استغرق مسار الأبحاث والتطوير اللازم لتحويل هذه الخدعة البصرية إلى واقع ثمانية أعوام، واستلزم بناءُ المشهد استخدام ستة أقراص من الكريستال الياقوتي: اثنان منها عنصرا عرض زجاجيان للغطاء العلوي ولخلفية العلبة، فيما الأقراص الأربعة الأخرى وظيفية، إذ إنها تدور لتشكل فواصل بين عقرب الساعات، وعقرب الدقائق، وبنية الدوّار وآلية الحركة، والعجلة الثابتة التي يدور فوقها المعيار الحركي.

ويتّصل عقربا الساعات والدقائق بالتاج عبر آلية تروس غير مرئية أسفل مقياس الساعات.

يشكل اسم كارتييه مرادفًا للإبداع في التصميم منذ ما يزيد على قرن من الزمن. لكن هذه الأعجوبة التقنية الجديدة تثبت اليوم أن الدار قادرة على الإتيان بمأثرة جدية مبهرة في عالم الساعات (يقتصر إنتاجها على 30 نموذجًا، والسعر عند الطلب).

التقويم السنوي
Patek Philippe Ref. 5205R

تمايزت أبرز إصدارات باتيك فيليب التي استأثرت بالاهتمام هذا العام بطابع يعكس قدرًا أكبر من التركيز على المظهر الرياضي غير الرسمي، على ما تشهد مثلاً ساعة الكرونوغراف Ref. 5470P 1/10th Second Monopusher Chronograph وساعة التقويم السنوي والتوقيت العالمي Ref. 5326G Annual Calendar Travel Time.

لكن باتيك فيليب تبقى في المقام الأول صانعًا للساعات الرسمية، وهذا ما تتفوق في تحقيقه في غالب الأحيان. أما الشاهد على ذلك، فيتمثل اليوم بالنسخة المحدثة والمصقولة من ساعة التقويم السنوي Ref. 5205R Annual Calendar التي تطرحها الدار في علبة من الذهب الوردي يكمّلها ميناء جديد يزهو بتدرجات اللون الأخضر الزيتوني.

لا شك في أن هذا اللون بات شائعًا منذ بعض الوقت في قطاع صناعة الساعات، إلا أن تنفيذه في ساعة باتيك فيليب يقارب الكمال.

إذا كان ثمة علامة قادرة على أن تثبت أنّ لتحديث أي لون بسيط دلالة بالغة، فإن هذه العلامة هي باتيك فيليب. حققت النسخة التي أصدرتها الدار العام الفائت من ساعة Nautilus Ref. 5711/1A-014 (قبل وقف إنتاجها) باللون الأخضر الزيتوني نجاحًا بالغًا، إلى حد أن سعرها اليوم في السوق الثانوية يتجاوز بعشرين ضعفًا ثمنها الأصلي البالغ 34,893 دولارًا.

وربّما سمعتم عن الساعة من طراز Nautilus Ref. 5711 التي طرحها الصانع باللون الأزرق المميز لعلامة تيفاني أند كو والتي بيع نموذج منها مقابل 6.5 مليون دولار.

أما وجه الاختلاف هنا، فيكمن في أن ساعة التقويم السنوي لا تتميز بتصميمها العصري الأنيق فحسب. فباتيك فيليب ابتكرت هذا التعقيد المتميّز في تسعينيات القرن الفائت، ولا حاجة إلى أكثر من ذلك لإثبات تفرّد هذا الإصدار الذي يعد من أفضل الساعات لعام 2022 (يبلغ سعرها 55,592 دولارًا).

انبعاث إرث قديم
Vacheron Constantin Historiques 222

لا ساعة أكثر رواجًا إلى يومنا هذا من نموذج رياضي من سبعينيات القرن الفائت مزوّد بسوار مدمج، ولذا يُعد توقيت فاشرون كونستانتين مثاليًا. فقد ضخّت دار الساعات السويسرية العريقة زخمًا حيويًا في إصداراتها لهذا العام بطرح نسخة حديثة من ساعتها الرياضية الفاخرة 222 التي ترجع إلى ذلك العقد.

