لا يُعد استبدال سيارة رياضية سياحية ذات خطوط جذابة، وقدرات رياضية مثيرة وشخصية أرستقراطية شبابية ساحرة، على غرار ما توفّر للجيل السابق من أستون مارتن فانتاج Aston Martin Vantage مهمة سهلة. ولكن الفريق الذي تولّى تصميم الجيل الأحدث من هذا الطراز نجح في إعادة إطلاق فانتاج بحلة جديدة تميّزها خطوط خارجية أكثر جاذبية وقدرات رياضية أعلى. 

أما الشخصية الشبابية الأرستقراطية الساحرة التي تتمايز بها السيارة، فكانت في الأصل قد بلغت أقصى حدود الممكن، فبدا الارتقاء بها أكثر من ذلك مستحيلاً.  

ولكن في الحقيقة، وقبل الاسترسال في الحديث عن السيارة الجديدة، لا بد من الإشارة إلى أنّ الشخصية العامة لأستون مارتن تعيش اليوم أفضل أيامها، سواء من خلال الطرز المميزة الجديدة المخصصة للإنتاج على نطاق واسع التي يطرحها الصانع، أو من خلال مشاركته الفعّالة في سباقات الفورمولا 1 التي يتقدم فيها فريق أستون مارتن على صعيد النتائج عامًا بعد عام. 

ولذلك، بدا بديهيًا أن تثري العلامة تلك الشخصية الأرستقراطية الشبابية التي تحدثنا عنها، والتي تقوم فانتاج عليها، بعنصر الروح الرياضية العالية. 

إعادة إطلاق أستون مارتن فانتاج بحلة جديدة

أُخضع المحرك لعملية إعادة هندسة مكثّفة ساهمت برفع قوته إلى 656 حصانًا.

Max Earey © Aston Martin

أُخضع المحرك لعملية إعادة هندسة مكثّفة ساهمت برفع قوته إلى 656 حصانًا. 

بالعودة إلى الحديث عن فانتاج الجديدة، فإن السيارة حافظت عمومًا على النمط التصميمي الناجح الذي اعتُمد فيها عبر جيلين سابقين ولكن مع تعديلات شملت المصد الأمامي الجديد وشبكة أكبر تتوسط فتحتي تهوية جانبيتين للمكابح بتصميم يحاكي ما كان يتوفر للسيارة الحصرية One-77، فضلاً عن مصابيح أمامية تعمل بتقنية LED باتت تزهو اليوم بتصميم مختلف. 

أما الرفارف الأمامية الجديدة، فتتخللها فتحات جانبية جديدة خلف الأقواس التي تحيط بعجلات جديدة مقاس 21 بوصة.

قدرات رياضية أعلى

على ما هو عليه الحال مع الطراز السابق، فإنّ محرك فانتاج ذا الأسطوانات الثماني سعة 4.0 لترات، والمعزز بشاحن توربيني مزدوج، يحمل جينات إيه إم جي بموجب اتفاقية التعاون التي تجمع بين مرسيدس – إيه إم جي وأستون مارتن، والتي تسمح للصانع البريطاني بأن يعدّل المحركات بالشكل الذي يراه مناسبًا لتمييز مركباته. 

لذا أُخضع المحرك لعملية إعادة هندسة مكثّفة ساهمت برفع قوته إلى 656 حصانًا وقوة عزم دورانه إلى 800 نيوتن متر، أي بزيادة قدرها 128 حصانًا و115 نيوتن متر من قوة العزم مقارنة بأداء المحرك السابق في صيغته التي تجهز بها فئة Vantage F1، وهذا يعني أنّ فانتاج 2025 الجديدة بفئتها القياسية هي اليوم أقوى من أقوى فئات الجيل السابق.

ضُمّنت المقصورة الداخلية وحدة تحكم مركزية جديدة، وشاشة تعمل باللمس لنظام المعلومات والترفيه.

Max Earey © Aston Martin

ضُمّنت المقصورة الداخلية وحدة تحكم مركزية جديدة، وشاشة تعمل باللمس لنظام المعلومات والترفيه. 

تنتقل قوة المحرك الأعلى وعزمه المعزز إلى المحور الخلفي عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب، الأمر الذي يعد بتجربة قيادة سيارة دفع خلفي مثيرة، علمًا بأن فانتاج تستفيد في الجيل الأحدث من هيكل جديد أكثر صلابة بنسبة 7%، ومخمدات نشطة معدّلة، وأدوات تحكم ديناميكية أسرع، فضلاً عن مشاركة تقدمية لأنظمة التحكم في التماسك والجر التي لا تتدخل إلا عندما تستشعر بأنّ السائق بدأ يفقد زمام الأمور.

