كريول.. اليخت الشراعي التاريخي لعائلة غوتشي 

يمثل اليخت مزيجًا نادرًا من التاريخ البحري المحفوظ بعناية والسحر الأوروبي، إذ يعود تاريخه إلى عام 1927، وهو عمل عبقري من تشارلز إي نيكلسون، أعظم مهندس بحري في ذلك العصر، ويتميز بتاج من الأشرعة وهيكل أسود اللون.

يكلف اليخت الأيقوني كريول ابنة ماوريتسيو غوتشي، أليغرا، ما لا يقل عن مليوني دولار سنويًا لصيانته. يبلغ طوله 65 مترًا، وهو يُعد أحد أكبر اليخوت الخشبية بالكامل على مستوى العالم، وتُقدر قيمته بنحو 21 مليون دولار. 

يمكن استئجار اليخت مقابل 235 ألف دولار في الأسبوع، وهو يندرج ضمن أكثر اليخوت المُصورة على الإطلاق، إذ اُلتقطت صور لمشاهير من صوفيا لورين إلى الملك الإسباني خوان كارلوس على متنه.

خلال نحو قرن من الزمان، انتقلت ملكية كريول بين عدد من الملاك الانتقائيين، بداية من البحّار الشغوف وقطب السجاد الأمريكي، ألكسندر سميث كوشران، الذي أراد بناء يخت خاص يحقق حلمه بخوض رحلة بحرية طويلة، إلى محطته الأخيرة قبل نحو نصف قرن حين اشتراه قطب الموضة وآخر رئيس عائلي لدار غوتشي، ماوريتسيو، في عام 1983.

وكان من أبرز قادة اليخت السير كونوب غوثري، وهو المالك الثالث الذي رمم القارب بشكل أقرب إلى التصميم الأصلي لنيكلسون وحقق حلم كوشران غير المكتمل بالإبحار في البحر الأبيض المتوسط ​​من جزيرة كابري الإيطالية إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية. كما فاز اليخت بعدد من سباقات القوارب في الجزر البريطانية في أواخر الثلاثينيات.

وقبل انتقاله إلى محطته الأخيرة داخل عائلة غوتشي، كان اليخت كريول يُستخدم للتدريب في البحرية الدنماركية، إلى جانب مشاركته في برنامج لإعادة تأهيل مدمني المخدرات باستخدام نظام بحري، وهو هدف نبيل ولكن لا يناسب يختًا أيقونيًا يفتقر إلى الصيانات الأساسية. 

وفي ذلك تقول أليغرا خلال حوار صحفي مع مجلة Robb Report: "عندما وجد والدي كريول في حالة يُرثى لها، وقع في حب اليخت وأراد أن يمنحه فرصة ثانية".

استغرقت عملية إعادة إحياء كريول إلى تصميم نيكلسون الأساسي نحو 6 سنوات، انتقل خلالها بين العديد من أحواض السفن مثل بيكونسيني في إيطاليا ولارسن في ألمانيا وأستيليروس دي مايوركا في إسبانيا. ورغم أن الطلاء الأسود قد لا يكون أفضل خيار ليخت مبني بالكامل من خشب الساج، إلا أن العائلة احتفظت بالتصميم الأولي تكريمًا لهذا الإرث.

وعلى مستوى التصميم الداخلي، شارك عدد من المصممين المشاهير مثل ألبرتو بينتو وتوتو روسو في إعادة روح العشرينيات الصاخبة إلى قلب اليخت بمفروشات عتيقة وأعمال فنية من تلك الفترة وتفاصيل مصنوعة على نحو خاص تعكس ذوق غوتشي الراقي. 

وخلال الأعوام الأربعين التالية، أصبحت التحفة العائمة كريول علامة مميزة للحياة الفاخرة، ودليلًا على الشغف والرقي الأيقوني للعلامة التجارية.

يستوعب كريول ما يصل إلى ثمانية ضيوف يتوزعون على أربع مقصورات، مع طاقم خدمة مكوّن من 16 فردًا. وتبلغ السرعة القصوى لهذه الأيقونة 14 عقدة، مع سرعة إبحار تبلغ 10 عقدة بدعم من محركي ديزل من نوع MTU.