لطالما كانت ساعات كارتييه عزيزةً على هواة الجمع. وبالرغم من أن العلامة أتقنت إعادة ابتكار طرزها الكلاسيكية مع إضفاء لمساتٍ تُساير أجواء العصر، إلا أن هذا وحده لا يُفسر تمامًا الزيادة الهائلة في الطلب على ساعاتها. لقد أثبت العامان الماضيان أن الدار صارت تُنافس علاماتٍ وازِنة مثل باتيك فيليب وأوديمار بيغيه ورولكس على معاصم الزبائن المتميزين.
ووفقًا لتقرير الساعات السنوي الصادر عن مؤسسة مورغان ستانلي في العام المنصرم، أصبحت كارتييه حاليًا ثاني أكبر علامة ساعاتٍ في العالم من ناحية الإيرادات بعد رولكس. وفي الوقت نفسه، شهدت أسعار ساعاتها في المزادات ارتفاعًا شديدًا. بل إن سعر بعض الطرز تَجاوز حاجز المليون دولار، والحديث هنا عن طراز Crash وطراز Cheich (ساعة Tank المُلثّمة بوشاح الطوارق). كذلك أَقْبل مشاهير، مثل مغني الراب تايلر ذا كريتور والممثلان هنري غولدنغ وجيف غولدبلوم، على التزيّن بساعات كارتييه شديدة التميز.
لا شك في أن تَصدُّر ساعات كارتييه عناوين الأخبار يُؤدي إلى رواج الإصدارات الجديدة، التي تُحاكي في الواقع الإصدارات القديمة، ويعكس في الوقت نفسه حالة التشوّق المتصلة بها. يقول هاري فين، تاجرُ ساعات كارتييه عتيقة الطراز، المُقيم في لندن: "إن هذا الانبعاث تقوده بالتأكيد الأضواءُ التي سُلّطت أخيرًا على الساعات الصادرة في لندن إبان حقبة الستينيات، لا سيّما ساعة Crash، وهي حتمًا واحدة من أكثر الساعات شهرة في القرن العشرين".
ويُضيف فين: "لقد كشف هذا الاهتمام حجم الابتكار الذي لازم كارتييه على مدار تاريخها في صناعة الساعات، كما أدى، بالتزامن مع إعادة إصدار الطرز الكلاسيكية، إلى تجديد الاهتمام بالساعات التاريخية". خير مثال على ذلك طراز Tank Normale الصادر في مطلع هذا العام، والذي يبدو للوهلة الأولى نسخةً مطابقة للطراز الأصلي لعام 1917، باستثناء إصدار البلاتين (المُبيّن في الصورة) والنسخة المشغولة في علبة الذهب الأصفر زنة 18 قيراطًا، وكلاهما يقترن بأساور متطابقة، وهي سابقة في مجموعة Privé.
تشتمل المجموعة أيضًا على ثلاثة إصدارات مقترنة بموانئ هيكلية، ومُجهزة بتعقيد الساعات الأربع والعشرين، ومشغولة في علب من البلاتين، والبلاتين المرصع بالألماس، والذهب الأصفر زنة 18 قيراطًا. هذه الإصدارات كلها محدودة، إذ يقتصر إنتاجها إما على 100 نموذج أو 50 نموذجًا أو 20 نموذجًا، حسب الأسلوب التصميمي، في حين تُراوح أسعارها بين 30,150 دولارًا و107,000 دولار.
غني عن القول إن غياب اسمك عن قائمة كارتييه الخاصة بكبار كبار الشخصيات يعني أن فرصة امتلاك ساعة من ساعاتها معدومة. كذلك، تَسْري الشائعات عن وجود قوائم انتظار للإصدارات غير المحدودة مثل Baignoire (الصيغة الأحدث للطرز الشهيرة البيضاوية الشكل، وتأتي الآن مقترنة بسوارٍ بدلاً من حزام).
وإن كنت تسعى إلى اقتناء ساعة Normale مَيسورة التكلفة في السوق الثانوية، فإن هذه الفرصة قد تكون فاتتك أيضًا. وفي هذا يقول كاميرون بار، التاجر المقيم في لوس أنجليس ومؤسس شركة Craft & Tailored: "يُراوح سعر ساعة Normale سليمة من السبعينيات بين 18,000 دولار و20,000 دولار". ويُتابع: "قبل ثلاث أو أربع سنوات، كان سعرها يُراوح بين 3,000 دولار و4,000 دولار".
خيار التجّار
تُعد ساعات كارتييه عتيقة الطراز من أكثر القطع شهرة في عالم الساعات وفي غيره من العوالم. ويُشارك خمسة تجارٍ نصائحهم للوصول إلى الطرز التي ستصبح مرغوبة بشدة مستقبلاً، كما يستعرضون الطرز المُشوِّقة التي صادفوها في الآونة الأخيرة.
هاري فين
Obsidian Harry Fane
لندن
نصيحة الخبير
"لا يزال بمقدور هواة الجمع شراء ساعات كارتييه سليمة ونادرة من عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته بتكلفة ميسورة. وفي هذا الصدد، أود اقتراح ساعات Tank JC وساعات Tank Normale الصادرة في الثلاثينيات، والمتاحة مقابل أسعار تُراوح بين 25,000 دولار و30,000 دولار. ولكن هذه الأسعار قد تتغير سريعًا. إن السُبات الذي كانت فيه ساعات كارتييه عتيقة الطراز قد انتهى".
