ربما قالت روز لجاك إنها لن تتركه أبدًا، لكن سفينة تيتانيك نفسها تتخلص من بعض هيكلها، إذ اكتشف باحثون خلال رحلة استكشافية أخيرة إلى حطام سفينة تيتانيك، أن جزءًا من سطح السفينة الشهير قد تحطم.
"آر إم إس تيتانيك" تكتشف أن جزءًا من سطح تيتانيك الشهيرة تحطم
كانت شركة آر إم إس تيتانيك RMS Titanic قد غامرت بالوصول إلى الحطام في يوليو، ومن بين النتائج التي توصلت إليها أن جزءًا يبلغ طوله 15 قدمًا من السور على جانب الميسرة سقط قطعة واحدة في قاع البحر، وكان السور لا يزال قائمًا حتى عام 2022.
وبرزت الواجهة الأمامية للسفينة الفارهة من خلال فيلم تيتانيك عام 1997 للمخرج جيمس كاميرون، حيث كان جاك (ليوناردو دي كابريو) يقف عندها.
أنهت آر إم إس تيتانيك، وهي شركة مقرها جورجيا تملك الحقوق القانونية للحطام الذي يبلغ عمره 112 سنة، أول رحلة لها منذ عام 2010 ونشرت صورًا للرحلة الاستكشافية، تظهر موقعًا لا يزال يتغير بعد أكثر من قرن.
وقالت آر إم إس تيتانيك في بيان: "كان فريق البعثة متحمسًا لإلقاء النظرة الأولى على القوس في 29 يوليو. ومع ذلك، اهتزت لحظة الإثارة والترقب على الفور بسبب تغير كبير في الصورة الظلية المألوفة.
إننا نشعر بالحزن لهذه الخسارة والتآكل الحتمي للسفينة والحطام. ورغم أن انهيار تيتانيك أمر لا مفر منه، إلا أن هذا الدليل يعزز مهمتنا في الحفاظ على ما في وسعنا وتوثيقه قبل فوات الأوان".
وجاءت الرحلة إلى البقعة النائية بشمال المحيط الأطلسي التي غرقت بها تيتانيك فيما كان خفر السواحل الأمريكي يواصل تحقيقاته في انفجار الغواصة تيتان في يونيو 2023، وهي غواصة تجريبية مملوكة لشركة أخرى.
وتسببت كارثة الغواصة تيتان في مقتل الركاب الخمسة الذين كانوا على متنها، بمن فيهم بول هنري نارجوليه، الذي كان مديرًا للأبحاث تحت الماء لشركة آر إم إس تيتانيك.
رحلة آر إم إس تيتانيك الاستكشافية لم تكن سيئة الحظ تمامًا، إذ عثر الفريق أيضًا على تمثال روماني يبلغ طوله قدمين لديانا فرساي. وكان التمثال موجودًا في صالة الدرجة الأولى في سفينة تيتانيك، وتحطم عندما غرقت السفينة في قاع البحر.
صُوّر التمثال مرة واحدة في عام 1986، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها الفرق الاستكشافية على صور بهذه الجودة منذ ذلك الحين. وعلقت الشركة في بيان أن نتائج رحلة هذا الصيف "تظهر مزيجًا مريرًا من الحفظ والخسارة".
وقالت توماسينا راي، مديرة المجموعات في آر إم إس تيتانيك إن الطاقم أمضى 20 يومًا في الموقع ثم عاد إلى بروفيدنس في رود آيلاند الأمريكية يوم 9 أغسطس، موضحة أنهم التقطوا أكثر من مليوني صورة هي أدق صور للموقع حتى الآن.
وقالت الشركة إن الفريق رسم خريطة كاملة للحطام وما حوله باستخدام معدات من شأنها أن تمنح فكرة أفضل حول الموقع.
ولفتت الشركة في بيانها إلى أن الخطوة التالية هي معالجة البيانات حتى يصير بالإمكان مشاركتها مع المجتمع العلمي، ومن ثم "يمكن تحديد القطع الأثرية المهمة تاريخيًا والمعرضة للخطر من أجل استردادها بأمان في الرحلات الاستكشافية المستقبلية".
وكانت سفينة تيتانيك قد غرقت بعد اصطدامها بجبل جليدي خلال رحلتها الأولى من إنجلترا إلى نيويورك في عام 1912، ولقي نحو 1500 شخص حتفهم، من بين أكثر من 2200 شخص كانوا على متنها.
وأصبحت هذه الحادثة إحدى أبرز الكوارث البحرية في التاريخ. تحاول مجموعات مثل آر إم إس تيتانيك وبعض الأثرياء زيارة الحطام، ولاحظت مجلة بيبول أن آر إم إس تيتانيك قامت بتسع رحلات إلى حطام السفينة حتى الآن.