مع معماريين ذائعي الصيت في قطاعات المنتجات الفاخرة والفنادق والمنازل وتصميم المنتجات.

THE ITALIAN SEA GROUP \ Giorgio Armani

وتشمل قائمة هؤلاء في روما لاتزاريني بيكرينغ الذي صمم المساحات الداخلية ليختين من خط Benetti Motopanfilo، وفي ميلانو ماتيو ثون وأنطونيو رودريغيز، المسؤولين عن ابتكار تصاميم مستدامة لخط Azimut Seadeck (سيجري الكشف عنها في معرض ميلانو للمفروشات)، وفي نيويورك إنريكو بونيتي ودومينيك كوزيرسكي، اللذين توليا تصميم المساحات الداخلية لخط Oasis 40M وخط Oasis 34M من بينيتي.

قلبت هذه التصاميم قطاع اليخوت رأسًا على عقب، إذ تضاءلت بسببها التقسيمات التقليدية الصارمة بين المساحات الداخلية والخارجية. وتشير فيتيللي إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى "الواجهات الزجاجية الممتدة والأبواب الضخمة" والمؤخرة المنسدلة المتميزة بمفهوم بينيتي الرائد "سطح الواحة" Oasis Deck، وهو قسم خلفي منخفض بأجنحة قابلة للطي إلى الأسفل تفيد في توسيع منطقة النادي الشاطئي. 

حذت شركات أخرى حذو بينيتي، مثل فيدشيب التي طرحت في عام 2015 مفهومها التصوري الثوري Savannah بالتعاون مع كريستينا غيراردي، التي أدارت في السابق قسم الهندسة المعمارية في ديور كما أنجزت مشاريع تصميمية لصالح أرماني كازا. يزخر اليخت بابتكارات عدة، مثل نظام الدفع الهجين، ونظام تهوية المحرك الذي يصفي الهواء عبر الطاولات، بالإضافة إلى "صالة نيمو" Nemo Lounge المتميزة بواجهات زجاجية مغمورة جزئيًا تتيح مشاهدة الأسماك العابرة.

تتمايز غرفة النوم الرئيسة الفسيحة على متن المفهوم التصوري الذي طورته أوشيانكو لليخت Aeolus البالغ طوله 430 قدمًا، بجدار ممتد من النوافذ والكثير من المنحنيات المنحوتة.

Giovanni Malgarini

تتمايز غرفة النوم الرئيسة الفسيحة على متن المفهوم التصوري الذي طورته أوشيانكو لليخت Aeolus البالغ طوله 430 قدمًا، بجدار ممتد من النوافذ والكثير من المنحنيات المنحوتة

موجة استقطاب وطفرة في عدد الأثرياء

لِشركة أوشيانكو المتفردة بإنشاء اليخوت المخصصة كليًا لائحة زبائن تضم جيف بيزوس وستيفن سبيلبرغ. وقد عمدت الشركة أخيرًا، في إطار برنامج NXT، إلى الاستعانة بمصممين من خارج قطاع اليخوت. أما علامة آمر Amer التابعة لشركة "بيرماري غروب" Permare Group والمتمرّسة في التخصيص الجزئي لليخوت، فقد تعاونت أخيرًا مع استوديو بالومبا سيرافيني للهندسة المعمارية (الذي يقع في ميلانو) في مشروع F100 Glass Cabin الحائز جوائز عدة.

في عام 2020، استطاع جيوفاني كوستانتينو، مؤسس شركة The Italian Sea Group ورئيسها التنفيذي، أن يتعاون مع شيخ المصممين جورجيو أرماني. لم يكتفِ علّامة الأزياء، الذي يمتلك يخوتًا يعود تاريخ اقتنائها إلى عقدين من الزمن، بالموافقة على تصميم يختين عملاقين بطول 236 قدمًا من طراز Admiral وتوقيع أرماني، أحدهما سيظهر في معرض موناكو لليخوت هذا العام، ولكنه ابتاع أيضًا حصة من الشركة بنسبة 4.99%.

