في العادة، يجري تصنيف السيارات الكلاسيكية من حيث الأهمية تبعًا لعدد من العناصر، أبرزها أو أهمها بطبيعة الحال عنصر الندرة، يليه عنصر الحالة الفنية وما إذا كانت الغالبية العظمى من مكونات السيارة الأساسية هي مكونات أصلية أُنتجت في الحقبة نفسها التي أُنتجت فيها السيارة، ثم الإنجازات التي حققتها في تاريخها، سواء كان ذلك في السباقات التي نظمها الاتحاد الدولي أو مسابقات الأناقة العالمية، كمسابقة بيبل بيتش على سبيل المثال... إلى آخره من العناصر الأخرى التي لا يسعنا ذكرها جميعًا هنا.
ولكن أخيرًا، ظهرت فئة جديدة من السيارات الكلاسيكية التي تُعد مهمة للغاية، رغم أنه لا ينطبق عليها كثير من العناصر التقليدية المحدّدة للقيمة، كتلك التي ذكرناها في البداية. هذه الفئة هي فئة الإصدارات الحديثة من السيارات الكلاسيكية القديمة، والتي جرى إعادة إنتاجها من قبل صانع السيارة نفسه الذي أنتجها في الماضي، مثل GT Continuation ، DB4 Zagato و Goldfinger DB5 Continuation من Aston Martin، ثم C-Type و D-Type من Jaguar.
أما أحدث إصدار في هذا المجال، فيحمل توقيع بنتلي التي كشفت عن سيارة جديدة من طراز Speed Six تحت اسم Speed Six Continuation Series.
دقة عالية في محاكاة الماضي
بعد 10 أشهر من التحضير، اكتملت أول نسخة حديثة من سلسلة Speed Six Continuation Series لتكون تكريمًا للسيارة التي فازت في سباق لومان 24 ساعة في كل من عامي 1929 و1930. وللاحتفال بهذا الإرث، قررت بنتلي إنتاج عدد نماذج محدود من الإصدار الجديد وفقًا للمواصفات الفنية الدقيقة للسيارة التي خرجت من خطوط الإنتاج قبل 93 عامًا.
النسخة الأولى التي أصبحت جاهزة من السيارة، والتي تُعرف باسم "Car Zero"، لن تباع لأي زبون بل ستكون نموذج اختبار ضمن برنامج التطوير، إذ إنّ إعادة إنتاجها جرت نتيجة لساعات لا حصر لها من البحث في أكبر عدد ممكن من الرسومات والوثائق الأصلية المحفوظة لدى العلامة التجارية البريطانية الفاخرة، بالإضافة إلى إحدى نسخ سباق Speed Six الأصلية المحفوظة أيضًا ضمن مجموعة بنتلي التراثية Bentley Heritage Collection .
جرى إنتاج هذه النسخ الحديثة كي تحاكي النسخ القديمة التي أُنتجت نهاية عشرينيات القرن الماضي وبداية الثلاثينيات منه، وتبعًا للقوانين التي كانت تحدد شكل مواصفات السيارات المشاركة في سباقات لومان 24 ساعة لتلك الحقبة. كما أخذ فريق بنتلي الملاحظات الميكانيكية الأصلية من تلك الحقبة في الحسبان لتضمين مختلف التفاصيل التي تغيرت بين عامي 1929 و1930.
Bentley
عندما تكون الأصالة هي الهدف
باستخدام محرك سداسي الأسطوانات سعة 6.5 لتر جرى تركيبه باستخدام 600 قطعة جديدة، أظهر اختبار قياس أداء المحرك أنّ النسخ الحديثة من السيارة الكلاسيكية تولد 205 أحصنة، أي أنّ هامش الاختلاف بين المحركات القديمة والمحرك الجديد هو في حدود 5 أحصنة، أو 2.4% من محرك عام 1930 المضبوط للسباق، وبطبيعة الحال الهدف هنا هو الأصالة لا القوة العالية.
خلال الأشهر الستة المقبلة، ستخضع Car Zero لبرنامج اختبار لمسافة تبلغ 35,000 كيلومتر من القيادة على الطرق مقابل مسافة 8,000 كيلومتر من القيادة على حلبات السباق. وسيستغرق إنتاج كل نسخة حوالي 10 أشهر.
هذا هو السبب في أن تسليم بنتلي السيارات الزبائن الاثنتي عشرة للزبائن سيمتد حتى نهاية عام 2025، الأمر الذي يتيح للمالكين المحتملين متسعًا من الوقت لتخصيص سياراتهم ضمن برنامج مولينر Mulliner الشهير من Bentley.
سيارة السيد بوند
أعادت أستون مارتن من جهتها إنتاج نسخ عديدة من سيارات كلاسيكية قديمة، إلا أنّ أبرزها سيارة Goldfinger DB5 Continuation التي لم تتميز بلونها الفضي الذي يحاكي شقيقتها التي ظهرت في الفيلم الشهير فحسب، بل جرى أيضًا تزويدها بمواصفات وتجهيزات تستحضر تلك التي كانت تتوفر لسيارة العميل السري.
Aston Martin
فعلى سبيل المثال، وبدلاً من أن تزود مصابيح الضباب بمدافع رشاشة كما في الفيلم، جرى تزويد النسخ الحديثة الخمس والعشرين بمصابيح تتخذ شكل المدافع الرشاشة وتظهر من خلف المصابيح التقليدية.
ساحرة الخمسينيات
Jaguar
قررت Jaguar إعادة إنتاج 25 نسخة من سيارة D-Type التي فازت بسباق لومان 24 ساعة ثلاث مرات بين عامي 1955 و1956 وتعد من أشهر السيارات الكلاسيكية القديمة. وكان الصانع البريطاني في خمسينيات القرن الماضي ينوي إنتاج 100 نسخة من هذه السيارة، إلا أنّ الأمر انتهى به مع 75 نسخة فقط، لذا يُعد هذا المشروع تحقيقًا لهدف طال انتظاره طويلاً، علمًا أنّ النسخ الخمس والعشرين الحديثة تتطابق فنيًا مع نسخ الماضي إلى أقصى الحدود.