طُرح الطراز الأصلي، الذي صممه يورغ هايسيك، في عام 1977 احتفاء بالذكرى الاثنتين والعشرين بعد المائتين لتأسيس العلامة، واقتصر إنتاجه آنذاك على أقل من ألف نموذج، ليتحوّل في السنوات الأخيرة إلى قطعة منشودة في المزادات.

في مزاد Phillips Geneva Watch Auction: XIV الذي نظمته دار فيليبس للمزادات العام الفائت في جنيف، بيع نموذج من ساعة الرقم المرجعي 44018Ref.، المشغولة في علبة من الفولاذ بقطر 38 ملليمترًا، مقابل 172,625 دولارًا، أي بسعر يتجاوز قيمته التقديرية العليا، والتي تساوي 32,500 دولار، بنحو خمسة أضعاف.

في النسخة المحدثة لعام 2022، يطرح الصانع الساعة في علبة من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطًا صيغت بقطر 37 ملليمترًا وبسماكة 7.95 ملليمتر، ويميّزها شعار الدار المالطي عند مؤشر الساعة 5.

تحتضن الساعة آلية الحركة 2455/2 من فاشرون كونستانتين، وقد أضيف إلى الجزء الخلفي من العلبة غطاء من الكريستال الياقوتي يتيح رؤية محرّك الساعة الجديد ودوّارها المشغول من الذهب عيار 18 قيراطًا. عندما تطرح الدار نسخة محدثة في علبة من الفولاذ، ولا شك في أنها ستفعل ذلك، من المتوقع أن يحظى هذا الإصدار باستحسان واسع النطاق ويصير مدرجًا على قائمة أمنيات الهواة كلهم. (يبلغ سعرها 69,000 دولار).

ساعة المنضدة
Van Cleef & Arpels Fontaine aux Oiseaux

نادراً ما تُتاح لك الفرصة لأن تكون شاهدًا، في أي مجال، على مستوى الإتقان الحرفي المتفرّد الذي تشي به الساعة الحركية "نافورة العصافير" Fontaine aux Oiseaux من فان كليف أند آربلز. تزهو الساعة الضخمة بعرض ارتجاعي للوقت عبر القاعدة المشغولة من خشب الأبنوس، والمصقولة برقائق من قشور البيض تحميها ثماني طبقات من طلاء اللك النباتي، والتي تثريها مؤشرات من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا تتوزّع عبر مقياس من 12 ساعة.

لكن قراءة الوقت تبقى وظيفة ثانوية في المشهد الحركي الذي يخطف الأبصار. أما العنصر الرئيس في المشهد، فيتمثل بعصفورين صيغا من الذهب الأبيض والأصفر عيار 18 قيراطًا ورُصّعا بالأحجار النفيسة.

عند تنشيط المشهد الحركي، يدير العصفوران وجهيهما، ويغرّدان (من خلال آلية منفاخ وصندوق نقر)، ويخفقان بأجنحتهما ويرفعان قوائمهما فيما يتقاربان عند حافة بركة مياه تموج صفحتها المشغولة من العقيق الأبيض والكريستال الصخري والألمنيوم.

في نافورة العصافير، يتوهّج كل كائن ببريق الجواهر. فالعصفور يتدثر بكسوة من الياقوت والزمرد وحجارة تسافوريت غارنيت والألماس واللازورد، فيما العصفورة تتباهى بزينتها من الياقوت والعقيق البرتقالي والجمشت والألماس والزبرجد. أما اليعسوب المشغول من الذهب الأبيض وعرق اللؤلؤ وطلاء المينا، والذي يحوم بجوار أوراق زنابق الماء المنحوتة من الذهب الأصفر والمصقولة بطلاء اللك، فمرصّع بالياقوت والألماس.

