في عام 1976، هزّ خبرٌ مُفجع اليوناني ستاماتيس مورايتس، المقيم في الولايات المتحدة، إذ شخص الأطباء إصابته بسرطان الرئة، مُتوقعين وفاته خلال تسعة أشهر. واجه مورايتس، البالغ من العمر 61 عامًا، خيارًا صعبًا: إما إنفاق أمواله على علاج باهظ الثمن، أو العودة إلى مسقط رأسه في جزيرة إيكاريا اليونانية، ليدفن في مقابر عائلته ويترك ما ادّخره لزوجته.
اختار مورايتس العودة إلى إيكاريا، مُنتظرًا الموت هناك. لكنّ ما حدث كان مُدهشًا، إذ بدأت صحته تتحسن بشكلٍ ملحوظ، ليعيش حياةً طويلة حتى وفاته بشكل طبيعي عام 2013 عن عمر يناهز 98 عامًا.
أثار هذا التحول المُذهل في صحة مورايتس فضول الباحث الأمريكي دان بيوتنر، المستكشف في ناشيونال جيوغرافيك وفريقه من الباحثين في علوم الديموغرافيا والأنثروبولوجيا والتغذية. وخلصوا إلى أنّ سرّ طول عمر مورايتس، وصحة سكان إيكاريا بشكلٍ عام، يعود إلى نمط الحياة الصحي الذي يتبعونه في هذه الجزيرة اليونانية.
مغامرة علمية لاستكشاف المناطق الزرقاء
مدفوعًا بحب الاستكشاف والمعرفة، قضى بيوتنر وفريقه نحو عقدين من الزمن في دراسة بضع مناطق حول العالم يشترك سكانها في أعمار أطول بكثير من المعدل العالمي، إذ تقترب من مائة عام أو تتجاوزها، بينما يبلغ متوسط العمر في الولايات المتحدة 77 عامًا فقط.
في إحدى جولاته لاستكشاف تلك المناطق صحبة الخبير الإيطالي في علم التغذية جياني بيس، والباحث البلجيكي في علم الديموغرافيا ميشال بولان، قام الثلاثة باستخدام حبر أزرق لتحديد هذه المناطق على الخريطة، فأطلقوا عليها اسم "المناطق الزرقاء" Blue Zones.
إضافة إلى إيكاريا، حدد هؤلاء الباحثون 4 مناطق أخرى حول العالم يتميز سكانها بهذه السمة هي: مقاطعة أولياسترا في جزيرة سردينيا الإيطالية، ومدينة لوما لندا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وجزيرة أوكيناوا اليابانية، وشبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا.
ولا يتوقف الواقع المتمايز لسكان تلك المناطق على تمتعهم بعمر أطول، بل يمتد أيضًا إلى كونهم أقل عرضة للإصابة بأمراض مزمنة.
Blue Zones
القوى التسع للمناطق الزرقاء
لم تقتصر دراسة "المناطق الزرقاء" على رصد ظاهرة طول عمر سكانها، بل سعت أيضًا إلى الكشف عن العوامل التي تُساهم في ذلك. من خلال تحليلاتهم، حدد بيوتنر وفريقه 9 مبادئ أساسية، أطلقوا عليها اسم "القوى التسع"، عدّوها جوهر الحياة في "المناطق الزرقاء" وسرّ طول عمر سكانها.
استعرض بيوتنر هذه المبادئ في سلسلة من 7 كتب أصدرها منذ عام 2015، كان آخرها كتاب بعنوان "أسرار المناطق الزرقاء لعمر أطول" The Blue Zones Secrets for Living Longer، نُشر في عام 2023.
هذه المبادئ، هي:
1- تحويل الحركة إلى روتين حياتي:
لا تحتاج إلى ممارسة التمارين الشاقة في صالة ألعاب رياضية 5 مرات في الأسبوع لإطالة عُمرك. فسكان "المناطق الزرقاء" نادرًا ما يمارسون التمارين الرياضية، وتأتي حركتهم في الغالب من الأنشطة الطبيعية التي يقومون بها مثل المشي والبستنة.
