أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق دورة هذا العام من السباق التاريخي الأجمل في العالم، سباق الألف ميل 1000 Miglia، الذي تتنافس فيه سيارات كلاسيكية نادرة تقطع الطريق ذهابًا وإيابًا عبر الطرقات الإيطالية الملتوية من بريشا في إقليم لومبارديا إلى روما.
وعلى ما جرت العادة بعد أن تكرّس حضور دار شوبارد في السباق بوصفها الراعي العالمي لهذا الحدث ومسجّل التوقيت الرسمي فيه منذ أكثر من 30 عامًا، يعود الرئيس المشارك في الدار، كارل - فريدريك شوفوليه، ليتخذ موقعه وراء عجلة القيادة ويخوض منافسة يرى فيها تجربة ملهمة لا تُقدر بثمن. 

على مشارف السباق، كان لنا حديث مع الرئيس المولع بجمع السيارات الكلاسيكية والرياضية عتيقة الطراز قدر شغفه بالساعات الميكانيكية بالغة الأناقة وعالية الأداء. 

ما الذي استثار اهتمامك بسباق الألف ميل، وكيف بدأ انخراط علامة شوبارد في هذا الحدث؟ 

تجلّى شغفي الشخصي بالسيارات الكلاسيكية، وخصوصًا الطرز الرياضية منها، في مرحلة مبكرة من طفولتي. كان والدي جامع سيارات، وقد أورثني هذا الشغف. وفي عام 1986، راح صديق مقرّب يحدّثني بحماس بالغ عن سباق الألف ميل ويشجعني بإصرار على المشاركة فيه.

في الوقت نفسه، خطرت لي فكرة التواصل مع منظمي السباق بغرض التعاون. وهكذا باتت شوبارد في عام 1988 الراعي العالمي لهذا الحدث ومسجّل التوقيت الرسمي فيه، وحظيتُ في العام التالي "بعذر مثالي" للمشاركة في السباق.

الحقيقة هي أن ثمة قواسم مشتركة كثيرة بين السيارات الكلاسيكية والمركبات الرياضية عتيقة الطراز، والساعات الميكانيكية الراقية. فالأمر في كلا العالمين يتعلق بالهندسة المتفوقة، والدقة، والأداء، والتصميم المتمايز الذي يتبع الأداء الوظيفي. اليوم، وبعد أكثر من 30 عامًا، يظل ارتباط شوبارد الراسخ والناجح بسباق الألف ميل أكثر أهمية من أي وقت مضى.  

في سباق الألف ميل لعام 2015، شوفوليه وزوجته كريستين خلال عبورهما فيرونا على متن سيارة Porsche 550A Spyder RS.

Greg Funnell

في سباق الألف ميل لعام 2015، شوفوليه وزوجته كريستين خلال عبورهما فيرونا على متن سيارة Porsche 550A Spyder RS.

ما هي أبرز السمات التي تجعل ساعات شوبارد مثالية لسباق الألف ميل؟ 

على ما أشرت سابقًا، ثمة تآزر جلي بين الساعات الميكانيكية والسيارات الرياضية الكلاسيكية.

فالسباق يتطلب دومًا تسجيل توقيت السائق بدقة وصولاً إلى جزء من الثانية. لذا فإن ساعات شوبارد هي الخيار الأمثل للسباق، كما أن تصاميمها تستحضر جوانب عديدة من المركبات المتفردة التي تشارك فيه. 

تشارك في سباق الألف ميل منذ عام 1989. فما أكثر ما تستمتع به في هذه التجربة؟ 

أكثر ما أستمتع به في المقام الأول هو أجواء السباق، والحماس، وتجربة الانخراط في سباق بالغ التميز. وينطبق هذا الواقع خصوصًا في سباق الألف ميل بإيطاليا. فعلى طول الطرقات، ينتظر الإيطاليون مرور السيارات بفارغ الصبر، فيما المشاهد الطبيعية الآسرة تشكل خلفية مثالية للسباق وتعزز الإحساس المتفرّد بأسلوب الحياة المبهجة "لا دولتشي فيتا".

بل إن مجموعة ساعات Chopard Mille Miglia مستلهمة من هذا المشهد. يُضاف إلى ذلك أن القيادة في سباق الألف ميل عمل جماعي، ومن الضروري أن ينسجم السائق ومساعده فيما يتشاركان مقصورة صغيرة، غالبًا ما تكون مكشوفة، في ظل ظروف مناخية صعبة.

