عادت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية للأضواء خلال الأيام الماضية، مع الإعلان عن بيع إحدى سياراتها بالمزاد العلني خلال الأسبوع الأخير من نوفمبر المنصرم، محققةً سعرًا قياسيًا يفوق بثمانية أضعاف سعر مثيلاتها من الطراز نفسه.
بيعت سيارة الملكة من طراز Jaguar X-Type Estate خلال المزاد الذي نظمته شركة Historic Auctioneers في بيركشاير بالمملكة المتحدة، مقابل سعر إجمالي وصل إلى 43,400 جنيه إسترليني من دون الرسوم الإضافية، متجاوزة بذلك سعر السيارة عندما كانت جديدة قبل 13 عامًا حين اشترتها الملكة الراحلة، إذ طرحتها العلامة آنذاك، في عام 2009، مقابل 40 ألف دولار أمريكي.
لا يجلب مثل هذا الطراز حالياً أكثر من 5000 جنيه إسترليني، لكن اللمسة الملكية زادت من قيمة السيارة التي جرى الترويج لها كونها السيارة التي لم تستقلها الملكة إليزابيث فحسب، بل التي قادتها وجلست على مقعدها كما تجلس على العرش، ومن ثم فإنها ستكون طريق مالكها الجديد لتجربة ذلك الحلم المُحال بالجلوس على عرش الملكة الراحلة! قد يكون هذا ما أشعل حماسة هواة الجمع، ومن ثم كان الإقبال على شراء السيارة الفريدة التي لم يسجل مؤشر المسافات فيها أكثر من 72,544 ميلاً فقط، قطعتها الملكة في نطاق محيط قلعة وندرسون.
على أن المزاد جاء بعد أن خضعت السيارة لأعمال الصيانة والتجديد، فيما أكدت الشركة المنظمة للمزاد على أن السيارة -وكما هو متوقع- لا تشوبها شائبة على الرغم من تجاوز عمرها 13 عاماً.
Historic Auctioneers
التوثيق التاريخي للسيارة
قدمت إدارة المزاد تأكيدًا للملكية ملفًا تاريخيًا شاملاً يضم الوثائق الأصلية للسيارة وشهادة الضمان، كما عرضت صورًا يعود بعضها لشهر مارس الماضي، حين شوهدت الملكة وهي تقود السيارة، مصطحبة كلابها في نزهة لحدائق Frogmore، وأخرى في عام 2021 عندما شوهدت خلف عجلة القيادة للسيارة نفسها بعد ثلاثة أيام فقط من نصح الأطباء لها بالراحة.
تظهر السيارة أيضًا في صور أخرى للملكة إليزابيث الثانية خلف عجلة القيادة بغطاء رأسها الحريري وربطته المميزة مع الإكسسوارات والجواهر المتماشية ولون السيارة. وقد كان هذا المشهد شائعاً حتى السنوات الأخيرة من حياتها، لا سيما في أثناء إقامتها في قلعة وندسور في بيركشاير، حيث غالبًا ما كانت تُصوّر وهي تقود سيارتها المختلفة مع ضيوفها حول القلعة.
Historic Auctioneers
وحسب الخبراء، يُعتقد أن الملكة الراحلة فضلت سيارة لاند روفر Land Rover على مدار عقود، إذ اتخذت من سيارة لاند روفر ديفندر Land Rover Defender مركبة رئيسة، فيما عدّت سيارة Jaguar X-Type Estate من جاكوار مركبة احتياطية في حالة عدم توفر السيارة الأولى. وعلى الرغم من أن الملكة الراحلة شوهدت خلف مقود العديد من السيارات خلال فترة حكمها الطويلة، إلا أنه كان لديها إعجاب خاص بهذا الطراز، ومن ثم فقد جعلته لغير أوقات العمل.
يشير الخبراء أيضًا إلى أن سيارة Jaguar X-Type Estate لم تكن من بين أكثر النماذج المرغوبة التي صنعتها العلامة البريطانية. فقد جاءت عند طرحها لتقدم الخطوات الأولية من المُصنع نحو إنتاج سيارة مختلفة، وكانت العلامة آنذاك تابعة لشركة فورد الأمريكية، حتى تحولت ملكيتها لشركة تاتا الهندية التي دعمت لأول مرة إنتاج إصدار بمحرك دفع أمامي رباعي الأسطوانات، وهو ما نال استحسان الملكة فاقتنت نسختها التي بيعت بالمزاد أخيراً.
Historic Auctioneers
مواصفات السيارة الملكية
قدمت الشركة المنظمة للمزاد بيانات السيارة الملكية المعروفة بلونها الأخضر الرائع Emerald Fire، متضمنة رقم التسجيل ورقم الشاسيه ورقم المحرك مع شهادة الضمان، ومواصفات السيارة التي تتميز بفتحة سقف ونوافذ كهربائية، وتصميم داخلي تزينه كسوة جلدية مع كثير من الزخارف الخشبية، ونظام للتحكم في درجة الحرارة، وناقل حركة أتوماتيكي، بالإضافة إلى مختلف وسائل الراحة التي قدمتها جاكوار في ذلك الوقت.
Historic Auctioneers
وعلى الرغم من مظهر السيارة العائلي، إلا أنها مجهزة بمحرك أمامي V-6 سعة 3.0 لترات، ذي دفع رباعي وقادر على إنتاج ما يصل إلى قوة 227 حصانًا و279 نيوتن متر من عزم دوران، ما يعني أنه أكبر وأقوى محرك متوفر في المجموعة، إذ يرسل القوة إلى العجلات الأربع، وهو ما يجعلها ثابتة عند القيادة الحماسية. وقد جاء المحرك بخيارين للوقود، الديزل والبنزين، والأخير هو الأكبر وهو خيار الملكة إليزابيث أيضاً.
فضلاً عن ذلك، تمايزت هذه السيارة كثير من التعديلات الخاصة لتناسب الملكة الراحلة، إذ غُطيت مساحة صندوق الأمتعة الخلفي لحماية السيارة من أي ضرر تسببه كلاب الملكة، كما جرى تخصيص حامل للسلاح وحامل لصنارة الصيد، وكلها ظلت بحالة جيدة، فيما بدا على إحدى نسختي المفاتيح بعض البلي، ولكنه من النوع الملكي الذي يحمل تاريخًا خاصًا، إذ جاء نتيجة طبيعية لاستخدام الملكة الراحلة للسيارة.