إن استقطاب المصممين المشهورين يستهدف طائفة جديدة من المشترين: أولئك الذين يختارون اليخوت كما يختارون السيارات الفارهة، على ما يقول فيليب برياند، المهندس البحري ومبتكر قوارب السباقات ومؤسس شركة القوارب الفاخرة فيتروفيوس Vitruvius.

يشير برياند إلى أن الجيل السابق "امتلك خبرة في عالم الإبحار، لذلك استوعب جيدًا النواحي الوظيفية والقيود الناجمة عنها. أما الوافدون الجدد على هذا العالم، فإنهم مستهلكون بالدرجة الأولى، ولا ضير في ذلك، ولكنهم يحتاجون إلى الإلمام بما ينطوي عليه مسار ابتكار القوارب من تعقيدات". 

تتوسع قاعدة المالكين وتتبدل سريعًا. فقد وصل عدد اليخوت الفاخرة قيد الإنشاء في عام 2023 إلى 1203 يخوت، حسب الدليل الإحصائي السنوي للقطاع Global Order Book. يقارب هذا الرقم ضعف ما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن، ومن المرجح أن يزداد الطلب بازدياد عدد المليونيرات، إذ يتوقع أحدث تقارير الثروة العالمية من "يو بي إس" أن عدد الأشخاص الذين يمتلكون أصولاً تزيد على 50 مليون دولار سيبلغ 372,000 شخص بحلول عام 2027، بعد أن كان عددهم 243,060 شخصًا في عام 2022.

وفي هذا يقول أنطونيو رودريغيز، المصمم المشارك في تصميم خط Azimut Seadeck: "في الماضي، كان الأثرياء محسوبين على الفئة العمرية التي بلغت الخمسين أو أكثر، ولكن الوضع تغير كليًا بسبب الطفرة في عدد الأثرياء الشباب، وخصوصًا في آسيا".

يقول غريغوري سي مارشال، المهندس البحري المخضرم المقيم في فيكتوريا بمقاطعة كولومبيا البريطانية، إن زبائنه من جيل الألفية (بعضهم في العشرين من العمر) "لا تهمهم الأفكار التقليدية عندما يتعلق الأمر باليخوت الفاخرة، إذ يسافرون متخففين إلا من حقائب الظهر وألواح ركوب الأمواج". ويضيف: "إنهم يريدون قوارب بلمعان أقل في الخارج وألعاب مائية أكثر في الداخل". 

مع ذلك تظل اليخوت الفاخرة رمزًا للمكانة الاجتماعية. فلا أحد يشتريها حبًا في الإبحار. يقول رودريغيز: "إذا كان المرء يعشق البحر، فإن الأولى له أن يشتري قاربًا شراعيًا". ولكن إذا كان القارب كبير الحجم، فإن الزبائن لا يجدون مانعًا من الاستعانة بأسماء لامعة لا دراية لها بالقطاع، تمامًا كما يفعلون إذا أرادوا "تصميم منزل في المدينة أو الريف" على ما يقول رودريغيز. يبدو الأمر كما لو أنهم بصدد تصميم "منزل عائم".

تلقّى روبرتو بالومبا، الذي كان غرًا في عالم الإبحار، تكليفًا للعمل على يخت آمر سالف الذكر لأن المالك سبق أن استعان به في مشاريع أخرى. وفي هذا يقول بالومبا: "للمالك دراية بأعمالي، كما أنه يحب أسلوبي، ولذلك طلب مني استنساخه على يخته".

روبرتو بالومبا / لودوفيكا سيرافيني ابتكر المهندسان المعماريان والمصممان المقيمان في ميلانو اليخت F100 Glass Cabin لصالح شركة آمر لليخوت.

Enrico Costantini

روبرتو بالومبا / لودوفيكا سيرافيني ابتكر المهندسان المعماريان والمصممان المقيمان في ميلانو اليخت F100 Glass Cabin لصالح شركة آمر لليخوت.

الميل إلى المجازفة 

اعتقد جيل المالكين السابق أن التصاميم التقليدية التي تحمل توقيع مصممين راسخي المكانة في القطاع كفيلة بتأمين قيمة اليخوت عند إعادة البيع، وذلك على غير ما هو عليه حال المالكين الجدد الذين لا يتورعون عن المجازفة. ولذلك تتضمن المفاهيم التصورية التي تستهدف هذا السوق يخوتًا على هيئة أسماك القرش ويخوتًا مستوحاة من عالم ستار تريك ويخوتًا تحاكي هياكل الطيور العظمية.

