أصبحت الزعانف من طراز Hydrofoil التكنولوجيا المفضلة للقوارب، إذ تجعل القوارب الشراعية أسرع والقوارب الكهربائية أكثر كفاءة إلى حد كبير، كما أنها بدأت بالظهور حتى في اليخوت الفاخرة. أما الأجنحة الهوائية Airfoils، فهي تتجسد في العديد من الأشكال، وأشهرها شكل الأجنحة الفعلي.
لكن لم يكن هناك جناح مثل ذاك الموجود أسفل البدلة الخاصة برياضي ريد بُل بيتر سالزمان. ساعد هذا الجناح الطيار النمساوي على تحطيم الأرقام القياسية للطيران البشري غير المزوّد بالطاقة.
بدلة مجنحة بتقنية الزعانف تمكن بيتر سالزمان من الطيران 6 دقائق
البدلة المجنحة هي قطعة واحدة مصنوعة من النايلون المقاوم للتمزق، وتأتي على شكل يشبه كيس النوم المستطيل، وتتضمن ثلاثة أجنحة: اثنان بين الذراعين والجذع وجناح ثالث بين الساقين. تولّد هذه الأجنحة قوة رفع تتيح الطيران الأفقي والطيران المُتحكم به. وقد جُهزت البدلة أيضًا بطاقة كهربائية للتحكم في الجناح.
قال سالزمان لموقع ريدبول: "إنها بدلة خفيفة للغاية ومجهزة بدواسة يمكنني التحكم بها بيدي. أنزلق بصمت تقريبًا في الهواء".
على مدى ست سنوات، تعاون النمساوي بيتر سالزمان مع قافز آخر ببدلة الأجنحة، وهو أندرياس بودليبنيك، على تطوير ستة نماذج أولية للجناح الهوائي، وقد اختبراها في نفق هوائي داخلي في ستوكهولم قبل أن يستقرا على نموذج يعد الأمثل للبدلة المجنحة.
بعد ذلك قفز سالزمان من حافة يبلغ ارتفاعها 3402 متر في جبال الألب السويسرية لإثبات أداء البدلة. يُظهر مقطع الفيديو متداول سالزمان وهو يطير لفترة أطول من 5 دقائق و56 ثانية بسرعة 124.2 ميل في الساعة، ولمسافة أبعد من 7.75 ميل في رحلة مجانية بدون محرك لتحطيم الأرقام القياسية الحالية للقفز BASE. وفي لحظة ما قبل أن ينشر مظلته، قال: "أنا متعب".
Red Bull
يذكر أن رياضة القفز BASE رياضة ترفيهية تتضمن القفز من أماكن ثابتة باستخدام مظلة، أو في هذه الحالة بدلة مجنحة، للهبوط إلى الأرض. وكلمة BASE هي اختصار للحروف الأولى من الكلمات الإنجليزية Buildings, Antennas, Spans, Earth.
يعد القفز من نوع BASE رياضة شديدة الخطورة. بل إن معدل الإصابات والوفيات في هذه الرياضة أعلى بمعدل 43 مرة من القفز بالمظلات من الطائرات.
دخل سالزمان هذا المجال في البداية للبحث عن الإثارة، لكنه الآن لا يشعر بأي جرعة إضافية من الأدرينالين. وفي هذا يقول: "ما تشعر به هو تركيز شديد لا يمكنك تخيله.
تكون شديد التركيز لدرجة أنك تستطيع رؤية نفسك من الخارج، وتخيل نفسك تطير. من الناحية الفسيولوجية، يكون جسدك في حالة توتر كامل، لكن الخوف ليس له دور".
طورت البدلة المجنحة والجناح الخاص ببودليبنيك بمساعدة مجموعة التقنيات المتقدمة من ريد بُل، التي تضم مهندسين من الفورمولا 1 وخبراء في مجال الطيران.
يبلغ امتداد الجناح 6.9 قدم ويزن 8.3 رطل، ويحتوي على قلب من مادة رغوية ومكونات مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وبفضل وزنه الخفيف، استطاع سالزمان وبودليبنيك حمل الجناح إلى نقطة الإطلاق في جبال الألب السويسرية.
يقول سالزمان: "عندما قمنا ببناء الجناح لأول مرة، اكتشفنا أنه كان يسحبني إلى أسفل كلما وصلت إلى موقعي، وذلك لأن انسيابية الجناح كانت سيئة، وهنا كانت تكمن المشكلة. تمثل الحل ببناء جناح يمكن تعديله في أثناء الطيران".
الآن بعد أن أثبت التصميم نجاحه، ليس من الواضح ما إذا كان هذا المشروع سيكون مجرد تجربة واحدة أو سيتحول إلى معيار جديد للبدلات المجنحة.
يقول بودليبنيك: "كيف سيتطور هذا الجناح؟ أفترض أن قافزين آخرين قد يرغبون في تجربته أيضًا، ولكن لا يمكنني التنبؤ بما إذا كان الجميع سيقفزون باستخدام جناح ثابت بعد 10 سنوات. فمع القدرة على الطيران لمسافات أطول، ستنشأ إمكانيات جديدة لا يمكننا أن نتخيلها اليوم".