يبلغ ارتفاع الساعة 44.15 سنتيمتر وعرضها 41.13 سنتيمتر، ما يجعلها تشكل قطعة زينة منزلية مبهرة، لكنها تستحق بجدارة مكانة في متحف (إصدار متفرّد، والسعر عند الطلب).

معيد الدقائق
Chopard L.U.C Full Strike Sapphire

أبصرت ساعة معيد الدقائق من طراز L.U.C Full Strike  من شوبارد النور سنة 2016، لتعكس إنجازًا متفردًا أتاح للدار الفوز بأعلى جائزة من جوائز GPHG (جائزة جنيف الكبرى للساعات الراقية)، وذلك لاشتمالها على مزايا عدة أبرزها الصوت بالغ النقاء والوضوح لرنينها الذي أتاحه استخدام أجراس من الكريستال الياقوتي بدلاً من الفولاذ.

وفي نسخة محدثة أعلى تميزًا، تطرح الدار اليوم مأثرتها في علبة بقطر 42.5 ملليمتر وبسماكة 11.55 ملليمتر، مشغولة بالكامل من الكريستال الياقوتي، لتجسّد بذلك أول ساعة بتعقيد معيد الدقائق تُصاغ علبتها وأجراسها من الكريستال الياقوتي، لذا تعد من أفضل الساعات لعام 2022.

يُعد الكريستال الياقوتي مادة يفرض ترويضها صعوبة كبرى، وهي شديدة الصلابة إلى حد أن تشكيلها يقتضي استخدام معدات برؤوس من الألماس، ما يعني بالنتيجة مسارًا إنتاجيًا باهظ الكلفة، ولذا تصنّع الدار هذه الساعة في عدد ضئيل جدًا من النماذج.

تتيح الساعة رؤية آلية الحركة يدوية التعبئة L.U.C 08.01-L في زاوية 360 درجة. لكن شوبارد ذهبت أبعد من ذلك، فنقشت وطلت المسار الخارجي المتدرّج للساعات في البنية الكريستالية، في محيط مؤشرات للساعات مصممة على شكل هيكل سمكة، وعداد غير مركزي للثواني، ومؤشر لاحتياطي الطاقة الذي يدوم 60 ساعة.

صحيح أن هذه الساعة ابتُكرت لتوثّق الاحتفاء بالذكرى الخامسة والعشرين لمجموعة L.U.C، لكنها في الحقيقة لا تحتاج إلى سبب احتفالي لإطلاق رنينها، فهي نفسها تشكل إنجازًا مهيبًا يستحق الاحتفاء به (يقتصر إنتاجها على 5 نماذج، والسعر عند الطلب).

مشروع التعاون
H. Moser & Cie x The Armoury Endeavour Small Seconds Total Eclipse

عندما شرع كل من إدوارد ميلان، الرئيس التنفيذي لشركة الساعات السويسرية إتش موزر أند سي، ومارك تشو، مؤسس متجر ذي أرموري للأزياء الرجالية، يدور في فلك الآخر في عام 2019، كان ما أرسى الركائز لصداقتهما تقديرهما المشترك للساعات والأزياء متقنة الحياكة.

لكنها كانت صداقة مبنية على مبدأ تجاذب الأضداد. فدار إتش موزر أند سي تشتهر بروح التمرّد والبساطة في مقاربتها لصناعة الساعات، فيما قيم علامة ذي أرموري متجذرة في أرض مقاربة عصرية لمفهوم الحياكة الراقية التقليدية.