خير مثال على هذا التوجه الجريء يخت Aeolus المنضوي تحت برنامج NXT الذي أطلقته أوشيانكو، وهو يخت عملاق بطول 430 قدمًا يتميز بجناح رئيس ضخم ونوافذ بانورامية، وكذلك يخت Kairos الذي يتمايز بطابع كوني غير متماثل يحاكي مراكز التسوق في طوكيو.

يقول باريس بالوميس، مدير التسويق في أوشيانكو: "لقد اختفى الطابع الرسمي من اليخوت هذه الأيام، لذلك أصبحت المساحات أكثر مرونة بكثير". ويشير بالوميس أيضًا إلى أن الهدف هو تحقيق التناغم بين المساحات الداخلية والخارجية وبين مساحة العمل والمساحة الشخصية.

ويضيف: "في الماضي، كانت اليخوت مجهزة بمنطقة لتناول المقبلات، بالإضافة إلى مناطق مختلفة لكل واحدة منها وظيفة معينة". في المقابل، يقدم مفهوم NXT Tank الذي طورته أوشيانكو تصورًا جديدًا بالكامل، يقوم على الاستعاضة عن المقصورات التقليدية بثلاث مناطق غير محددة الهيئة. 

يدور جانب كبير من عمل المصممين الدخلاء على القطاع حول التخلي عن الزوائد، وهذا ما يؤكده جورجيو أرماني في حديثه مع مجلة Robb Report، إذ يقول إن تصاميمه مستقاة من الخطوط الأنيقة للسفن العسكرية وتتوخى "محاكاة طريقة توظيف المساحات في السفن القديمة وتحسينها بالتنازل عن التجهيزات الظاهرة في العادة مثل زوارق الخدمات".

AMER YACHTS

في يخت Admiral، تتمايز النوافذ بألواح منزلقة تساعد على إنشاء "مساحات داخلية فسيحة مغمورة بالضوء، الأمر الذي يولّد عند الضيوف شعورًا باتساع الآفاق المحيطة التي يمكن الانغماس فيها". يستحضر هذا التأثير، الذي يتعزز بالديكور الفاخر والبسيط، بدلات أرماني المريحة والباذخة.

في سياق الأبحاث التي أجراها قبل الشروع في العمل على خط Oasis، استنتج إنريكو بونيتي، من شركة Bonetti/Kozerski، أن المساحات الداخلية "جامدة ونمطية، وتشتمل على أثاث لا يغري بالجلوس"، كما تعطي الأولوية لعرض "القطع المبهرجة المنتصبة في أماكن متفرقة". ويعقّب بونيتي: "لهذا السبب حاولنا ربط مختلف المساحات معًا وركّزنا على توحيد المواد والأنسجة والألوان". كان الهدف هو بث شعور الاسترخاء في الأجواء، أو بعبارة أخرى "التشديد على التعقيد لكن من دون إظهار ذلك" على ما يقول بونيتي. 

يتمثل الفرق الرئيس بين الجيلين القديم والجديد في نبذ البذخ واعتناق البساطة الفخمة. يتبنى رودريغيز شعار "الإزالة على الدوام"، وفي هذا يقول: "نحاول الاستعاضة عن الذهب والرخام بالمواد الضرورية فحسب، كما نتفادى أي شكل من أشكال التفاخر". يطلق رودريغيز على هذه المقاربة اسم الرفاهية الجديدة.

التكنولوجيا والاستدامة 

تُغيّر التكنولوجيا أيضًا مسار التصميم. على سبيل المثال، توقف مهندسو مجموعة أزيموت بينيتي عن إنشاء النماذج الاختبارية، وأصبحوا يستخدمون عوضًا عنها نظارات الواقع الافتراضي أوكولوس "للتجول" في القوارب وإدخال التعديلات عليها مباشرة. كان الاستوديو الذي يديره غريغوري سي مارشال وراء تصميم اليخت الفاخر Artefact، الفائز بجائزتين مهمتين من جوائز اليخوت الفاخرة العالمية لعام 2021، والمكسو بمساحات زجاجية قد تكون الأكبر من نوعها.