لذلك يُنصح بجعل الحركة والنشاط أسلوب حياة. ويمكنك الوصول إلى ذلك عبر ممارسات مثل: صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد، والتقليل من استخدام السيارة في المسافات القصيرة، وجعل المشي أو الجري في المتنزه القريب منك روتينًا صباحيًا. وقد يساعدك البحث عن رفيق تمارس معه أي نشاط على الانتظام فيه.
2-عدم الإفراط في تناول الطعام:
من أهم عادات سكان "المناطق الزرقاء" الغذائية هو عدم الإفراط في تناول الطعام. فهم يتبعون قاعدة "80% ممتلئة" إذ يقومون عن الطعام ومعدتهم فارغة بنسبة 20%. هذه العادة لها العديد من الفوائد الصحية، منها: تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة، وتحسين عملية الهضم والامتصاص.
من النصائح التي تساعدك على اتباع قاعدة "80% ممتلئة" تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا، وشرب الكثير من الماء. أخيرًا، استمع إلى جسدك وتوقف عن تناول الطعام عندما تشعر بالشبع.
3- اتباع نظام غذائي نباتي إلى حد كبير:
يعتمد سكان "المناطق الزرقاء" على الأطعمة النباتية بشكل أساسي، فيما يتناولون الأسماك 3 مرات أسبوعيًا، واللحم 5 مرات شهريًا وبكميات قليلة جدًا، والحلوى في المناسبات فحسب.
بإمكانك أيضًا اتباع هذه العادات، مع الحرص على زيادة كمية الخضار في وجباتك، وبخاصة تلك الغنية بالألياف، التي تظهر بشكل بارز في النظام الغذائي لسكان "المناطق الزرقاء". فالألياف لها دور رئيس في تعزيز صحة الأمعاء وإدارة الوزن وتقليل مستويات الكوليسترول.
4- تجنب الكحوليات:
تشمل أيضًا أهم عادات سكان "المناطق الزرقاء" للعيش عمرًا أطول تجنب الكحوليات. فقد أظهرت الدراسات أن شرب الكحوليات، حتى بكميات قليلة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة وسرطان الكبد.
5- تحديد أهداف حياتية واضحة وخطط محكمة لتحقيقها:
يقول بيوتنر إن وجود سبب للاستيقاظ كل صباح يستحق ما يصل إلى 7 سنوات من متوسط العمر المتوقع الإضافي. فمع وجود أهداف واضحة وخطط مدروسة، على ما يفعل سكان "المناطق الزرقاء"، نستطيع أن نحقق ما نريده من الحياة ونعيش حياة سعيدة وناجحة.
ابدأ مثلاً بتحديد ما الذي تريد تحقيقه في حياتك، وقسّم أهدافك إلى أهداف قصيرة المدى (أقل من عام) وأخرى طويلة المدى (أكثر من عام)، وتأكد من كونها قابلة للقياس والتحقيق ومحددة بوقت زمني.
قم بعد ذلك بتطوير خطة عمل بإطار زمني لكل هدف من أهدافك، وحدد الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها والموارد المطلوبة لتحقيق كل هدف. أخيرًا، ابدأ العمل على تحقيق أهدافك فورًا، وتحلَّ بالمثابرة والمرونة لتعديل خططك إذا لزم الأمر.
6- العيش بلا توتر والمحافظة على منظور إيجابي للحياة:
في "المناطق الزرقاء"، يتخلص السكان من ضغوط الحياة عبر الانخراط في طقوس يومية مثل تذكر أسلافهم في أوكيناوا، أو أخذ قيلولة في كوستاريكا، أو تخصيص "ساعة سعادة" يوميًا كما يفعل سكان أولياسترا في سردينيا. أنت أيضًا تستطيع إسعاد نفسك وطرح التوتر جانبًا. وتتمثل أول خطوة بتحديد مصادر التوتر في حياتك، ثم البدء في إيجاد طرق للتعامل معها.
يمكنك مثلاً، بدلاً من قضاء أوقات طويلة في استخدام الهاتف المحمول، بدء روتينك اليومي بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق، وأخذ استراحات قصيرة خلال العمل، والحصول على قسط كافٍ من النوم (7-8 ساعات يوميًا) حتى لا يصبح جسمك أكثر عرضة للتوتر. يُنصح، كذلك، بتخصيص وقت للاسترخاء والاستمتاع، كأن تقرأ خلاله كتابًا، أو تأخذ حمامًا دافئًا، أو تمارس هوايتك المفضلة. عليك أيضًا التركيز على الأشياء الجيدة في حياتك، والبحث عن الأشياء التي تجعلك سعيدًا وشاكرًا.