وقد أثمرت شراكتهما عمّا قد يشكل الساعة الأكثر أناقة والتي تعد من أفضل الساعات لعام 2022: Endeavour Small Seconds Total Eclipse المشغولة في علبة بقطر 38 ملليمترًا وبسماكة 9.9 ملليمتر. تتألق الساعة بميناء Vantablack المميز من إتش موزر أند سي (والمشغول في لون داكن جدًا يتيح له امتصاص 99.9% من الضوء) والذي يثريه خيار تشو المفضل لمؤشرات الساعات المصممة في هيئة نقاط ولعقارب بريغيه.

يعكس هذا التناغم المتقن بين نقاء الميناء غير المتكلف والمؤشرات الفخمة مظهرًا يذكّر بمشهد فلكي. وقد أنتجت هذه الساعة في 56 نموذجًا من الفولاذ، نصفها أثرته في محيط الميناء حلقة داخلية فولاذية، فيما صيغت الحلقة نفسها في النصف الآخر من الذهب الوردي لمحاكاة مشهد الكسوف).

وقد بيعت الساعات كلها في أقل من ثماني ساعات (يقتصر إنتاجها على 28 نموذجًا لكل إصدار، وسعرها 25,900 دولار).

التوقيت العالمي
Bovet Orbis Mundi World Time

بنى مؤسس الدار إدوارد بوفيه ثروته من السفر إلى وجهات نائية لبيع ساعاته. وفي عام 1818، قصد الشرق الأقصى لبيع أربع ساعات جيب تُقدّر قيمتها اليوم بمليون دولار، فنجح في الاستئثار مبكرًا بحصة من السوق الصينية.

وبعد مرور قرنين، تواصل الدار السويسرية الاحتفاء بإرث السفر المتجذّر في تاريخها، وتطرح ساعة أنيقة للتوقيت العالمي مثالية للمسافرين كثيري الارتحال في عصرنا الحالي.

للمفارقة، تغلب البساطة على ساعة Orbis Mundi، المشغولة في علبة بقطر 42 ملليمترًا وبسماكة 11.25 ملليمتر. فالساعة تتيح قراءة الوقت في مناطق زمنية عدة بلمح البصر، فضلاً عن ضبط التوقيت باستخدام التاج فحسب.

ثُبتت مؤشرات كل من التوقيت المحلي والتوقيت العالمي فوق قرص مقبب من الأفنتورين عند مؤشر الساعة 12، وعُرضت أسماء المدن العالمية بخط أصفر كبير.

تسمح آلية تمتلك دار بوفيه براءة اختراعها قراءة التوقيت العالمي في المدن كلها بالتزامن مع قراءة الوقت المحلي. وفيما ثُبّت مؤشر احتياطي الطاقة الذي يدوم سبعة أيام عند مؤشر الساعة 3، استُحدثت نافذة عند مؤشر الساعة 6 تكشف عن النابض الشعري ومضبط الانفلات المصنّعين في محترفات الدار، وعن مؤشر ثلاثي الأذرع للثواني يتهادى فوق مقياس لعشرين ثانية.

غالبًا ما تصعب قراءة التوقيت العالمي في الساعات، إذ يستخدم الصنّاع في العادة موانئ مصقولة بطلاء المينا صُورت فوقها خرائط العالم مرفقة بأسماء المدن بخط بالغ الصغر.

لكن ابتكار بوفيه يوفّر حلاً متبصرًا ومستحسنًا للمسافر كثير الارتحال (يقتصر إنتاجها على 60 نموذجًا في علبة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطًا بسعر 52,000 دولار، و60 نموذجًا في علبة من التيتانيوم بسعر 46,000 دولار).

الساعة الأكثر رقة
Bvlgari Octo Finissimo Ultra

قدّمت بولغري المأثرة الأعلى تميزًا ضمن مجموعة Octo Finissimo من الساعات التي تحقق أرقامًا قياسية بكونها ضمن الطُرز بالغة الرقة، كاشفة عن طراز Ultra الذي يمثّل الساعة الميكانيكية الأكثر رقة اليوم في العالم، إذ لا تزيد سماكتها على 1.8 ملليمتر.