وفي هذا يقول مارشال: "لقد أتاح التطور التقني تصنيع تشكيلات زجاجية ضخمة وشديدة التعقيد"، مشيرًا أيضًا إلى أن التقدم التكنولوجي يولد أفكارًا جديدة، إذ يراجع المصمم نفسه قائلاً: "إذا كان الزجاج أقوى من البنية المصنوعة من الألمنيوم، فلماذا أبقي عليه ولماذا لا أوظف الزجاج عوضًا عنه؟" الاستدامة بدورها باعثٌ آخر على التغيير، وهذا ما تجلى في المساحات الداخلية لخط يخوت Seadeck من أزيموت، والتي كساها رودريغيز حصرًا بمواد أعيد تدويرها أو بمواد قابلة لإعادة التدوير، مثل السجاد المصنوع من شباك الصيد المهملة والذي وصفته فيتيللي بأنه "لطيف الملمس" مضيفة: "عند لمس السجاد، لا يستشعر المرء ملمس البلاستيك البارد، بل نعومة الحرير".

آراء متباينة 

ليس التغيير موضع حفاوة دائمًا، خصوصًا من قبل الفرق التقنية المسؤولة عن تحويل الرؤى البحرية للمصممين الدخلاء إلى قوارب صالحة للإبحار. وفي هذا يقول المهندس البحري فيليب برياند، الذي يفضل العمل حصرًا مع مصممي المساحات الداخلية المتخصصين في القطاع البحري: "لقد اطلعت على كثير من اليخوت التي خضعت لأهواء هؤلاء المصممين، ودائمًا ما تكون الحصيلة النهائية غير متماسكة". 

يمقت برياند على نحو خاص المفاهيم التصورية المنافية للواقع والمنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقول: "جميعها زائفة لأنها لا تستند إلى أي قارب موجود حقًا. إنها حلم واه أو حيلة تسويقية وراءها مصمم شاب". ويذكر برياند أن هذه المفاهيم التصورية "تلوّث السوق" لأنها تعطي الزبائن توقعات بعيدة الاحتمال، ويقول موضحًا: "بعد أن يثني الزبون على إبداعاتنا وابتكاراتنا، يشترط علينا تصميم قارب يشبه ذاك الذي رآه على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يضعنا في موقف صعب للغاية".

يستشهد برياند بالطلب على النوادي الشاطئية المنخفضة، والتي يصفها بأنها غير عملية في المياه المتقلبة قليلاً، فما بالك بالمياه الهائجة. وفي هذا يقول: "لكي تكون صور المجلات جذابة، ينبغي للنادي الشاطئي أن يكون مستويًا ومفتوحًا بالكامل وعلى ارتفاع قدمين فوق الماء، وبالطبع حتى المياه ينبغي أن تكون ساكنة. لا تستند هذه الصورة إلى أي نواح وظيفية حقيقية، مثلها في ذلك مثل الأزياء".

إنريكو بونيتي / دومينيك كوزيرسكي تسعى شركة بونيتي/كوزيرسكي، التي يقع مقرها في نيويورك، إلى تحقيق الأناقة التي توحي باللامبالاة من خلال خط يخوت Oasis التابع لشركة بينيتي.

bonetti/kozerski

إنريكو بونيتي / دومينيك كوزيرسكي تسعى شركة بونيتي/كوزيرسكي، التي يقع مقرها في نيويورك، إلى تحقيق الأناقة التي توحي باللامبالاة من خلال خط يخوت Oasis التابع لشركة بينيتي.

يوافق مارشال، مهندس يخت Artefact، على أن الزبائن يطرحون في العادة مفاهيم تصورية غير عملية، لكن بمجرد إجراء "بعض التعديلات الطفيفة" تُصبح هذه التصاميم "قابلة للبناء من دون فقدان إلهامها الجمالي". يصرح مارشال بأن الأمر يعتمد إلى حد كبير على الغرض من اليخت. فالتعقيد الهندسي في اليخوت العابرة للمحيطات أكبر مما هو عليه في يخوت الاستعراض بموناكو، ولذلك ليس كل يخت معنيًا "بالنجاة من أعاصير المحيط الأطلسي".