7- تعزيز التواصل الاجتماعي والانفتاح على الآخرين:
يُعد صُنع دائرة اجتماعية أحد ركائز العيش في "المناطق الزرقاء". حتى لو كانت مجرد مجموعة صغيرة، فإن الانخراط مع الآخرين الذين يحافظون على نشاطك، ويتبعون نظامًا غذائيًا مشابهًا، ويهتمون بك في يوم سيئ يمكن أن يساعدك على العيش حتى بلوغك سن المائة.
لذلك، فكر في الانضمام إلى نادٍ أو مجموعة أو الانخرط في نشاط تطوعي. احرص على زيارة الأقارب، والتواصل معهم، واخرج مع الأصدقاء والعب وتسامر معهم أو مارس الهواية التي تحبها بصحبتهم.
8- إعطاء الأولوية للأسرة:
في "المناطق الزرقاء"، يُعطي السكان الأولوية للعلاقات الوثيقة مع أحبائهم. فهذه العلاقات مصدر للدعم والحب والراحة. أنت، أيضًا، تحتاج إلى ذلك.
يمكنك مثلاً تخصيص وقت منتظم لقضائه مع عائلتك والتسامر معهم، والتخطيط لأنشطة ممتعة للقيام بها معًا. كذلك، يُنصح بقطع الاتصال بالتكنولوجيا عندما تكون مع أحبائك، والاستمتاع بصحبتهم وتقديم الدعم لهم.
9- اختيار الدوائر الاجتماعية التي تدعم السلوكيات الصحية:
هذا مبدأ مهم يتبعه سكان "المناطق الزرقاء"، وتدعم صحته العديد من الدراسات الاجتماعية التي خلصت إلى أن الأفراد الذين يحيطون أنفسهم بأشخاص يتمتعون بعادات صحية يكونون أكثر عرضة لتبني تلك العادات أنفسهم.
لذلك، ابحث عن أشخاص يشاركونك القيم والأهداف نفسها، ووثق علاقاتك مع الأصدقاء الذين يلهمونك ويدعمونك. وللحفاظ على علاقاتك مع هؤلاء، كن مستمعًا جيدًا وقدوة إيجابية، وقدم لهم الدعم.
هذه المبادئ التسعة يعمل بيوتنر على التوعية بها من خلال منظمة "المناطق الزرقاء" Blue Zones التي أسسها عام 2000.
خطوات صغيرة نحو حياة أفضل
لا تكفي معرفة "القوى التسع" لتحقيق حياة أطول وأكثر صحة، بل يجب تطبيقها بشكل مستمر بوصفها نمط حياة دائمًا. تُظهر الدراسات الاستقصائية أنّ غالبية البالغين يرغبون في تحسين عاداتهم الصحية، لكنّ أكثر من 90% منهم يتخلون عن اتباع نظام غذائي بعد 7 أشهر فقط، و70% يلغون عضوية الصالة الرياضية بعد عامين فقط.
لذلك، من المهم البدء بأهداف صغيرة قابلة للتحقيق، مع خطة بإطار زمني تتوسع مع الوقت. تذكر أنّ تحويل المبادئ إلى نمط حياة شامل لا يتحقق بين عشية وضحاها. ابدأ بخطوات بسيطة، مثل تطبيق واحد أو اثنين من هذه المبادئ في البداية. كن واقعيًا بشأن ما يمكنك تحقيقه، ولا تضع أهدافًا صعبة المنال.
على سبيل المثال، إذا كنت لا تمارس الرياضة بشكل كافٍ، فلا تبدأ بالمشي 5 مرات في الأسبوع لمدة ساعة يوميًا. ابدأ بهدف المشي 15 دقيقة كل يوم، ثمّ زِدْ مدة المشي تدريجيًا مع الوقت. مع الاستمرارية، ستتمكن من دمج المزيد من المبادئ في حياتك، حتى تصبح عادات طبيعية تُساهم في طول عمرك وصحتك بشكل عام.