بل إن الدار نجحت أيضًا في تقليص سماكة السوار إلى النصف مقارنة بما كان عليه الحال في الطراز الأصلي، ليتلاءم مع الأبعاد الجديدة للساعة.

لكن ما يزيد في تمايز هذه الساعة، إلى جانب رقتها المبهرة، هو اللغة التصميمية الجريئة التي تربط الساعة العصرية أصلاً، والمشغولة في علبة من التيتانيوم بقطر 40 ملليمترًا، مباشرة بالعالم الرقمي من خلال رمز الاستجابة السريعة QR code المنقوش على البرميل والذي يتيح لكل من المالكين العشرة للنماذج الحصرية من هذه الساعة الوصول إلى روابط لكواليس صناعة أفلام مميزة، ومقابلات، فضلاً عن جولة ثلاثية الأبعاد لآلية الحركة فيها. كما سيكون لكل نموذج مكان دائم في عالم ميتافيرس من خلال الرمز الفني الأصلي غير القابل للاستبدال NFT المرفق به.

يحمل طراز Ultra الرقم القياسي العالمي الثامن والنهائي ضمن مجموعة Octo Finissimo، فيجسّد انتهاء حقبة أيقونات بولغري الأصلية ولكنه يوثّق على نحو محكم مكانة بولغري المتمايزة في الزمن (يقتصر إنتاجها على 10 نماذج بسعر 440,600 دولار).

ساعة التوربيون الهيكلية ذاتية التعبئة
Audemars Piguet Royal Oak

إنها سنة مميزة لدار أوديمار بيغيه التي تحتفل بالذكرى الخمسين لإطلاق ساعة رويال أوك. ابتُكرت الساعة سنة 1972 وحمل تصميمها، على ما بتنا نعرف، توقيع عبقري الساعات الراحل جيرالد جِنتا. تحوّلت هذه الساعة إلى طراز أيقوني منشود إلى حد أن البعض يزعم اليوم أن رويال أوك "هي" العلامة.

في وقت سابق من هذا العام، أطلقت الدار ساعتها الأيقونية في مجموعة من الطُرز الجديدة احتفاء باليوبيل الذهبي، لكن أشدها تمايزًا كان ساعة التوربيون المحلق الهيكلية وذاتية التعبئة Selfwinding Flying Tourbillon Openworked المشغولة في علبة من الفولاذ بقطر 41 ملليمترًا وبسماكة 10.6 ملليمتر.

في ما يشكل سابقة ضمن مجموعة رويال أوك، يعرض المعيار الحركي الجديد Caliber 2972 (وهو يشكل نسخة من المعيار الحركي 2950 الذي أطلق للمرة الأولى في مجموعة Code 11:59) آلية الحركة في تصميم هيكلي يكشف عن تفاصيلها الداخلية.

لعرض الأجزاء الداخلية، احتاجت أوديمار بيغيه إلى صقل البنية الهندسية لآلية الحركة بلمسات نهائية متقنة للغاية، بما في ذلك ثلاثة أنماط زخرفية للتشطيبات التي تفاوتت بين ساتانية ودائرية وشعاعية. وفيما صُقلت التشطيبات المخروطية يدويًا، شُطبّت الجسور عموديًا وأفقيًا لتحقيق تأثير ثلاثي الأبعاد.

تعكس هذه الساعة تطورًا مبهرًا عن أول ساعة توربيون ذاتية التعبئة أطلقها الصانع السويسري سنة 1986 (وشكلت آنذاك سابقة في عالم الساعات) وعن ساعة التوربيون الأولى في مجموعة رويال أوك والتي أبصرت النور قبل 25 عامًا (إنتاج محدود، والسعر عند الطلب).