إلى ذلك، يرحب مارشال بالتلاقحات الإبداعية الناتجة عن تلاقي المبدعين الدخلاء على القطاع والمهندسين النظاميين. ويقول ممازحًا: "إننا نعدها حربًا، لأن كل تخصص يتعارض مع التخصصات الأخرى. قد يعجبك التصميم، لكن سرعان ما يواجهك مسؤولو الإنشاء باستحالة تحقيقه على أرض الواقع".

يتولى مارشال إدارة عملية الشد والجذب بالانطلاق من "المفهوم، ثم التوقف بعد بلوغ نقطة محددة، ثم إجراء كشف هيكلي، يتبعه كشف ميكانيكي، ثم الرجوع في الأخير إلى المصممين الذين يفزعون كل مرة من الانتهاكات الهندسية التي طالت تصميمهم البديع. يقول مارشال: "نواصل الدوران في الحلقة نفسها إلى أن يكتمل المشروع. إن هذا التنازع هو بيت القصيد، لأن تحقيق التوازن السليم بين مختلف العناصر كفيل بتنفيذ تصميم جيد". 

ويشاطره بالوميس الرأي نفسه، غير أنه يعترف بمعاناة "الجانبين من الإحباط". يفتقر المصممون الدخلاء إلى "الاستيعاب التقني الدقيق لركائز الهندسة البحرية"، وعند بلوغ هذه النقطة "نسعى إلى تفهيمهم سبب استحالة القيام ببعض الأمور. ومن ناحية أخرى، تدفعنا تصوراتهم التصميمية إلى الدفع بالحدود لمحاولة تحقيقها، وهذا في حد ذاته تفاعل ممتع". كما يشير بالوميس إلى أن هذا الصراع المرير ضروري "لأن صناعة اليخوت صناعة مقيدة ومنغلقة".

لاقت أفكار بالومبا بشأن يخت آمر مقاومة شديدة، على ما كان الحال أيضًا مع تصور بونيتي ليخت بينيتي. فقد كان على بالومبا "إجبار الصانع على بناء نوافذ ضخمة"، فيما واجه بونيتي مرارًا "القواعد" الراسخة التي تصر على تثبيت طاولة طعام غير مستخدمة في الصالة الرئيسة. وفي هذا يقول: "إن عدم إلمامنا بالقواعد الشائعة أعاننا على مقاربة الأمور من منظور مختلف". 

Giovanni Malgarini

مع ذلك، قد يختل توازن هذا التبادل المثمر بين الدخلاء والعارفين في حضرة المصممين المتشددين، كما يسميهم مارشال، الذي يؤكد سعادته بإدماج "النوافذ المستديرة، والنوافذ المثلثة، والسلالم العملاقة"، طالما أن وظيفة القارب تتعدى مستوى الجماليات. 
يشير أحد مصممي اليخوت المخضرمين، والذي فضل حجب اسمه، إلى يخوت YachtPlus التي صممها نورمان فوستر بوصفها أبرز مثال على تغليب الشكل على الوظيفة.

وهو يبيّن الأمر بقوله: "لم تؤد هذه اليخوت دورها على نحو مناسب، حتى في ما يخص الوظائف اليومية البسيطة والبدهية مثل الربط بأعمدة المرسى. لا بد من الاعتراف ببراعة النواحي الجمالية التي يبتكرها المصممون الدخلاء على القطاع، ومع ذلك، إذا لم تلب هذه الجماليات وظيفة محددة، فإنها لن تدوم طويلاً".

يقول كامبل، من شركة "فوستر أند بارتنرز"، إن توجيهاتهم ركزت على الابتكار، ويعترف أنهم أولوا أهمية كبيرة للجماليات اللافتة على حساب العناصر الجوهرية للوظائف البحرية. وفي هذا يقول: "لقد أردنا تجاوز الحدود وتقديم تجربة أفضل للضيوف، بدلاً من تسهيل عملية ربط اليخت عندما يبلغ الشاطئ".

