تكمن جاذبية الألماس الأسود في الغموض الذي يحيط به، ويستلزم اقتناؤه تفردًا في الذوق وتفتحًا في عقلية التعامل مع الأحجار الكريمة في الوقت نفسه. لم يكن لهذا الألماس من قبل الألق والجاذبية نفسيهما اللذين يتمتع بهما نظيره أبيض اللون، غير أن الأمر قد انقلب رأسًا على عقب في الآونة الأخيرة.

لم يكن الألماس الأسود معروفًا ولا معترفًا به في البداية، إلا أنه أمسى الآن مطلبًا لذوي الأذواق الرفيعة. ومما يزيد من معدل الإقبال عليه كونه نادرًا جدًا، ومن ثم يمسي الحصول عليه بمنزلة كسب عظيم.

النادر المتمايز

تشكل الألماس الأسود منذ ما يزيد على 3.8 مليار سنة، وهو يُستخرج من قيعان الجداول ولا يتواجد إلا في البرازيل وبعض مناطق من وسط إفريقيا. وقد اكتشف هذا الحجر لأول مرة في البرازيل وأطلق عليه المستوطنون البرتغاليون اسم "كاربونادوس" نظرًا لمظهره المتفحم.

والحقيقة هي أن العلماء اختلفوا في ما بينهم حول أصل الألماس الأسود؛ فذهبت طائفة منهم إلى أنه قد تشكّل من خلال عمليات الإشعاع، فيما رأى آخرون أنه تكوّن في الفضاء الخارجي عندما تحطم كويكب منذ ملايين السنين. وهذان بالطبع رأيان متعارضان ولا يمكن التوفيق بينهما؛ وهو ما يزيد هذا الحجر الأسود سحرًا وغموضًا.

الألماس الأسود.. الندرة والذوق الفريد

الاصطباغ بالأسود

ثمة نوعان من الألماس الأسود: الأسود الطبيعي الفاخر، وذاك المعالج (أو المعزز). وفي ما يتعلق بالنوع الأول، فإنه يكتسي لونه الطبيعي من شوائب الغرافيت، وهو أندر من ماء الذهب. أما النوع الآخر المعالج، فهو في الأصل عديم اللون، ولكنه قد تحول إلى اللون الأسود بسبب الحرارة أو تسليط بعض المواد المشعة عليه.

معظم الألماس الأسود معتم وله بريق معدني تقريبًا. ومع ذلك، قد يكون لبعض أنواعه مظهر شبه شفاف، وأحيانًا يكتسي الحجر لونًا بنيًا غامقًا أو أخضر داكنًا عند النظر إليه من الجانب.
وسواء أكان لونه معالجًا أم طبيعيًا، فإن ما يميز الألماس الأسود هو تركيبته الكيميائية وهيكله الذري البلوري.

الألماس الأسود.. الندرة والذوق الفريد

غموض وأساطير

الألماس الأسود محاط بالغموض دومًا، وقد نسجت بلدان الهند حوله أساطير جمة؛ فبعض الناس هناك كانوا يعدونه مادة ملعونة ويعتقدون أنه أشبه بعيون الثعابين والعناكب.

أما في إيطاليا، فيعتقد بعض الأزواج أنه إذا لمست ألماسة سوداء، فيمكن إنقاذ علاقة مريضة لأن الألماس «يمتص» المشكلات التي تواجهها. كما أن أكبر ألماسة سوداء معروفة في العالم، ألماسة كورلوف نوار التي يبلغ وزنها 88 قيراطًا، موطن لكثير من الأساطير، إذ يُعتقد أنها تمنح الحظ السعيد لأي شخص يلمسها.