ساعة توربيون بآلية القوة الثابتة
Grand Seiko “Kodo”

ترتكز ساعة “Kodo”، المشغولة في علبة من البلاتين والتيتانيوم بقطر 43.8 ملليمتر وبسماكة 12.9 ملليمتر، إلى مفهوم تصوّري لآلية حركة قدّمته غراند سيكو سنة 2020 وعُرف آنذاك باسم T0، وهي تجسّد أول ساعة توربيون بآلية القوة الثابتة من غراند سيكو، وأول ساعة هيكلية في تاريخها الممتد على 62 عامًا.

كما أنها تُعد أول ساعة في العالم تحتضن آلية توربيون وآلية قوة ثابتة يرتكز أداؤهما إلى محور واحد.

يشكل التوربيون تعقيدًا شائعًا نسبيًا في قطاع صناعة الساعات، فيما آلية القوة الثابتة صعبة التصنيع وأكثر ندرة. أما الغرض من هذا النظام، فهو تحويل دفق ثابت من الطاقة إلى مضبط الانفلات بغض النظر عما إذا كان معدل احتياطي الطاقة مرتفعًا أو متدنيًا.

وعندما تترافق هذه الآلية مع التوربيون، الذي يدور من حول مضبط الانفلات لتفادي الأخطاء الناجمة عن تأثير الجاذبية، تكون النتيجة ساعة متفوّقة على نحو ملحوظ بدقة أدائها.

يُعد تحقيق هذا المزيج بين التعقيدين مهمة صعبة لم ينجح فيها سوى عدد ضئيل جدًا من الصنّاع أمثال إف. ب. جورن، وآي دبليو سي، وهالديمان. لكن غراند سيكو عمدت إلى الارتقاء بقدرات التعقيدين عبر بنائهما في المستوى نفسه لتعزيز كفاءة الطاقة، وتوفير قوة ثابتة لمدة 50 ساعة بدقة +5 إلى -3 ثانية في اليوم.

تجسّد هذه الساعة فصلاً جديدًا في تاريخ سيكو على مستوى الفخامة في الابتكار والتقنية العالية، ما يوحي بأن الدار لا تنوي الاعتماد مستقبلاً على ساعاتها الرياضية الشهيرة فحسب (إصدار محدود من 20 نموذجًا، والسعر عند الطلب).

الساعات الجواهر
Cartier Libre Morphosis

تتجلى الحيوية الهندسية على نحو لا لبس فيه في ساعة Cartier Libre Morphosis المبتكرة من كارتييه، والتي تزاوج بين مفهومي السوار والساعة. صُممت الساعة في هيئة سلسلة من الروابط مثلثة الشكل فوق سوار ليّن ومرن، ما يتيح لها أن تتلوّى وتلتف بالمرونة نفسها المميزة لربطة الشعر ليتسنّى للسيدة التي تتزيّن بها أن ترى تفاصيل الترصيع الآسر من كل زاوية فيما تختار طريقة العرض من حول معصمها بحسب الحاجة.

لكن الطابع المتحرك لهذه الساعة يتعلق بالتباهي بها أكثر منه بالمرونة. فالساعة تغتسل بضياء الأحجار النفيسة في إصداراتها الثلاثة التي تتفاوت بين نسختين صيغتا من الذهب الوردي ونسخة مشغولة من الذهب الأبيض. أما الإصدار الأشد استثارة للانبهار، فيتمثل بنسخة الذهب الوردي المرصّعة بما مجموعه 418 ألماسة بالقطع البرّاق، و54 حجر قمر باللون الرمادي، و81 حجرًا من الإسبنيل الأسود، و81 حجرًا من الغارنيت الأحمر.

استُلهمت الساعة من سوار مرصّع بالألماس والكريستال الصخري ابتُكر في ثلاثينيات القرن الفائت لأسطورة الشاشة الفضية غلوريا سوانسون. لكن إعادة ابتكاره ارتقت بالتصميم لتتجلى هذه المأثرة مرادفًا للياقة البدنية في عالم التصاميم. لا أحد سيستعلم من صاحبة الساعة عن الوقت، لكن هذا السؤال سيشكّل فرصة لها للتباهي والاستعراض (نموذج متفرّد لكل إصدار، والسعر عند الطلب). 