السفر إلى "المناطق الزرقاء": مغامرة قد تُغيّر حياتك
أصبحت الرحلات والنزهات المستوحاة من "المناطق الزرقاء" من أشهر اتجاهات السفر لعام 2024، إذ يُقبل الناس على زيارة هذه المناطق للتعرف على أسلوب حياة سكانها. لكن هل سيؤدي السفر إلى إحدى "المناطق الزرقاء" الأصلية حقًا إلى مساعدتنا على عيش حياة أطول وأكثر صحة؟
يحذر بيوتنر من أنّ بعض "المناطق الزرقاء" لم تعد كما كانت سابقًا. فمنذ تلقيها تصنيفاتها في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، تغيرت بعض سمات هذه المناطق بعد تسلل وسائل الراحة الحديثة والنظام الغذائي الغربي إليها.
على سبيل المثال، أُلغى تسجيل أوكيناوا من "المناطق الزرقاء" بسبب انتشار مطاعم الوجبات السريعة والطرق السريعة؛ ما أدى إلى ارتفاع معدلات السمنة والسكري بها.
كما أنّ الراحة والهدوء التي يسعى إليها كثيرون في الإجازة قد لا تكون متوفرة في هذه الوجهات، ما قد يردع بعض المسافرين.
لكن لا يزال السفر إلى "المناطق الزرقاء" فرصة رائعة للانغماس في وتيرة الحياة الأبطأ والأبسط وتجربة العوامل التي تساهم في طول العمر، مثل النظام الغذائي والترابط الاجتماعي. فمن خلال هذه التجربة، يمكن للمسافرين تعلم بعض الدروس وتطبيقها في حياتهم اليومية لتحسين صحتهم وعمرهم.
1- شبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا:
يُعد بيوتنر شبه جزيرة نيكويا وجهة مثالية لعيش تجربة "المناطق الزرقاء"، وينصح بالإقامة في مدينة نوسارا الساحلية، التي تبعد ساعة واحدة عن أقرب قرى مُصنفة ضمن "المناطق الزرقاء"، مثل هوخانتشا ونيكويا الواقعة على سفوح الجبال.
بالنسبة للإقامة، يرجح بيوتنر تجربة منتجع سيلفستر نوسارا Silvestre Nosara، الذي يسعى لتطبيق أسلوب حياة "المناطق الزرقاء". كما يقترح فندق غيلدِد إيغوانا سيرف Gilded Iguana Surf، الذي يضم برنامجًا رائعًا لركوب الأمواج ومركزًا لركوب الدراجات الجبلية في الموقع وفرصًا لجولات مخصصة برفقة مرشدين إلى مجتمعات المنطقة الزرقاء.
لكن إذا كنت تبحث عن مكان أكثر فخامة فيُمكنك الحجز في فندق من فئة الخمس نجوم مثل كينتيري غلامبينغ Kintiri Glamping.
2- جزيرة سردينيا، إيطاليا:
يضم الجانب الشرقي من جزيرة سردينيا مجموعة من القرى، التي تعد من أبرز مواطن المعمرين في العالم. من ضمن تلك القرى تأتي سيولو Seulo، التي يُمكن التمتع فيها بممارسة رياضة تسلق الجبال والمشي لمسافات طويلة. كما يُمكن الاستمتاع بالطعام الصحي في مطاعم تديرها العائلات، وتقدم الوجبات الطازجة المعدة من مكوّنات محلية وصيد اليوم.
في سردينيا، يفضل بيوتنر الإقامة في فندق ناسكار Nascar الذي تديره عائلة ويقع على بعد 150 قدمًا من الشاطئ وأقل من 20 ميلاً من أقرب منطقة زرقاء.
لكن إذا كنت تريد خيارات أكثر فخامة، فهناك فنادق ومنتجعات من فئة الخمس نجوم مجهزة بأفخم وسائل الراحة مثل فندق Ma&Ma Grand Hotel ومنتجع بترا سيغريتا ريزورت آند سبا Petra Segreta Resort & Spa.
