قبل أيام، اختتمت جائزة جنيف الكبرى للساعات، الحدث السنوي الذي يشهد تتويج أكثر الابتكارات الساعاتية تمايزًا. وعرفت دورة هذا العام ترشيح 90 ساعة مختلفة ضمن 19 فئة، نعرض منها تلك التي تشهد باقتدار الصانعين على الارتقاء بصناعة الساعات المعاصرة إلى مقامات جديدة.
Code 11.59 by Audemars Piguet Ultra-Complication Universelle RD#4
ذهبت جائزة Aiguille d’or Grand Prix، التي تُعد أرقى جائزة يمكن لساعة أن تنالها، إلى تحفة أوديمار بيغيه التي احتشدت فيها التعقيدات الرفيعة في تصميم معاصر وبسيط على نحو غير مسبوق.
صيغت هذه الساعة في علبة من الذهب الوردي بقطر 42 ملليمترًا، واقترنت بميناء بلون البيج وعدادات سوداء. على أن التصميم البسيط المتناسق الذي يتبدى عبر الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي يحجب تحته آلية الحركة ذاتية التعبئة Calibre 1000، التي كانت ثمرة ثلاثة أجيال من الخبراء القائمين على أعمال البحث والتطوير في الدار.
شدة تعقيد آلية الحركة، التي توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 60 ساعة، كانت السبب وراء حصول الساعة على الجائزة المرموقة، ذلك أنها تستوعب 40 وظيفة، منها 23 تعقيدًا مختلفًا مثل معيد الدقائق والتقويم الدائم والكرونوغراف المعزز بوظيفة الارتداد وآلية التوربيون المحلق وآلية الرنين الكبير.
فضلاً عن هذا، تتمايز الساعة بغطاء ذهبي يُسهم في تضخيم النغم المنبعث منها، كما يحمي الجزء الخلفي المشغول من البلور الياقوتي الذي يكشف عن جماليات التشطيبات التي تزهو بها مكونات آلية الحركة التي احتاج تطويرها إلى سبع سنوات وأكثر.
GPHG
Voutilainen World Timer
في فئة التعقيدات الساعاتية الرجالية، كانت الجائزة من نصيب ساعة World Timer.
المفاجئ في هذه الساعة هو أن الصانع الفنلندي المستقل كاري فوتيلاينن، الذي اعتاد إيداع ابتكاراته في علب مستديرة تزدان بعروات تتخذ هيئة دمعة منحدرة، عمد إلى استخدام علبة فولاذية على هيئة وسادية في سعيه إلى تقديم تفسير مغاير للساعات الرياضية الحديثة.
تقترن هذه العلبة بميناء يتباهى بلون الأنثراسيت، فضلاً عن زخارف غيوشيه المشغولة يدويًا والتي تبدو للناظر مثل أمواج متراكبة. يبرز كذلك على الميناء تعقيد التوقيت العالمي العزيز على فوتيلاينن، وذلك من خلال قرص دوّار يحتضن أرقام الساعات الأربع والعشرين ويشير إلى النهار والليل بلونين مختلفين. وفي الحلقة المحيطة بالميناء تبرز أسماء المدن الأربع والعشرين باللون الأبيض.
يُذكر أن هذه الساعة، التي يقتصر إنتاجها على 10 نماذج، تنبض بآلية حركة ذاتية التعبئة تُوفر احتياطيًا للطاقة يدوم 60 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا.
GPHG
Grand Soir Automate Etoile de Monsieur Dior
في فئة التعقيدات الساعاتية النسائية، عادت الجائزة إلى ساعة Grand Soir Automate Etoile de Monsieur Dior التي تُعد أول ابتكار معزز بالتعقيدات الساعاتية تترشح بفضله دار ديور لجائزة جنيف الكبرى للساعات.
تحكي هذه الساعة المشغولة في علبة من الذهب الأصفر والأبيض بقطر 38 ملليمترًا قصة ميلاد دار ديور في عام 1946، وتحديدًا قصة عثور كريستيان ديور على نجمة في الطريق فيما كان يذرع شوارع باريس. كان لهذا الحدث أثر السحر على ديور، وهذا ما حاول حرفيو العلامة تجسيده في الميناء المشغول من عرق اللؤلؤ والذي يتألق ببريق الألماس كما يتباهى بطبقات آسرة توثق بإتقان مشهد السير تحت سماء ليلية تكتنفها الغيوم.
يتسنى للناظر متابعة المشهد الزاخر بالزخارف المشغولة يدويًا عند تنشيط الآلية الكامنة في الساعة التي تكتمل بحزام مطاطي يتحلى هو الآخر بنقاط بيضاء تشبه بريق النجوم في سماء الليل الحالكة.
جدير بالذكر أن إنتاج هذه الساعة، التي يبلغ سعرها نحو 121,500 دولار، يقتصر على 28 نموذجًا.
GPHG
Serpenti Misteriosi Cleopatra
وحدها دار بولغري قادرة على التوفيق بين مصفوفة متنوعة من الأحجار الكريمة لاستحداث قطعة تتمايز بتصميم فاخر جدير بالملكة الفرعونية كليوباترا. قد يبدو هذا القول مبالغة، غير أن هذا بالضبط ما حققته الدار في ساعة Serpenti Cleopatra التي حازت جائزة الساعات الجواهر والتي تحتفي برمز الثعبان الذي أصبح بمرور السنوات أحد رموزها الراسخة.
تتخذ الساعة هيئة سوار عريض مشغول من الذهب الوردي، تنتظم عليه أحجار ألماسية بزنة إجمالية تساوي 86.5 قيراط، فضلاً عن أحجار التوباز والجمشت والسترين والتورمالين والأكوامارين والروبليت والتنزانيت والزبرجد. تتمايز الساعة كذلك بعلبة سداسية الأضلاع تكشف واجهتها المشغولة من الروبليت الشفاف عن ميناء مرصوف بالألماس على نمط ندف الثلج.
