لا يصعب على المهتمين بعالم الأناقة أن يتعرّفوا توقيع برونيللو كوتشينيللي Brunello Cucinelli في تصاميم كرّسها ملك الكشمير شاهدًا على فلسفة إبداعية متمايزة وازن فيها بين معاني الأناقة الراقية مبددًا الحد الفاصل بين الحياكة المتقنة والجرأة في الابتكار.
وإذا كان كوتشينيللي قد اشتهر على مرّ عمره الإبداعي بما تحيكه موهبته من ابتكارات تهز قواعد المألوف، فإن ما آل إليه عالم أزياء الرجال في حقبة ما بعد جائحة كورونا، حيث الغلبة اليوم لإطلالات تنأى عن الصرامة والرسمية لصالح مظهر عفوي يضمن الراحة ويوحي بالاسترخاء - وهو ما ألفناه في إرث المصمم الإيطالي منذ بداياته - يكاد يشكل برهانًا واضحًا على أنه مبدع يسبق أوانه.
بذلة حيكت من الصوف والكشمير، وقميص من القطن، ورابطة عنق حريرية، ومنديل للجيب مشغول من الحرير، وحذاء من جلد العجول.
وعلى ما يليق بهذا المبدع وبما تمليه اليوم توجّهات الأزياء المتحررة من معايير الماضي، تأتي مجموعته لموسم الخريف والشتاء المقبل لتذكر برحلة تتجاوز حدود أي تحولات بهدف التطور والاستكشاف.
فالمجموعة تستلهم عالمًا حضريًا يتغيّر باستمرار، لتتجلى انعكاسًا لتقاطع مسارات تتلاقى عنده مفاهيم مختلفة لأسلوب الأناقة اليومية بما يتماشى مع احتياجاتنا في العصر الحديث.
سترة Cavallo المشغولة من نسيج الكشمير والقطن المضلّع، وقميص من القطن، ورابطة عنق من الحرير.
وعلى نسق تلك الرحلة، تعكس أحدث تصاميم كوتشينيللي التأثيرات المتبادلة بين الأسلوب والمناسبة، فيما تجليات الأناقة فيها تجسّد التوازن المطلوب للتطور.
وإذ يصرّ برونيللو كوتشينيللي على أن الأناقة ليست مفهومًا من الماضي، يصوغ أبجديتها هذه المرة أيضًا في تصاميم متناسقة ولكن لا تعوزها مرونة، على ما تشهد الأقمشة والأبعاد التي تحقق توازنًا متقنًا بين الراحة والحيوية والنعومة.
سترة من الصوف وصوف الألبكة، وكنزة بياقة مرتفعة محبوكة من الكشمير، ومنديل حريري للجيب، وسروال من الدنيم، وحزام جلدي، وحذاء مرتفع من جلد العجول، وحقيبة جلدية للأسفار القصيرة.
فبداية من القصات متقنة الحياكة للسترات والمعاطف التي تزاوج خطوطها الانسيابية بين رقي الأسلوب والذائقة المعاصرة التي تميل إلى الرفاهية، توحي العناصر كلها بالتكامل.
تبدو أيضًا الأحجام الناعمة للسراويل العصرية جزءًا لا يتجزأ من المعادلة التي يتحدد بها طابع أي زيّ، لا سيّما إذ يعيد المصمم ابتكار الطُرز التقليدية على نسق الطابع الرياضي لسراويل الدنيم.
سترة قصيرة حيكت من الجلد ذي الحبيبات، وسترة من الصوف والكشمير والحرير، وكنزة محبوكة من الكشمير، وقميص من القطن، وسروال مشغول من القطن.
وفي سياق الحرص الراسخ في رؤية الدار ومؤسسها على تحقيق التلاقي المنشود بين العناصر التي ترسم معالم إطلالات راقية وعملية في آن واحد، حيكت قطع المجموعة كلها من أقمشة بالغة الفخامة توفّر أقصى درجات الخفة والراحة لكنها تحافظ في الوقت نفسه على هويتها والخصائص المتفرّدة لخيوطها، ليجتمع الكشمير والصوف فائق الجودة مع وبر صغار الجمال في بعض التصاميم، ويتناغم الجلد المقلوب وجلد نابا الممشط مع أصواف شيرلينغ خفيفة الوزن في تصاميم أخرى.
سترة مزدوجة الوجه من الصوف البكر والكشمير وكنزة من القطن، وقميص من القطن، وسروال من النسيج القطني المضلع، وحذاء من الجلد المقلوب.
وفي هذه الابتكارات وغيرها، تزيد في ثراء الأقمشة أنماط زخرفية تراوح بين الخطوط الكلاسيكية والترجمات الحديثة لنقوش التويد وأمير ويلز وغيرها. وفيما يعود النسيج المضلع إلى الواجهة في نسخ متجددة بتأثيرات مبيّضة، تشكل القطع المحبوكة، التي وجدت طريقها إلى فئات مختلفة، من السترات والتصاميم العملية المثالية للرحلات إلى الأحذية الفاخرة، القلب النابض للمجموعة.
ولتحقيق مظهر حيوي جريء ومشرق، اختار برونيللو كوتشينيللي أن يناغم الألوان المحايدة التقليدية، مثل تدرجات ألوان البيج والرمادي والأزرق، بلوحة لونية جديدة تجلت تعبيرًا متقنًا عن الأناقة والقوة واستلهمت التأثيرات اللونية للبرتقال، والرمّان، والليمون الحامض ونبات الأوكاليبتوس، حتى الظلال الزرقاء في المياه وزهرة الذرة.