تصدرت أخبار ارتفاع درجات الحرارة في جنوب أوروبا عناوين الصحف العالمية خلال الصيف الماضي، مدعومة بصور لسائحين يجلسون القرفصاء في حالة من الإرهاق عند الأكروبوليس في اليونان ويسكبون زجاجات الماء فوق رؤوسهم خارج الكولوسيوم في إيطاليا.

هذا إلى جانب انتشار حرائق الغابات على نطاق واسع للغاية، ما تسبب في إفساد الكثير من برامج العطلات الصيفية حينها. ومع توقعات بموجة مشابهة، وربما أكثر قسوة هذا الصيف، يتوجه العديد من السائحين إلى الشمال الأوروبي.

التوجه إلى الشمال الأوروبي لقضاء العطلات الصيفية

أشارت العديد من منصات السفر مثل GetYourGuide وTripAdvisor's Viator وTourRadar إلى ارتفاع كبير في حجوزات الجولات والأنشطة في النرويج والدنمارك والسويد بنسبة تخطت 70% مقارنة بالعام الماضي. هذا إلى جانب زيادة الاستفسارات عن الوجهات الاسكندنافية مثل فنلندا بنسبة 400%. وفي الوقت نفسه، شهدت الوجهات الجنوبية مثل إيطاليا تراجعًا حادًا في الحجوزات خلال الصيف بلغ 29%.

كما أشار تقرير صدر من المفوضية الأوروبية للسفر أخيرًا إلى أن زيادة الإقبال على بلدان الشمال الأوروبي لا يقتصر على فصل الصيف، إذ تستفيد الدول الاسكندنافية من اعتدال درجات حرارتها خلال موسم التزلج في جبال الألب، وهو ما يدفع السياح شمالاً. وأوضح التقرير هذه التغييرات في ارتفاع نسبة حجوزات المبيت بنسبة 18% في النرويج، و12% في السويد، و9% في الدنمارك منذ بداية عام 2024، بالإضافة إلى ارتفاع الحجوزات قصيرة الأجل بنسبة 37% في النرويج، و32% في السويد، و24% في فنلندا. 

وفي ذلك يقول إدواردو سانتاندر، المدير التنفيذي لدى المفوضية الأوروبية للسفر: "التوجه إلى الشمال الأوروبي لقضاء العطلات الصيفية ليس بسبب درجات الحرارة المعتدلة فحسب، بل ربما لأن السياح لن يتعرضوا إلى مستوى الزحام الموجود في المزارات السياحية المختلفة في الجنوب، لذا نتوقع تحولات جذرية في أنماط السفر واختيار الوجهات الأوروبية على المدى الطويل، مع اقتراب القارة من دخول حقبة تغيرات مناخية قد تكون الأصعب في تاريخها".

وجدت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن عدد الأيام التي تكون فيها درجات الحرارة باردة بشكل معقول للقيام بالأنشطة الخارجية سيكون أقل بكثير بحلول عام 2100، وهو ما قد يدفع السياح إلى ما هو أبعد من الشمال الأوروبي، ويظهر ذلك في ارتفاع نسبة الاستفسارات عن السفر إلى ألاسكا بنسبة 25% هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لتقرير من جمعية صناعة السفر في ألاسكا.