يلتقي التصميم الإيطالي الأنيق والحرفية السويسرية العريقة في هذه القطعة المتمايزة بطابعها العصري، وخصوصًا في ناحية الأحجار الكريمة التي استغرق رصفها من حرفيي بولغري أكثر من 470 ساعة من العمل الدقيق المتواصل. إلى هذا، تنبض القطعة المتفردة، التي يتجاوز سعرها مليون دولار بقليل، بآلية حركة من نوع الكوارتز.
GPHG
Altiplano Métiers d'Art - Undulata
نالت دار بياجيه جائزتين في دورة هذا العام من جائزة جنيف الكبرى للساعات، إحداهما عن فئة الساعات النسائية من خلال طراز Hidden Treasures والأخرى عن فئة ساعات الحرف اليدوية التي ضمنها للدار طراز Altiplano Métiers d'Art - Undulata.
استلهمت العلامة تفاصيل الساعة الأخيرة، المشغولة في علبة من الذهب الأبيض بقطر 41 ملليمترًا، من الطبيعة. وعلى ما هو عليه حال مختلف القطع التي تصوغها أنامل حرفيي الدار باستلهام عناصر الطبيعة، فقد تمايزت هذه الساعة بالجمع البارع بين الألماس المتألق على القرص والمواد المختلفة المنسوجة على هيئة لونية متناغمة.
تتباهى هذه اللوحة البديعة التي شكّلتها الفنانة الفرنسية الخبيرة بفن التطعيم بالخشب روز سانول بطبقات دقيقة من القش والجميز والجلد والجُنيحات الغمدية للحشرات، وقد تآلفت معًا على الميناء راسمة أخاديد تتخلل عداد الساعات والدقائق الحائد عن المركز وتُحيط بآلية التوربيون المستضيء ببريق ألماس بقطع الباغيت.
تطلبت صياغة الميناء جهدًا بالغًا. فقد أمضت سانول أكثر من 44 ساعة في ضم القطع الدقيقة بعضها إلى بعض، وقد يكون هذا ما يفسر واقع أن بياجيه حصرت إنتاج هذه الساعة في 8 نماذج فقط.
GPHG
Freak ONE
عندما طرحت أوليس ناردين ساعة Freak في عام 2001، كانت وقتها ساعة ميكانيكية متشبعة بأحدث التقنيات والرموز التصميمية الرائدة، بشهادة العديد من هواة الساعات. بمرور السنوات، باتت عناصرها المتفردة، المتمثلة في غياب الميناء والتاج والعقارب، رموزًا يسهل تمييزها. وقد يكون هذا ما دفع حكام جائزة جنيف الكبرى للساعات إلى تقديم طراز Freak ONE الصادر هذا العام على بقية الطرز المتنافسة في فئة الساعات الأيقونية.
صيغت الساعة في علبة بقطر 44 ملليمترًا من التيتانيوم المصقول بمادة DLC باللون الأسود، واقترنت بقرص من الذهب الوردي. وعبر الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي، يستطيع الناظر مطالعة مختلف المسننات المتحركة بانتظام، إلى جانب عجلة التوازن المشغولة من السيليكون، والجسور المصنوعة من الذهب الوردي، وآلية التوربيون. وبالرغم من احتضانها العديد من التقنيات الرائدة، مثل سابقاتها، ولكنها سهلة الاستعمال ومتينة ومصممة للارتداء اليومي.
فضلاً عن ذلك، تحتضن مأثرة أوليس ناردين هذه آلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 90 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا.
GPHG
Chronomètre Artisans
لم تمر ثلاث سنوات بعد على تأسيس سيمون بريت علامته المستقلة، وها هو يحوز جائزة جنيف الكبرى للساعات عن فئة الكشف الساعاتي الجديد عن ساعة Chronomètre Artisans التي أثارت اهتمام العديد من هواة الساعات لحظة إطلاقها في شهر أبريل من العام الجاري.
من خلال هذه الساعة، أتاح سيمون بريت للحرفيين المستقلين الذين استقطبهم فرصة إحياء بعض تقنيات التشطيب والتصنيع العريقة، كما مكّنهم من ابتكارات أخرى جديدة كليًا. لذلك فإن هذه الساعة تبدو أقرب إلى مُحاورة فنية بين بريت ومختلف الحرفيين الذين أسهموا في تطويرها، إذ انصب التركيز على التصميم أكثر منه على التعقيدات والوظائف المبهرة التي تخطف الأنفاس.
GPHG
تستوطن الساعة علبة من الزركونيوم بقطر 39 ملليمترًا وتقترن بميناء مشغول من الذهب الأحمر يتمايز بفتحتين تُبرزان بعض مكونات آلية الحركة وتُظهران شدة تعقيدها. وقد صيغت زخارف الميناء باستخدام تقنية مبتكرة تُبديها مثل فسيفساء ثلاثية الأبعاد، وقد وقع الاختيار على تسمية هذا النمط بحراشف التنين "Dragon Scales".
تنبض الساعة بآلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 72 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا. وقد صممت لتكون مثل ساعات الكرونوميتر التقليدية، إذ استخدمت في بنائها عجلة توازن كبيرة تنبض بتردد يساوي 2.5 هرتز، في تلميح فذ إلى ساعات الكرونوميتر البحرية.
تجدر الإشارة إلى أن مختلف الطرز الفائزة في جائزة جنيف الكبرى للساعات ستكون معروضة في أسبوع دبي للساعات المنعقد من 15 إلى 20 من شهر نوفمبر الجاري.