تسنت لي الفرصة لتشارك التجربة مع سائقي سباقات محترفين مثل صديقي العزيز جاكي إكس، وكذلك مع أفراد من عائلتي مثل زوجتي كريستين قبل ثلاثين عامًا، وكنا آنذاك على وشك الزواج. إنها ذكريات يصعب نسيانها. 

كيف شكلت هذه التجربة معالم صداقتك طويلة الأمد مع أسطورة السباقات جاكي إكس الذي أصبح أيضًا جزءًا من عائلة شوبارد؟     

يرجع تاريخ مشاركتي الأولى في سباق الألف ميل إلى عام 1989 على ما أشرت، وكانت تلك هي المرة الأولى أيضًا التي أشارك فيها في حدث إلى جانب جاكي إكس. كنا قد التقينا قبل بضعة أشهر فقط، وتجرأت على سؤاله عما إذا كان يرغب في الانضمام إليّ. لم أتوقع أن يقبل عرضي، ولم يخطر لي أنه سيطلب مني تولي دفة القيادة. كانت تلك بداية صداقة شخصية طويلة والعديد من المشاركات في سباق الألف ميل إلى جانبه. 

 كارل – فريدريك شوفوليه مع صديقه السائق الأسطوري جاكي إكس.

Greg Funnell

 كارل – فريدريك شوفوليه مع صديقه السائق الأسطوري جاكي إكس.

ما هي أهم ذكرى لا تزال عالقة في ذهنك عن مشاركتك في السباق إلى جانبه؟ 

حدث ذلك في أول مشاركة لي في سباق الألف ميل. عندما سألني جاكي أن أقود السيارة، انتابني القلق ورحت أتساءل طيلة الوقت عن رأيه بمهاراتي في القيادة. لذا ذُهلت وشعرت بارتياح كبير عندما اكتشفت أنه كان يغط في النوم إلى جانبي بعد 10 ساعات من القيادة عبر الجزء الثاني من السباق باتجاه روما.  

ما هي السيارة التي تنوي قيادتها في دورة هذا العام من سباق الألف ميل؟ 

تسنّت لي الفرصة للمشاركة في السباق على متن مركبات مختلفة من حقبة ما قبل الحرب وسيارات رياضية من مرحلة ما بعد الحرب. كانت أقدم مركبة سيارتي من طراز بنتلي من عام 1929، فيما السيارة التي أتاحت لي تجربة القيادة الأكثر إثارة كانت من طراز Porsche 550 Spyder من عام 1955.

لكن بمرور الوقت، تبيّن أن المركبة الأكثر موثوقية كانت سيارتنا من طراز Mercedes 300SL Gullwing التي تتمايز بلونها الأصلي الأحمر الشبيه بلون الفراولة. سأقود هذه السيارة مجددًا في سباق هذا العام. 

إصدار عام 2024 من ساعة الكرونوغراف Mille Miglia Classic Chronograph.

Chopard

إصدار عام 2024 من ساعة الكرونوغراف Mille Miglia Classic Chronograph.

يترافق السباق في كل موسم مع إصدار جديد من ساعات الكرونوغراف Mille Miglia Chronograph من شوبارد. فما الذي يميّز إصدار هذا العام؟ 

جرى ابتكار مجموعة Mille Miglia للاحتفاء بانخراط علامتنا في هذا السباق ولتوفير ساعات تعكس ما يجتمع فيه من تميّز وأداء. وفي كل عام، نكشف عن إصدار جديد يحتفي بالروح التنافسية والمشاعر التي يستثيرها سباق الألف ميل. سنطرح هذه السنة ساعة كرونوغراف جديدة من طراز Mille Miglia Classic Chronograph تحتضن ميناءً أبيض يزهو بالرسوم وبعدادات سوداء ويستلهم الطابع المتفرد للسيارات الكلاسيكية والتفاصيل الوفيرة التي تثري لمساتها النهائية. أما الجيل الأحدث من العلبة التي توفّر أعلى مستويات الراحة والأداء والوظيفي، فتتناوب فيه أسطح مصقولة وأخرى غير لامعة.

