بينما اتجهت العلامات التجارية الإيطالية التي انتعشت سريعًا هذا العام إلى الأزياء الأكثر انسيابية والملابس الرياضية، ازدهرت دار إدوارد سيكستون في لندن بالوفاء لجذورها.
تشتهر العلامة البريطانية بتصاميمها محددة الخطوط ذات الأشكال الهندسية والقصات الجريئة، وهي تشهد نموًا سريعًا بفضل مقاربتها الجذابة لأزياء الرجال.
بلغت مبيعات مجموعة الألبسة الجاهزة لدار سيكستون ما بين أربعة إلى خمسة أضعاف المبيعات التي تحققت عام 2019، بحسب تصريح المدير الإبداعي دومينيك سيباغ - مونتيفيوري.
وفي هذا يقول: "فيما يعتمد كثير من الحائكين في شارع سافيل رو على بيع بدلات كلاسيكية باللونين الأزرق الداكن والرمادي، اتجهنا نحن إلى اعتماد ألوان أكثر حيوية، إذ نركز أكثر على القطع المميزة".
لا تخلو إبداعات الدار من الإثارة، سواء تعلق الأمر بالبدلات باللون الوردي أو المعاطف المزدوجة الصدر المصنوعة من الكشمير بلون الكركم أو القمصان الحريرية المرهفة المشغولة باللون الأسود أو العاجي.
ويتابع سيباغ - مونتيفيوري قائلاً: "كنا نتبع هذا النهج قبل الجائحة، ولكننا حاليًا نخوض فيه أكثر، لأن البدلات كانت من منظورنا ترتبط دومًا بالمتعة والتعبير.
وأظن أن الأشخاص الذين عاينوا بدلاتنا من قبل وقالوا 'لن أرتدي هذه البدلة أبدًا'، أصبحوا الآن يرتاحون لارتداء تصاميمنا، لأنهم ما عادوا مضطرين لأن يلبسوا البدلات الرسمية المحافظة خمسة أيام في الأسبوع".
إن تفسير إرث العلامة على نحوملائم في أثناء إنشاء مجموعات جاهزة للارتداء بطابع حديث ومتسق ليس بالأمر السهل.
وسيكستون نفسه، الذي يكمل عامه الثمانين في شهر نوفمبر المقبل، لا يزال يترأس غرفة التفصيل بحسب الطلب.
لقد تميزت أعماله بتنوع كبير، من البدلات البسيطة في الستينيات وتصاميم السبعينيات المتطرفة، إلى البدلات التي توحي بالقوة في الثمانينيات والبدلات الكلاسيكية الحديثة في هذا القرن.
ويرى سيباغ - مونتيفيوري أن التقاط مختلف جوانب مسيرة سيكستون المهنية في مجموعة جاهزة أمر ضروري لنجاح العلامة، على الرغم من صعوبته.
وفي هذا يقول: "ثمة الكثير مما يمكننا الاستناد إليه، ولكن علينا أن نتوخى دائمًا إبراز رؤية إدوارد.
وأرى أن الملابس الرياضية والسراويل المشدودة ليست عماد توجهنا.
فما نضعه نصب أعيننا هو أن نفي إرث الدار في الحياكة حقه بينما نواصل النمو".
بدأ النمو السريع للعلامة التجارية يؤتي ثماره.
لسنوات عديدة، كان مقر الدار يقع في محترف صغير في نايتسبريدج، ولكنها توسعت أخيرًا وانتقلت إلى شارع سافيل رو، حيث ابتاعت مساحة بها غرف للحياكة وغرف لأخذ مقاسات الزبائن في جهة من الشارع، ومتجرًا للملابس الجاهزة في الجهة المقابلة.
فما سر سيكستون؟ يجيب سيباغ – مونتفيوري قائلاً: "لقد كنا حازمين.
فما إن تفشت الجائحة حتى قررنا أن نلتزم برؤيتنا ونصنع بدلات نؤمن بها. قلت لنفسي آنذاك: قد لا تضاهي مبيعاتنا مبيعات علامات مثل يونيكلو، ولكننا سنواصل مسارنا هذا وستجذب تصميماتنا ما يكفي من الزبائن الشغوفين بها".
في ظل نمو مبيعات الدار من الملابس الجاهزة بنسبة 500%، تبدو قصة سيكستون مرغوبة أكثر من أي وقت مضى.