يشير كامبل أيضًا إلى أن هذه الاختيارات غالبًا ما تكون متناقضة، ويوضح: "يحتل طاقم العمل الكثير من المساحات الرئيسة في اليخوت، فيما يحصل المالك وضيوفه على المساحات الباقية. لقد ناقشنا العديد من هذه المسلمات في محاولة لإيجاد بدائل محتملة، وهذا، كما تعلمون، هو طريق الابتكار".

نورمان فوستر أعلن المهندس المعماري الحائز جائزة بريتزكر بداية حقبة "الدخلاء" من خلال أسطول YachtPlus الجريء.

Getty Images

نورمان فوستر أعلن المهندس المعماري الحائز جائزة بريتزكر بداية حقبة "الدخلاء" من خلال أسطول YachtPlus الجريء.

قوانين وقيود

غالبًا ما تحد قوانين النقل البحري من طموحات المالكين والمصممين على حد سواء. فعلى سبيل المثال، تتعذر تلبية رغبة الزبون في إدماج أسقف مزدوجة الارتفاع، وذلك لأنها تتعارض مع قوانين مكافحة الحرائق التي تقيّد عدد المساحات المفتوحة. وفي هذا تقول فيتيللي: "ليس القارب حقيبة ولا فستانًا، بل بناء يتمايز بجوهر واضح. إنك تشتري جسمًا عائمًا معززًا بالتكنولوجيا، ولذلك تحتل السلامة صدارة الأولويات".

من حيث المساحات الداخلية، ثمة إجماع على أن الطابع البحري لليخت ينبغي أن يتجسد في التجهيزات. وفي هذا تقول فيتيللي: "ينبغي أن يظل القارب قاربًا كما ينبغي أن يكون قادرًا على الإبحار"، وتشير أيضًا إلى أنها رفضت بعض المقترحات المعمارية التي شابهت "شقق نيويورك الفاخرة".

Sketch by David Nelson

بالمثل، يحذر بونيتي من محاكاة تصاميم المنازل عن قرب، ويقول: "إذا استبدلت الشارع بالبحر في بعض القوارب، فقد تظن أنك داخل شقة وسط برلين"، مضيفًا أن القوارب تستطيع أن تؤدي غرضها الحقيقي "من دون الحاجة إلى إحياء المساحات الداخلية القديمة المكسوة بخشب الماهوغاني".

لكن كيف ينبغي لتصاميم اليخوت أن تحافظ على جوهرها البحري؟ تشير فيتيللي إلى أن الأمر يتعلق جزئيًا بالسلامة، إذ ينبغي لليخوت أن تشتمل على "أشكال مستديرة" لأن الاصطدام بزوايا حادة في أثناء العواصف أمر غير مستحب، كما ينبغي أن تحتوي على حواجز وأرضيات مانعة للانزلاق. كما تتمايز اليخوت الفاخرة بجماليات راقية، ما يعني أثاثًا مدمجًا حسب الطلب.

Nigel Young

ولكن إذا كانت هذه المنتجات جاهزة، فإنها "تسقط في نظر بعض الزبائن من خانة الرفاهية الراقية، لأنها ترف في متناول الجميع بقدر أو بآخر، مثل منتجات بولترونا فراو أو مينوتي"، على ما تقول فيتيللي. بعبارة أخرى: إنها تدخل في صنف الرفاهية الجماعية.

يشاركها بونيتي الرأي نفسه، ويقول: "ينبغي أن تكون قطع الأثاث والقطع الخشبية بمعظمها مصممة على نحو خاص للقارب، فلا تكون قطعًا يمكن اقتناؤها في صالات العرض". مع ذلك، يفضل بالومبا استخدام "القطع المتحركة من علامات مثل "بي أند بي" B&B و"تالينتي" Talenti"، والقصد من ذلك تفادي "المفروشات المدمجة الثابتة" التي تستحضر قطع التجهيزات العتيقة المصنوعة من الألياف الزجاجية المقولبة.

