كشفت شركة الفضاء الأمريكية Orbital Assembly، عن افتتاح أول فندق فخم في الفضاء الخارجي بحلول عام 2025، ليتحوّل حلم الاستيقاظ في غرفة فندق تطلّ على النظام الشمسي إلى حقيقة.
عُرض هذا المفهوم المستقبلي للمرة الأولى من قبل شركة Gateway Foundation، ومقرّها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وأُطلق عليه اسم محطة Von Braun. تتضمن المحطة وحدات عدة تصل بينها أعمدة المصاعد حتى تشكل عجلة تدور حول الأرض.
يُشرف على تنفيذ المشروع حاليًا شركة Orbital Assembly Corporation، وتسعى إلى إطلاق محطتين فضائيتين لإقامة السياح، وذلك خلال خمس سنوات من الآن. ولن يكون المشروع مخصصاً لإقامة فندقين لقضاء العطلات فحسب، بل سيمتد أيضاً لاستضافة مكاتب للعمل.
تقرر افتتاح المحطة فواياجيه Voyager - وهو الاسم الذي أعطي حديثًا للتصميم الأساسي - سنة 2027، وتبلغ قدرتها الاستيعابية 400 شخص، فيما يُرتقب أن تجهز محطة بايونير Pioneer الجديدة، التي تتّسع لما مجموعه 28 شخصًا، لتكون صالحة للسكن عام 2025.
كتبت الشركة على موقعها الإلكتروني أن محطة بايونير ستكون أول منصة صالحة للسكن قادرة على توفير الجاذبية الاصطناعية، وإطلاق العنان لفرص غير مسبوقة للبحث والسياحة ورحلات الفضاء طويلة الأمد. وأضافت: "ستعمل محطة فواياجيه على الاستفادة من تقنيات الفضاء ووسائل الراحة الموجودة على الأرض لاستحداث تجربة فريدة لا مثيل لها في التاريخ".
وبحسب تيم ألاتوري، كبير مسؤولي العمليات بالشركة، كان الهدف دائماً تمكين أعداد كبيرة من الناس من العيش والعمل والازدهار في الفضاء.
وأوضح ألاتوري أن جاذبية المفهوم الجديد لمحطة Pioneer Station تكمن في أن حجمها الأصغر يجعلها قابلة للتحقق في أسرع وقت، متابعًا: "إن هذا الأمر يتيح لنا فرصة لجعل الناس يبدأون باختبار الفضاء على نطاق أوسع، وعلى نحو أسرع".
ستتجلى أيضًا الفرصة لتأجير مساحات مكتبية، ومرافق بحثية في كل من محطتي Pioneer وVoyager. وقد اعتبر ألاتوري أن هذا الأمر مربح من مختلف الجوانب لشركة Orbital Assembly التي يعتمد الكثير من تحقيق أهدافها في المدى القريب على التمويل.
الجدير بالذكر أن ما تقوم به الشركة الأمريكية يُعد تجربة فريدة من نوعها، إذ إنها تنشط للبناء أول فندق فضائي عائم فوق الغلاف الجوي للأرض. ويقول ألاتوري: "تدور المحطة، وتدفع محتوياتها إلى الحد الخارجي، وهي أشبه بشكل كبير بالطريقة التي تدير فيها دلو مياه، فيندفع السائل إلى الحافة، ويبقى في مكانه. وكلما اقتربت من مركز المحطة ستنعدم الجاذبية الاصطناعية، لكن كلما تحركت نحو الأسفل باتجاه خارج المحطة، سيزداد الشعور بالجاذبية".
كما أوضح أنه نظرًا لأنّ محطة Pioneer أصغر، فإن مستوى جاذبيتها سيكون مختلفًا. وسيظل هناك ما أسماه وسائل الراحة الناجمة عن الجاذبية الاصطناعية، مثل الاستحمام، والقدرة على تناول الطعام والشراب جلوسًا، لكن المساحات ذات الجاذبية الأقل ستسمح بمرح إضافي ومراوغات فضائية.
تشير تصميمات مخطط الفندق إلى أن التصميم الداخلي لن يختلف كثيراً عن الفنادق الفاخرة على سطح الأرض، لكن مع بعض المشاهد الخلابة غير المألوفة في عالمنا.
وأظهر التصميم المبدئي، الذي أكده ألاتوري، أن طابع الفندق الجمالي جاء بإيحاء من فيلم 2001: A Space Odyssey للمخرج ستانلي كوبريك.
وبالرغم من ارتفاع تكلفة تذكرة السفر إلى الفضاء حاليًا، إلا أن ألاتوري أكدّ أن السياحة الفضائية لن تقتصر على الموسرين، وقال: "نحن نبذل قصارى جهدنا لجعل زيارة الفضاء بمتناول الجميع، وليس حكرًا على الأثرياء فقط". وقد أشارت تقارير إلى أن كلفة الرحلة ستبلغ 5 ملايين دولار للشخص الواحد لمدة 3 أيام.