وبسبب التوازن المثالي لأبعاد العلبة البالغ قطرها 40.5 ملليمتر، لا تعيق الساعة الحركة عند القيادة، لكنها تبقى مثالية لتنسيقها مع زي رسمي للأمسيات أو بدلة للسباق. صيغت العلبة من المركب الفولاذي Lucent Steel الخاص بشوبارد، والذي عملت الدار على تطويره طيلة أربع سنوات.

يعكس اسم هذا المركب مظهره الوهّاج، وهو لا يتميّز بجودة الفولاذ الجراحي فحسب، بل يُعد أيضًا أشد صلابة من الفولاذ التقليدي بنسبة 50%، ما يجعله أشد مقاومة للضربات والصدمات والخدوش التي تنطوي عليها تجربة القيادة التنافسية.

ولا بد لي من الإشارة أخيرًا إلى أن ساعات الكرونوغراف من شوبارد هي "محركات" ساعاتية أصيلة حظيت بالمصادقة على دقّتها. يتيح الغطاء الخلفي للعلبة، المشغول من البلور الياقوتي، مطالعة آلية الحركة ذاتية التعبئة، المجازة من المعهد السويسري الرسمي لاختبارات الكرونوميتر، والتي توفّر احتياطيًا للطاقة يدوم 54 ساعة.     

كيف ترون مستقبل هذا السباق الأسطوري؟ 

اكتسبت العديد من السيارات الكلاسيكية في عصرنا الحالي مكانة خاصة من حيث كونها إرثًا ثقافيًا وتقنيًا، والأمر نفسه ينطبق على الأثر الرجعي لسباق الألف ميل. وإذا ما أخذنا هذا الواقع في الحسبان، فإنه من الملائم القول إن السباق سيحافظ على استمراريته بالرغم من الاعتبارات البيئية الجلية.

فسباق الألف ميل لا ينفك يلهم آلاف المشاهدين على  طول مساره، كما أنه يشكل متحفًا حيًّا لاستعراض تطور سباقات السيارات. لا سباق آخر خارج الحلبة يرقى إلى ما يميّزه على مستوى الأصالة والتحدي والمسافة والحماس الذي يستثيره في نفوس الجماهير والسائقين على حد سواء.   

تجربة متفردة في سباق الألف ميل جمعت بين شوفوليه وابنته كارولين – ماري.

Greg Funnell

تجربة متفردة في سباق الألف ميل جمعت بين شوفوليه وابنته كارولين – ماري.

أنت لا تكتفي بالمشاركة في سباق السيارات الكلاسيكية التاريخي العريق، بل تجمع هذه النفائس أيضًا. فما هي أول مركبة كلاسيكية اقتنيتها؟ 

على ما أشرت سابقًا، تحوّل شغفي المبكر بهذا العالم إلى ميل لجمع السيارات الرياضية. ولكن كل بداية تنطوي على  تحدٍ. وفي حالتي، تبيّن أن ابتياعي أول سيارة كلاسيكية كان صفقة فاشلة. كنت في الخامسة والعشرين من عمري، فابتعت، بما توفّر لي من ميزانية محدودة جدًا، سيارة مكشوفة من طراز بورشه 356.

ولم يكد يمضي وقت قصير حتى انكسر محورها الأمامي (حدث ذلك لحسن الحظ في المرآب) واضطررت إلى التسليم بواقع أني لن أستطيع تحمّل تكلفة استعادتها. وبعد مرور بضع سنوات، حققت أخيرًا صفقة ناجحة تمثلت بسيارة بديعة باللون الأحمر من طراز Porsche Speedster 356 ترجع إلى عام 1954. وعلى الرغم من أني أقتنيت العديد من السيارات لاحقًا، إلا أن هذه السيارة تستأثر بمكانة خاصة جدًا في وجداني. 

هلا حدثتنا عن مركبات أخرى تفتخر بوجودها ضمن مجموعتك؟ 

لا تقتصر مجموعتي على سيارات علامة واحدة. كما أني لم أركّز على مركبات تنتمي إلى حقبة زمنية محددة. تضم مجموعتي سيارات من مرحلة ما قبل الحرب ومركبات رياضية من حقبة ما بعد الحرب، وكلها لقيت بالغ استحساني في فترات مختلفة ولأسباب متنوعة.

السيارة الأقدم من طراز بنتلي ترجع إلى عام 1929 وتتباهى بمختلف السمات المميزة لسيارة سباق من زمن ما قبل الحرب. عندي أيضًا سيارة من أستون مارتن من طراز Ulster تعود إلى عام 1935، وقد سبق لي أن قدتها مرتين في سباق الألف الميل برفقة زوجتي.