متى يتخلى القارب عن ماهيته؟ عندما يصبح "منزلاً متحركًا بمواصفات استثنائية"، على ما يقول جورجيو أرماني. اليوم، يستعين مالكو اليخوت بالمهندسين المعماريين المتخصصين في تصميم المنازل لهذا الغرض خصوصًا، أي لمحاكاة شعور المنزل العائم. ولكن هذه التصاميم الشخصية تتعارض حتمًا مع الحقائق الرياضية للهندسة البحرية.

على أن أحواض بناء السفن البارزة تستقبل هؤلاء الدخلاء لأن الاحتكاك بهم يشعل فتيلة الإبداع، ولأن هذا الانفتاح ضروري مع استمرار التكنولوجيا في توسيع حدود الممكن. إن تصميم اليخوت ليس "بناءً شامخًا تمر به العواصف ولا يهتز أبدًا"، على ما يقول شكسبير، بل بناء يلزمه التجديد كلما حاقت به عوامل الطبيعة.

أنطونيو رودريغيز / ماتيو ثون يحمل هذا التصميم المنضوي تحت خط يخوت Seadeck من أزيموت توقيع الثنائي المبدع، وسيكون ظهوره الأول في معرض ميلانو للمفروشات هذا الشهر. أما أبرز مزايا هذا التصميم، فتتمثل بتوظيفه للمواد التي أعيد تدويرها فضلاً عن المواد القابلة لإعادة التدوير.

أنطونيو رودريغيز / ماتيو ثون يحمل هذا التصميم المنضوي تحت خط يخوت Seadeck من أزيموت توقيع الثنائي المبدع، وسيكون ظهوره الأول في معرض ميلانو للمفروشات هذا الشهر. أما أبرز مزايا هذا التصميم، فتتمثل بتوظيفه للمواد التي أعيد تدويرها فضلاً عن المواد القابلة لإعادة التدوير. 

تعديلات جديدة

بفضل تأثير مشاهير المصممين وطلب المالكين المتزايد على المساحات الفسيحة والإطلالات الرائعة، يشهد قطاع اليخوت الفاخرة تطورًا في الأسلوب التصميمي، لا سيّما في ثلاثة مجالات. 

النوادي الشاطئية الحيوية

لهذه المساحة الترفيهية التي تقع في مؤخرة اليخوت الفاخرة قيمة كبيرة في التصاميم الجديدة. فقد أدى اهتمام المالكين بهذه الفسحة المطلة على المياه إلى بروز نواد شاطئية حيوية، تشتمل على صالات مغلقة وعوارض قابلة للطي تسهّل ممارسة الرياضات المائية، فضلاً عن ملاذات متعددة الأسطح يلتقي فيها الاسترخاء بالعافية وبالأجواء الساحلية.

إن استخدام النادي الشاطئي مشروط برسو اليخت، لكن القارب الشراعي Aquijo من أوشيانكو، الذي يعد أكبر قارب متطور في هذه الفئة، يقدم منظورًا جديدًا لهذه المساحة، إذ تتيح الأبواب المقاومة للماء فرصة الاسترخاء في حوض الجاكوزي، أو مسبح النادي الصحي، أو الحمام التقليدي، أو حجرة الساونا، في أثناء الإبحار بسرعات عالية.

إلى جانب طول يخت Project X البالغ 288 قدمًا، يتمايز هذا الابتكار الهندسي الذي يحمل توقيع شركة غولدن لليخوت بسطح رئيس يشتمل على أحواض جاكوزي زجاجية القاع وأحواض سباحة مكسوة بالزجاج، ما يسهم في تسليط الضوء على النادي الشاطئي في الأسفل، بموازاة التخفيف من أثر نقص النوافذ.

تشمل الحلول الأخرى شرفات جانبية تزيد من المساحة المغطاة، وهي حيلة استخدمتها شركة بيلجين في يخت Leona الذي يبلغ طوله 263 قدمًا. لكن النموذج الثالث من سلسلة Bilgin 263 يرتقي بمفهوم النوادي الشاطئية المغلقة إلى أفق جديد، إذ يغطي الرخام الجدران والأرضيات، فيما تضيء مصابيح LED المتلألئة في السقف حوض السباحة المبلط والتماثيل التي تستحضر اليونان القديمة. 

