تستعرض النسخة الثانية من معرض «العُلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي ينطلق في العاصمة الصينية بكين، خلال الفترة من 5 يناير إلى 24 من مارس 2024، تاريخ العلا وإرثها الثقافي.
العُلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية
يحوي المعرض الذي يفتح أبوابه في متحف القصر "بالمدينة المحرمة" والمصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في بكين، عددًا من الأجنحة والمعروضات والقطع الأثرية والتراثية التي تشتمل عليها المواقع التاريخية في العُلا، وكذلك يضم عددًا من البرامج والمبادرات التي تنضوي تحت أهداف رؤية العُلا المتماشية مع رؤية السعودية 2030.
يشمل المعرض، الذي يأتي في أعقاب نجاح النسخة الأولى التي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس في عام 2019، العديد من القطع الأثرية ومجموعة من التماثيل النادرة والمصنوعات الفخارية والنقوش، بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية. كما أنه يستعرض الرؤية التصميمية لمخطط "رحلة عبر الزمن"، فضلاً عن الإضاءة على المواقع التاريخية في دادان، ومدينة الحجر الأثرية، وقُرح، والبلدة القديمة.
إن «افتتاح المعرض يعكس عمق الشراكة الثقافية والتواصل بين الشعبين الصديقين، كما أن تنظيم المعرض في نسخته الثانية هو التزام بمشاركة إرث العُلا مع العالم، ما سيتيح أيضًا للزوار تجربةً ثقافيةً تاريخية من قلب العُلا مع العالم» على ما يقول صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان، وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا.
AlUla
يكشف كلّ موقعٍ من المواقع التي تستعرض في هذه الفعالية الثقافية عن جوانب فريدة من تاريخ العُلا الغني، ويضم معالم بارزة مثل تماثيل دادان التي كانت موطنًا للمملكتين الدادانية واللحيانية، وأفلامًا تعرض المقابر المنحوتة في الجبال الحجرية في الحِجر وبعض المستكشفات الأثرية البرونزية من الموقع الذي يُعَد المدينة الجنوبية الرئيسة للمملكة النبطية وأول موقع مسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو في المملكة.
ومن نافل القول إن المملكة كانت قد حصلت أخيرًا على تصنيف الوجهة المعتمدة من قِبَل الصين في سبتمبر الماضِي، ما يسهم في توفير معايير السفر للزوار الصينيين ويضع أساسًا قويًا لمزيد من الزوار لاستكشاف العُلا، التي تُعد واحدة من أكثر الوجهات المثيرة في العالم.
AlUla
أما وادي العلا، الواقع على بعد 300 كيلومترٍ من المدينة المنوّرة، في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، فيضم واديًا من الواحات الخضراء، وجبالاً شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع ثقافية قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وإلى حضارات سكنت المنطقة ومنها حضارتا دادان ولحيان.
تعد الحجر المدينة الجنوبية الرئيسة لمملكة الأنباط، وتتكون من أكثر من 100 مدفنٍ محفوظة بشكل جيد، مع واجهات متقنة جرى اقتطاعها من نتوءات الحجر الرملي، المحيطة بالمستوطنة الحضرية المسوّرة.
تحتضن العلا كذلك سلسلة من المواقع التاريخية والأثرية الرائعة مثل الخُريبة (دادان قديمًا)، والتي تعد واحدة من أكثر المدن تطورًا خلال الألفية الأولى قبل الميلاد ضمن شبه الجزيرة العربية، وآلاف الأمثلة على الفنون الصخرية والنقوش القديمة، علاوةً على محطة سكة حديد الحجاز.
وتحتوي العلا على مئات النقوش الأثرية التي يعود تاريخها إلى الحضارات الصفوية والآرامية والثمودية والمعينية والإغريقية واللاتينية. يزيد عدد النقوش في جبل الأفرع عن 400 نقشٍ عربي، بينما يُعدُّ جبل عكمة واحدًا من أكبر المكتبات المفتوحة في المملكة التي تحتوي على كتابات ونقوش أثرية تعود إلى الحضارتين الدادانيّة واللّحيانيّة.