وكان آخر من امتلك البيانو فنان البوب آندي وارهول، إذ وضعه في مكتبه في مجلة Interview في مدينة نيويورك، وعندما توفي عام 1987، استعارت البيانو أكاديمية نيويورك للفنون.

طراز Concert Grand Model D

البيانو طراز Concert Grand Model D الذي اشتراه في الأصل الفنان جون لينون في عام 1978 من متجر بالدوين في مدينة نيويورك، أهداه إلى تاجر الأعمال الفنية والمنسق سام غرين الذي أعاره بدوره إلى صديقه آندي وارهول، والذي نظم أول معرض أمريكي لوارهول في معهد الفن المعاصر بجامعة بنسلفانيا فيلادلفيا.

يحمل البيانو لوحة ذهبية عليها نص منقوش "For Sam Love From John And Yoko 1979" فوق شعار بالدوين الموجود أعلى منتصف مفاتيح البيانو.

كان غرين مقربًا من كل من لينون وزوجته يوكو أونو. وغالبًا ما كان الزوجان يقضيان بعض الوقت في منزل غرين في فاير آيلاند، حيث كان لينون يعزف على البيانو ويكتب الأغاني خلال الزيارات. وقد ألف لينون ويوكو أونو أغاني ألبومهما Double Fantasy على البيانو نفسه عام 1980.

بعد بضع سنوات، وتحديدًا في عام 1983، أعار غرين البيانو إلى وارهول. وفي عام 1988، أعار غرين البيانو لأكاديمية نيويورك للفنون، التي شارك في تأسيسها وارهول، لاستخدامه خلال "المناسبات الخاصة".

بالنسبة إلى غرين، اتضح أن ذلك كان قرارًا خاطئًا عندما اكتشف في عام 2000، أن البيانو "يُساء استخدامه" ويعزف عليه الطلاب كل يوم، فطلب إعادة البيانو.
لكن الأكاديمية لم تعد تمتلك البيانو، إذ باعته إلى جانب مجموعة أخرى من "آلات البيانو غير المتسلسلة" التي كانت في قبو المدرسة، إلى عازف بيانو يدعى هارولد كاتز مقابل 3 آلاف دولار.

رفع غرين دعوى قضائية ضد الأكاديمية التي جادلت بأن غرين تبرّع بالبيانو ولم يقرضه، مقابل 1.6 مليون دولار. في النهاية، عثر على البيانو واشتراه رجل من ألاباما يُدعى بادي باين من كاتز، مقابل حوالي 100 ألف دولار، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست. ورُفضت دعوى غرين، وانتهى الأمر بالبيانو في أكاديمية ميرسيربيرغ Mercersburg في فيلادلفيا.

فقد باع بادي بين البيانو إلى منصور إمرال شاوول عام 2003، ثم أصبح جزءًا من ممتلكات عائلة شاوول التي تبرعت به لأكاديمية ميرسيربيرغ عام 2018، لتمويل منحة دراسية للعائلة.
البيانو صنع عام 1929، وهو مؤلف من خشب الأبنوس، اشتراه لينون عام 1978، وفقًا لتقرير مؤلف من 19 صفحة من إعداد الخبيرة كارين ليل. وكتبت ليل في تقريرها: "أنا راضية تمامًا لأنني تتبعت ملكية البيانو منذ عام 1978، عندما اشتراه جون لينون، وصولًا إلى مالكيه الحاليين أكاديمية ميرسسبيرغ".

وقالت دار المزادات: "يحمل هذا البيانو أهمية تاريخية وموسيقية كبيرة، وهو يرمز إلى العلاقة بين عبقرية لينون الفنية والأداة التي كانت رفيقه المبدع". وأضافت: "رحلة البيانو من لينون إلى غرين، وإقامته المؤقتة مع آندي وارهول، تضيف طبقات من السياق الثقافي والفني لقصته".