3- جزيرة إيكاريا، اليونان:
تحافظ هذه الجزيرة على عزلتها وهدوئها، وهي المكان المفضل لبيوتنر من بين "المناطق الزرقاء" بسبب كرم الضيافة الذي يشعر به هناك وتوفر الشواطئ الرائعة ومسارات ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة. يعيش واحد من كل ثلاثة من السكان حتى التسعينيات؛ بسبب نظامهم الغذائي المتوسطي وعادات أخرى مثل القيلولة المنتظمة وألعاب الدومينو مع الجيران.
يُقيم بيوتنر هناك في نُزل Thea's Inn، وهو مكان مكون من 5 غرف تديره عائلة في قرية ناس Nas الشمالية الغربية، ويقع على أحد أجمل شواطئ الجزيرة. يُقدم النزل تجارب ثقافية غامرة في "المناطق الزرقاء" على مدار العام، بما يشمل جولات مشي في تلك المناطق، وورش عمل عن الطعام الصحي، وفرص للتفاعل مع السكان المحليين.
كما يُوصي بيوتنر بالإقامة في نُزل كاريماليس وينري Karimalis Winery، وهو موقع آخر تديره عائلة داخل مزرعة للعنب، وتُقدم دروسًا في الطهي. لكن إذا كنت تريد فندقًا من فئة الخمس نجوم، فيُمكنك السكن في جزيرة باتموس القريبة، والحجز في فندق باتموس أكتيس سويتس آند سبا Patmos Aktis Suites & Spa. ومن هناك يمكنك التوجه إلى جزيرة إيكاريا في رحلة ممتعة بالقارب تستغرق ساعة واحدة.
4- مقاطعة أوكيناوا، اليابان:
رغم إلغاء تسجيلها بوصفها منطقة زرقاء، يعتقد بيوتنر أن هناك دروسًا يمكن تعلمها من زيارة أوكيناوا، خاصة من النظام الغذائي المحلي والشبكات الاجتماعية القوية. تتكون المقاطعة من أكثر من 150 جزيرة، العديد منها موطن لشواطئ جميلة وشلالات رائعة ومسارات مشي لمسافات طويلة.
يفضل بيوتنر الإقامة في فندق فوساكي بيتش ريزورت Fusaki Beach Resort بجزيرة إيشيغاكي. لكن إذا كنت ترغب في خيارات أكثر فخامة، فيمكن تجربة منتجع الريتز - كارلتون أوكيناوا The Ritz-Carlton Okinawa الذي يضم ملعبًا للغولف أو منتجع هاليكولاني أوكيناوا Hoshinoya Resort في جزيرة ناها، الذي يوفر شواطئ خلابة، ويُقدم حزمة برامج خاصة لتجربة أسلوب حياة سكان "المناطق الزرقاء".
5- مدينة لوما لندا، كاليفورنيا:
تقع بلدة لوما لندا في بقعة خلابة وسط وادي سان برناردينو الذي تحتضنه جبال كاليفورنيا. يحظى سكان هذه البلدة، البالغ عددهم 21 ألف نسمة، بأطول معدل عمر في الولايات المتحدة.
ووفق بيوتنر، يكمن سر قوة لوما لندا في ترابط مجتمعها؛ فالسكان يقضون الكثير من الوقت معًا، ويتشاركون القيم والعادات الصحية، ويدعمون بعضهم بعضًا. كما أنهم يحرصون على العطاء والمشاركة في أعمال التطوع. لن تجد في أسواق لوما لندا أقسامًا للحوم، فسكانها يعتمدون نظامًا غذائيا نباتيًا إلى حد كبير، مع الإكثار من المكسرات والحبوب وعدم شرب الخمور، وعدم التدخين. أما يوم السبت، فهو مخصص للراحة وأداء الصلوات.
لا تشتهر هذه البلدة بالمنتجعات والفنادق الفاخرة؛ لذا ينصح بيوتنر بالإقامة في مدينتي بالم سبرينغز أو إنديان ويلز التي تبعد ساعة بالسيارة. يقترح الباحث الأمريكي الإقامة في فندق باركر بالم سبرينغز Parker Palm Springs الفاخر بمدينة بالم سبرينغز، أو منتجع ميرامونت ريزورت Miramonte Resort في إنديان ويلز، الذي يهتم بالصحة واللياقة البدنية، ويضم مركزًا صحيًا يمتد على مساحة 12,000 قدم مربعة.