إذا لم تنجح في البداية، فحلّق مجددًا. يبدو أن هذا هو شعار شركة بلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس، التي أطلقت صاروخها نيو شيبرد New Shepard من تكساس الأمريكية، معاوِدة بذلك رحلاتها الفضائية بعد أكثر من عام على وقوع حادث أدى إلى وقف استخدامه.

مهمة بلو أوريجين إن إس-24 

أظهر نقل حي للعملية أن كبسولة الصاروخ التي لا تحمل ركابًا بل معدات لتجارب علمية في مهمة مسماة NS-24، هبطت بسلاسة في الصحراء بعد نحو عشر دقائق من الإقلاع، بعد أن تعرض صاروخها نيو شيبرد لعطل في المحرك في سبتمبر 2022. 

وتشكّل معاودة بلو أوريجين نشاطها في الفضاء إيذانًا بتنظيمها مجددًا رحلات السياحة الفضائية التي تستمر بضع دقائق إلى ما بعد الحدود النهائية لكوكب الأرض.

تجارب علمية وبحثية 

أقلع الصاروخ بنجاح من غرب ولاية تكساس، وما لبثت طبقة الدفع فيه القابلة للاستخدام مجدداً أن هبطت بعد أقل من ثماني دقائق في سهول جنوب الولايات المتحدة القاحلة.وتحمل المهمة غير المأهولة إن إس-24 تجارب علمية وبحثية تدعم وكالة الفضاء الأميركية ناسا أكثر من نصفها. 

وهبطت الكبسولة التي تحوي هذه المعدات، بالإضافة إلى 38000 بطاقة بريدية، بوساطة المظلات بسلاسة في الصحراء بعد عشر دقائق من الإقلاع وبعد أن تجاوزت الحد الفاصل عن الفضاء، فيما حلقت لبضع لحظات على ارتفاع يصل إلى 107 كيلومترات فوق الأرض.

بلو أوريجين تطلق أول رحلة لمركبة نيو شيبرد بعد أكثر من عام منذ حادث التحطم

Blue Origin

رحلات بلو أوريجين الفضائية وجيف بيزوس 

بالرغم من أن الرحلة التالية لن تحمل أي إنسان، إلا أن الرحلات المستقبلية قد تشمل الركاب. كان جيف بيزوس ضمن أول رحلة لنيو شيبرد نقلت أشخاصًا على متنها في عام 2021. ومنذ ذلك الحين، قام الصاروخ بخمس مهمات أخرى مأهولة، بما في ذلك واحدة مع الممثل ويليام شاتنر وأخرى مع الشخصية التلفزيونية مايكل ستراهان.

لكن الحادث الذي وقع في سبتمبر 2022 أدى إلى تحطم طبقة دفع الصاروخ الذي لم يكن حينها يحمل ركابًا. وفتحت شركة بلو أوريجين تحقيقًا في الحادثة تحت إشراف إدارة الطيران الفيدرالية في شهر مارس 2023، خلص إلى أنّ الحادث نجم عن "ارتفاع في درجة حرارة المحرك أكثر من المتوقع". 

وفي ذلك الوقت، قالت شركة السياحة الفضائية إنها تعمل على إجراء تغييرات على تصميم بعض مكوّنات المحرك وأنها ستبدأ الطيران مرة أخرى قريبًا. كما أكدت إدارة الطيران الفدرالية لوكالة فرانس برس الأحد أنها أعطت الضوء الأخضر لهذه الرحلة الجديدة. الجدير بالذكر هو أن الصاروخ الجديد يتكوّن من طبقة دفع، وفي قمته كبسولة تحوي حمولته أو الركاب.

صاروخ نيو غلين الأكبر والأقوى

تعمل بلو أوريجين أيضًا على تطوير صاروخ باسم نيو غلين New Glenn يعد أكبر وأقوى. وبمجرد اكتماله، سيكون هذا الصاروخ قادرًا على الوصول إلى المدار والتنافس على العقود الحكومية والتجارية، إذ تخطط الشركة لإطلاقه في أول رحلة له في عام 2024.

 ومع ذلك، فقد تأخر تطوير نيو غلين مرارًا وتكرارًا، واضطرت شركة أمازون المملوكة أيضًا لبيزوس، والتي تنوي استخدام بلو أوريجين، إلى العمل مع SpaceX التابعة لإيلون ماسك بدلاً من ذلك.