في دائرة الضوء
ساعة Cartier Paris Tank Cintrée من عام 1941 المشغولة في علبة من الذهب الأصفر زنة 18 قيراطًا، عنها يقول فين: "إنها ساعة فاتنة على نحو خاص لأنها صيغت في باريس في ذروة الحرب العالمية الثانية، عندما كانت المدينة تحت الاحتلال. كانت المحترفات بلا إضاءة وبلا تدفئة، وظروف العمل شاقة للغاية".
Cartier
آلان بيدويل
Foundwell
نيويورك
نصيحة الخبير
"إن طرازي Tank Louis وSantos – وخصوصًا ساعات Carrée وBaignoire – يمثلان الساعات الأكثر رواجًا التي نبيعها ونُطالَب بها. في ما يتعلق بساعات Tank Louis، من الأحسن البحث عن الطرز المجهزة بآليات حركة أفضل من آلية ETA 2512. وأما في ما يخص طرز Santos، وخصوصًا ساعات Carrée وGalbée، فأنا أُفضّل نماذج Carrée لأن خطوطها أكثر أناقة ولأنها قريبة في هيئتها من طراز Dumont الأيقوني".
في دائرة الضوء
الساعة الرسمية الصادرة في أواخر ستينيات القرن الماضي والتي طورتها دار بوم أند مرسييه لصالح كارتييه في علبة من الذهب الأبيض. يقول بيدويل: "إنها ساعة أنيقة للغاية ومتناسقة الخطوط، كما أنها تستلهم تفاصيل كثيرة من ساعات الجيب الأولى التي أطلقتها كارتييه".
Cartier
ماثيو باين
Matthew Bain Inc
ميامي
نصيحة الخبير
"مِن شبه المستحيل الحصول على النماذج الأولى من ساعات Tank Normale التي صدرت بين عشرينيات القرن الماضي وخمسينياته، وخصوصًا الإصدار النادر المشغول من البلاتين. إن عدد تلك النماذج الأولى قليل جدًّا، وقد كانت مُجهزة بآليات حركة من تطوير كارتييه وشركة EWC ومُقترنة بعقارب جميلة من طراز بريغيه. في السنوات الخمس الماضية، ارتفعت أسعار ساعات Tank Normale بنسبة تُراوح بين 40% و50%، ومن المُتوقع ارتفاعها أكثر، خصوصًا أسعار النماذج التي لا تزال في حالة ممتازة".
في دائرة الضوء
ساعة Cartier Maxi Oval، وعنها يقول باين: "بحوزتنا حاليًا العديد من ساعات كارتييه الكلاسيكية النادرة للغاية، ومنها هذه الساعة الصادرة في سبعينيات القرن الماضي، والتي طُرحت في نيويورك بالتعاون مع أوديمار بيغيه".
Cartier
غاي غوهاري
Classic 55
نيويورك
نصيحة الخبير
"حاليًا، يُعد طراز Cintrée، النسخة الصغرى والطولى من طراز Tank، أكثر الطرز المرغوبة بين هواة الجمع. إنها ساعةٌ مناسبة الحجم وفاخرة التصميم أكثر من ساعة Tank. أصدرت كارتييه أيضًا طرزًا حديثة وأخرى مخصصة اشتراها الكثير من هواة الجمع، ما يعود بالفائدة على سوق الساعات عتيقة الطراز. أعتقد أن من واجب هواة الجمع كلهم أن يمتلكوا طراز Cintrée البارز هذا".
في دائرة الضوء
ساعة Cloche، وعنها يقول غوهاري: "بحوزتي ساعتان متفردتان ونادرتان للغاية من طراز Cloche المصمم على هيئة جرس، واحدة مشغولة في علبة من الذهب الأبيض والأخرى تستوطن علبة من الذهب الأصفر. أمتلك أيضًا ساعة Tank Cintrée صادرة في عام 1970".
George Chinsee © Cartier
كاميرون بار
Craft & Tailored
لوس أنجليس
نصيحة الخبير
"إن طرز Santos-Dumont جذابة وقَيِّمة، خصوصًا الساعات الأصغر حجمًا الصادرة في سبعينيات القرن الفائت وثمانينياته. على أن كارتييه أصدرت في الحقبة نفسها عددًا محدودًا من الساعات بالغة الرقة التي حملت اسم Extra Plate. ولهذه الطرز قائمة انتظار طويلة جدًّا".
Cartier
في دائرة الضوء
ساعة Coussin المشغولة في علبة من الذهب الأصفر زنة 18 قيراطًا والصادرة في سبعينيات القرن المنصرم. يقول بار: "إن ساعة Coussin، التي تُسمّى أيضًا Bamboo، مثيرة للاهتمام، وهي عزيزة عليّ شخصيًا. إنها ساعة نادرة جدًا بسبب غرابة تصميمها، كما أن كارتييه لم تطرح منها إلا عددًا ضئيلاً. وثمة طرز لافتة، مثل Ceinture، تتمايز بأحجام مختلفة، وهي تُباع فورًا وبسرعة".