حمام السباحة ذو الطراز الإغريقي في النادي الشاطئي الخاص بيخت Leona من بيلجين، والذي يبلغ طوله 263 قدمًا.

Leona

حمام السباحة ذو الطراز الإغريقي في النادي الشاطئي الخاص بيخت Leona من بيلجين، والذي يبلغ طوله 263 قدمًا.

مساحات دائرية

تستخدم العديد من شركات التصميم، مثل شركة بورديفيليك Burdifilek التي تتخذ من تورونتو مقرًا لها، الهياكل الرشيقة لاستحداث مساحات داخلية انسيابية جديدة. وفي هذا يقول دييغو بوردي، المؤسس المشارك في الشركة: "أؤمن بضرورة استشعار مزايا الإبحار على متن القوارب، لذلك ينبغي للفواصل بين الفسحات أن تحتضن انحناءات الهيكل". وقد تجسد إصراره على الشكل المستدير في يخت Entourage الذي يحمل توقيع شركة دايمن لليخوت والذي يبلغ طوله 200 قدم.

يتردد النهج نفسه في إبداعات شركة لاتزاريني بيكرينغ أركيتيتي Lazzarini Pickering Architetti التي يقع مقرها في روما، خصوصًا في سلسلة يخوت Motopanfilo من بينيتي، والتي تتأطر مساحاتها الداخلية بوساطة "أضلاع" هيكلية منحنية وألواح مدمجة تحاكي الأبواب البحرية الجميلة والكوات الصغيرة المميزة لسفن حقبة الستينيات.

من جهة أخرى، تتمايز يخوت مثل Maiora 35 Exuma وWallyWhen150 بأسقف مقببة تتماشى مع السلامة الهيكلية. وفي هذا يقول لوكا باساني، مؤسس شركة والي وكبير المصممين فيها: "لا بد أن يتحلى المرء بالشجاعة إذا أراد تجاوز الحدود وتغيير معايير التصميم الحالية".

"مركز القيادة" على متن اليخت Pure الذي طورت مفهومه التصوري شركة فيدشيب.

Fead ship

"مركز القيادة" على متن اليخت Pure الذي طورت مفهومه التصوري شركة فيدشيب.

قمرات القيادة الافتراضية

كانت قمرات القيادة الافتراضية ضربًا من ضروب الخيال قبل خمس سنوات، لكنها توشك أن تصبح حقيقة. يتوخى بعض الصانعين التخلص تمامًا من منصة القيادة القائمة على السطح الرئيس، على ما هو عليه الحال مع يخت Ocean 182 الجديد من سانسيكر والذي يحتوي على دفة قيادة واحدة فقط في قمرة القيادة العلوية، وكذلك مع المفهوم التصوري Pure الذي صممته شركة فيدشيب.

Benetti Yachts

الصالة الرئيسة، بأضلاعها الهيكلية المنحنية، على متن يخت Motopanfilo 37M الذي ابتكرته بينيتي.

بدلاً من مقدمة اليخت، يحتجب القبطان و"مركز القيادة" الافتراضي في سطح بلا نوافذ تحت مستوى سطح الماء. إن منصة القيادة الافتراضية التي طورتها شركة "تيم إيطاليا" Team Italia ليست افتراضية على ما يوحي الاسم، لكنها تستبدل بالمنطقة التقليدية لقمرة القيادة منطقة محتجبة من اختيار المالك.

إن إرسال حجرات القيادة إلى زوايا بعيدة يتيح للمالكين تخصيص أفضل المساحات الأمامية لأجنحة السطح الرئيس. لقد ولى العهد الذي كانت فيه المخاوف العملية والبحرية تملي على الصانعين تقديم موقع الربان على كل موقع آخر. وفي هذا يقول مؤسس شركة تيم إيطاليا ورئيسها التنفيذي ماسيمو مينيلا: "بالنظر إلى البيانات الحالية وأجهزة الاستشعار القادرة على إعادة البناء افتراضيًا، فإن منصة القيادة الافتراضية ستكون آمنة وقديرة تمامًا مثل منصات القيادة التقليدية".