النسخة الثالثة من "ليالي الدرعية"

تُقام النسخة الثالثة من "ليالي الدرعية" التي تستمر حتى 11 إبريل الحالي في معرض مفتوح يمتزج فيه الطابع الحضري بالطابع المعماري بين أحضان أشجار النخيل اليانعة على مساحة 40,000 متر مربع بالقرب من حي الطريف، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وتدور فعالية هذا العام حول ثلاثة موضوعات رئيسة: التراث والحرف اليدوية، والتعليم والمعرفة، والطبيعة. وسيلاحظ الزوار في كل منعطف لمسات معمارية من الطراز النجدي، من منحوتات سعف النخيل المضيئة إلى أعمال شبكية هندسية مستوحاة من النوافذ التقليدية.

يُستقبل الزوار عند المدخل بقوس أفعواني ضخم من السلال المصنوعة من الخوص، وهو تحفة نحتية تُجسّد تقاليد صناعة الخوص في السعودية. 

ويلتقط القوس وهج إضاءة دافئة ليُلقي بظلال مُعقدة على الأرض. ويعد "سعف النخيل"، الذي صممه استوديو "ديزاين لاب إكسبيرينس"، من أبرز الأعمال الفنية في النسخة الحالية، وتظهر فيه أشجار النخيل الشهيرة في الدرعية في صورة هياكل مضيئة مُتجمعة تكشف عن تفاعل ديناميكي بين الإيقاع الطبيعي والإضاءة المعاصرة.

وشاركت الفنانة السعودية خلود البقمي في هذه الاحتفالية بعمل فني تركيبي باسم "اللَهْوَج" يتميز بشكله المستمد من عناصر العمارة النجدية التقليدية، إذ يتشكل من مجموعة نوافذ وفراغات للتهوية والإنارة. 

وتعد هذه الفكرة التصميمية واحدة من المميزات التي ارتبطت بثقافة نجد، وعراقة التراث السعودي خلال القرون السابقة. ويظهر في الفعالية كذلك العمل الفني "ولادة مكان" من تصميم الفنانة السعودية المعاصرة زهرة الغامدي، ويروي قصة تأسيس الدرعية عبر أشكال طينية تجسد دورات الدمار والنهضة.

وفي الوقت نفسه، أبهر الفنان السعودي سعد الهويدي الحضور بعمل فني يحمل اسم "ثلاث مراحل ذهبية"، ويعكس رؤية معاصرة للهوية الوطنية السعودية. 

استلهم الهويدي فكرته من تراث الدرعية وماضيها العريق ليجسد ثلاث محطات رئيسة في تاريخ الدولة السعودية، بدءًا من مرحلة التأسيس الأولى، مرورًا باستمرار التطور في الدولة السعودية الثانية، وصولًا إلى مرحلة توحيد الدولة السعودية الثالثة، ما يعكس الحرفية والهوية الثقافية العميقة للمملكة. 

وتوفر الفعالية فرصة للانغماس في تجربة تسوّق فريدة..

مع مجموعة من متاجر البيع بالتجزئة التي تعرض أفضل المنتجات، من السلع المصنوعة يدويًا والنابضة بالحيوية إلى التصاميم والمنحوتات الفنية المعاصرة. هذا إلى جانب الاستمتاع بخيارات مختلفة لتناول الطعام، إذ سيجد الزوار عربات قريبة (مصممة بدقة) تقدم القهوة السعودية والتمور وغيرها من المأكولات المحلية الشهية.