بموازاة ذلك، استفادت المقصورة الداخلية للسيارة من عملية إعادة تصميم شملت تضمينها وحدة تحكم مركزية جديدة، وشاشة تعمل باللمس لنظام المعلومات والترفيه أصبحت تحتل موقعًا منخفضًا في الكونسول الوسطي بشكلٍ يوفق بين قدرة التحكم بها بيد السائق أو الراكب إلى جانبه، وبين مستويات الرؤية الخارجية المتاحة في مقصورة سيارة ضيّقة بعض الشيء مع مقدمة طويلة. 

أما لوحة العدادات، فتتمثل بشاشة تعرض الحالة الميكانيكية للسيارة. هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ الصانع استغنى في فانتاج الجديدة عن أزرار التحكم بعلبة التروس التي كانت تتوفر في الأجيال السابقة لحساب مقبض علبة تروس عملي سهل الاستخدام.

ورغم أنّ أستون مارتن لم توفر أي مجهود لرفع مستوى مقصورة السيارة من خلال تقديم العديد من الخيارات والترقيات الداخلية، بما فيها كسوة جلدية بالكامل، ومقاعد معززة بخاصية التدفئة والتبريد، ومقود مصنوع من ألياف الكربون، ومساند رأس مطرزة، إلا أنّ النمط التصميمي العام للمساحة الداخلية حافظ على السمات العامة التي تميز سيارات الصانع البريطاني العريق.

يستفيد الجيل الأحدث من فانتاج من هيكل جديد أكثر صلابة بنسبة 7%، وأدوات تحكم ديناميكي أسرع.

Max Earey © Aston Martin

يستفيد الجيل الأحدث من فانتاج من هيكل جديد أكثر صلابة بنسبة 7%، وأدوات تحكم ديناميكي أسرع. 

على صعيد الرحابة، لا تزال فانتاج سيارة رياضية مدمجة مع مقصورة حميمة، ولكنها أصبحت أكثر رحابة من السابق مع مساحة كافية لشخصين طويلي القامة. 

تجربة قيادة Aston Martin Vantage

وقبل الحديث عن تجربة القيادة التي تُعد السمة الأبرز في هذه السيارة، كون سيارات أستون مارتن تُعرف بأنها مصمّمة للسائق الحقيقي، لا بد من الإشارة إلى أنّ الصانع استهل عملية إرضاء هذا السائق من خلال مقاعد مريحة بصيغتها القياسية وهذا أمر عادي. 

أما ما يخرج عن حدود المألوف، فهو أنّ مقاعد السباق الاختيارية المصنوعة من ألياف الكربون والمصمّمة بهدف تثبيت أجسام الجالسين فيها توفر مستويات راحة عالية غير معهودة في هذا النوع من المقاعد.

في ما يخص تجربة القيادة، ومنذ الدورة الأولى للسيارة على حلبة مونتي بلانكو قرب مدينة إشبيلية في إسبانيا حيث جرى تقديم فانتاج الجديدة، لاحظنا التناغم العالي لعمل المكوّنات الميكانيكية للسيارة. فمع المحرك الذي ارتفعت قوته بنسبة كبيرة، تلتقي علبة التروس من خلال قدرتها على نقل قوته بسلاسة إلى العجلات الخلفية الدافعة. 

أما المقود، فيوفر إحساسًا عاليًا بما يحدث للمحور الأمامي، الأمر الذي يسمح للسائق بأن يستفيد من التوليفة الرائعة لنظام التعليق الذي يجمع بين القدرة على ضبط الحركة الديناميكية للسيارة وبين الراحة التي ينبغي أن تبقى السمة الملازمة لمركبة تحمل شعار أستون مارتن.

وفي هذا السياق، لا بد من التنويه بأنّ عملية ضبط أنماط قيادة السيارة المختلفة جرت جميعها مع الأخذ بعين الاعتبار توفير الراحة للركاب. ففي النهاية، ورغم أنّ فانتاج 2025 اكتسبت أداء عنفوانيًا مثيرًا، إلا أنها لا تزال قادرة على تقديم هذا الأداء في سياق تجربة أثيرة.