استعادت اليونان مئات القطع الأثرية المنهوبة، بعد معركة قانونية استمرت 17 عامًا مع شركة كانت مملوكة لتاجر الأعمال الفنية البريطاني روبن سيمز.
وأعلنت وزارة الثقافة اليونانية الأسبوع الماضي أنها استعادت 351 قطعة تعود إلى العصر الحجري الحديث حتى أوائل العصر البيزنطي كانت في حوزة شركة سيمز. تضمنت العناصر التي صُدّرت بشكل غير قانوني تمثالاً سيكلاديًا مبكرًا يرجع تاريخه إلى ما بين 3200 و 2700 قبل الميلاد، وتمثالاً رخاميًا متضررًا قديمًا من 550-500 قبل الميلاد، وجذع تمثال برونزي يصور الإسكندر الأكبر الشاب ويرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي. أما أقدم قطعة، فكانت تمثالاً مجسمًا مصنوعًا من الحجر الأبيض شديد اللمعان من الألفية الرابعة قبل الميلاد.
وقالت وزيرة الثقافة والرياضة لينا ميندوني إن القضية "صعبة" وكانت بمكتبها منذ عام 2006، بعد عام من إدانة سيمز بتهمة ازدراء المحكمة والحكم عليه بالسجن لمدة عامين. وأشارات ميدوني في بيان إلى إن وزارتها كثفت الجهود على مدى السنوات الثلاث الماضية لضمان عودة القطع الأثرية وكذلك الأجزاء الفردية، مضيفة أن "إعادة القطع الثقافية المصدّرة بطريقة غير مشروعة هي من أولويات وزارة الثقافة وخدمة الآثار".
على أن ميندوني لم تذكر ما إذا كانت القطع الأثرية مرتبطة باكتشاف الشرطة الإيطالية والسويسرية في عام 2016 مجموعة من 45 صندوقًا من الكنوز الأثرية، التي قيل إن شركة سيمز خزنتها في ميناء جنيف الحر في سويسرا.
تبذل اليونان جهودا مضنية منذ سنوات لاستعادة القطع الأثرية المنهوبة من جامعي التحف والمتاحف في مختلف أنحاء العالم. وقد اكتسبت هذه المبادرة اهتمامًا إضافيًا في مارس من هذا العام، بعد أن أعاد البابا فرانسيس ثلاث قطع مزخرفة بزخرفة البارثينون إلى اليونان كانت محتجزة في متاحف الفاتيكان لمدة 200 عام.
تضمنت المطالبة طويلة الأجل بين اليونان وشركة سيمز عددًا كبيرًا من الأشخاص عبر مختلف الإدارات، بما في ذلك الآثار والتراث الثقافي والتوثيق وحماية الممتلكات الثقافية وعلماء الآثار في وزارة الثقافة والرياضة، ووزارة الخارجية وضباط الشرطة اليونانية والمجلس القانوني للدولة والمتحف الأثري الوطني ومتحف سالونيك الأثري حتى السفارة اليونانية في لندن.
كما تزامن إعلان اليونان مع أنباء من مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن عن إعادة قطعتين أثريتين إلى العراق، إحداهما كانت ملكًا أيضًا لشركة سيمز، والقطعة الأخرى من مجموعة متحف المتروبوليتان للفنون حصل عليها من هواة جمع القطع الأثرية شيلبي وايت.
وبحسب البيان الصحفي، فقد نُهبت من مدينة أوروك القديمة Uruk، المعروفة الآن باسم الوركاء. جاء في البيان: "سُرقت من العراق خلال حرب الخليج وهُرّبت إلى نيويورك في أواخر التسعينيات.
أخفي الفيل المصنوع من الحجر الجيري منذ 1999 على الأقل في وحدة تخزين تابعة لشركة سيمز. وعلى الرغم من أن الأفيال كانت معروفة بوجودها في بلاد ما بين النهرين وظهرت في الحفريات التي تعود إلى الألفية الرابعة، إلا أنه نادرًا ما جرى تمثيلها في الفن، ما يجعل هذا الشكل من الحجر الجيري أحد الأمثلة القليلة جدًا التي نجت حتى يومنا هذا".