إنها سيارة رائعة بالنسبة إلى عمرها (عجلة القيادة في الجهة اليمنى بالطبع، ودوّاسة الوقود في المنتصف فيما دوّاسة الكبح في الجانب الأيمن، على غير ما هو عليه الحال في مركبات اليوم). إن سيارات ما قبل الحرب تتيح تجربة قيادة متفرّدة وتتطلب مهارة وقدرًا عاليًا من التركيز.

أما سياراتي من حقبة ما بعد الحرب، فيحضر التمثيل الإيطالي فيها من خلال مركبات ألفا روميو وفيراري (مثل سيارة 750 Monza  من عام 1954 وسيارة 275 GTB 4). تضم هذه المجموعة أيضًا العديد من مركبات بورشه، وضمنًا نموذجًا من سيارة 911 RS من عام 1973، والتي تندرج ضمن المركبات المفضلة عندي. ولا يسعني أن أنسى سيارتي من طراز Mini Cooper S من عام 1968. إنها حقيقةً سيارة رياضية صغيرة عالية الأداء.  

شوفوليه ورومان دوماس، سائق السباقات الفرنسي وسفير علامة شوبارد، في سباق الألف ميل لعام 2017.

Chopard

شوفوليه ورومان دوماس، سائق السباقات الفرنسي وسفير علامة شوبارد، في سباق الألف ميل لعام 2017.

ما هي أحدث سيارة أضفتها إلى مجموعتك؟ 

ابتعت أخيرًا سيارة من طراز Morgan Plus 8 من عام 1970. كانت هذه السيارة، بمحركها المكوّن من ثماني أسطوانات وذي الصوت المميز، حلمًا راودني منذ زمن الطفولة. بل إني ظللت لوقت طويل أحتفظ بملصق لها في حجرتي. 

ما هي السيارة التي ندمت لأنك لم تشترها؟ 

قليلاً ما شعرت بالندم. فأنا على قناعة راسخة بأن مصادفتي لسيارة ما في الوقت المناسب أم عدمها رهن بالقدر. كما أني خلصت إلى أنك تستطيع قيادة سيارة واحدة في وقت ما، فيما السيارات الأخرى ستظلّ بحاجة إلى الكثير من العناية. 

سيارة Mercedes 300SL Gullwing التي  سيقودها شوفوليه مجددًا في سباق هذا العام.

Chopard

سيارة Mercedes 300SL Gullwing التي  سيقودها شوفوليه مجددًا في سباق هذا العام. 

لتجربة قيادة مثالية، ما هي السيارة التي تختارها ضمن مجموعتك، وأين ستكون وجهتك؟ 

إن تجربة القيادة المثالية عندي تعني الانطلاق، في ظل ظروف مناخية مناسبة، على متن سيارتي من طراز Porsche 911 RS عبر ممر جبلي طويل وكثير المنعطفات، ويخلو من زحمة السيارات. 

تقول إن والدك شكّل معالم شغفك بجمع السيارات. فهل ورث أحد أولادك هذا الميل إلى المركبات الكلاسيكية؟ 

يستمتع أولادي الثلاثة كلهم بالقيادة وقد تمرّسوا على القيادة الآمنة. إنهم مولعون بالسيارات ولكن ليس إلى الحد الذي خبرته عندما كنت في سنّهم. شجعتُ ابنتي كارولين – ماري على الانخراط في سباق الألف ميل، وكانت تجربتنا معًا رائعة. بل إني أتطلع قدمًا إلى أحداث مقبلة خاصة بالسيارات يمكنني أن أتشاركها مع أي من أبنائي، ما من شأنه أن يولّد اهتمامًا متناميًا بعالم السيارات الكلاسيكية. 

ما هو تعريفك للرفاهية؟

الرفاهية عندي ليست مرتبطة دومًا بتجربة مكلفة ماديًا. إني أجدها في المقام الأول في مقدرتي على تخصيص وقت لأحبائي وللأنشطة التي أحبّها، كأن أطالع كتابًا، أو أقود إحدى سياراتي عبر مناظر بديعة، أو أتصوّر الساعة المميزة المقبلة التي سنطوّرها، أو أن أتسلق أعالي الجبال. الرفاهية تعني باختصار أن نعيش لحظاتنا الراهنة.