التقويم الدائم
Vacheron Constantin Traditionnelle Perpetual Calendar Ultra-Thin

بدأت فاشرون كونستانتين بابتكار ساعات للسيدات منذ عام 1889. وبالرغم من أن الطُرز النسائية الراقية التي طرحتها بوظائف معقدة شملت على مر تاريخ الدار تعقيدات مختلفة، من معيد أرباع الساعات إلى التوربيون، إلا أنها المرة الأولى التي يضمّن فيها هذا الصانع ابتكاراته الحديثة ساعة تقويم دائم للسيدات.

جاء طرح هذه الساعة استجابة للسيدات من زبائن الدار اللواتي طالبن بالوظائف النخبوية نفسها التي تُقدم في الساعات الرجالية الفخمة. جُهّزت الساعة بالمعيار الحركي بالغ الرقة 1120 QP المشغول بقطر 29.6 ملليمتر وسماكة 4.05 ملليمتر، وهي تستوطن علبة بقطر 36.5 ملليمتر وبسماكة 8.43 ملليمتر تثريها 76 ألماسة بالقطع الدائري. وتتوافر علبة الساعة في نسخة من الذهب الأبيض يكمّلها ميناء من عرق اللؤلؤ باللون الأزرق الفاتح، وفي نسخة من الذهب الوردي من الفئة 5N يثريها ميناء من عرق اللؤلؤ باللون الزهري.

وعلى ما هو مألوف في هذا التعقيد الوظيفي، تعرض الساعة أطوار القمر، والتاريخ واليوم والسنة، فيما يمكن تأمل تفاصيلها المؤلفة من 276 مكوّنًا، بما في ذلك الدوّار الذي صيغ من الذهب عيار 22 قيراطًا، عبر الغطاء الخلفي للعلبة المشغول من الكريستال الياقوتي.

بالرغم من المظهر الأنثوي الجلي الذي تزهو به الساعة، إلا أن بنيتها المعدنية تضفي عليها طابعًا مصقولاً. تشكل هذه الساعة إضافة مستحسنة إلى الطُرز النسائية (يبلغ سعرها 87,500 دولار).

الساعة الرياضية
Audemars Piguet 34 mm Selfwinding Black Ceramic

تحوّلت الساعات التي تتدثر باللون الأسود إلى ابتكار مرغوب جدًا، إلى حد أن تطويرها يكاد يكون إلزاميًا من منظور صنّاع كثيرين. وفي هذا السياق، وثّقت ساعات رويال أوك ذات اللون الداكن الأحادي من أوديمار بيغيه حضورها الريادي في هذا المشهد لأسباب وجيهة.

فهذه الساعات تتمايز عن الطُرز المشغولة من الفولاذ والذهب الأصفر، ما يجعل الوصول إليها أكثر صعوبة. ولن يشكل الطراز الذي يعرض الوقت فحسب - والذي طُرح العام الفائت في علبة أصغر حجمًا بقطر 34 ملليمترًا وبسماكة 8.8 ملليمتر، ثم جرى تحديثه لسنة 2022 - لن يشكل استثناءً.

كانت طُرز رويال أوك السابقة المشغولة بهذا الحجم تُجهّز بآليات حركة الكوارتز. أما الإصداران الأخيران، فمزوّدان بالمعيار الحركي يدوي التعبئة 5800، الذي يمثّل آلية حركة أوتوماتيكية بالغة الرقة تتيح احتياطيًا للطاقة من 50 ساعة.

لكن الجديد في إصدار هذا العام هو أن التوقيع نُحت فيه من الذهب الوردي عيار 24 قيراطًا، والأرقام في نافذة التاريخ باتت تزهو بلون ذهبي بدلاً من الأبيض، والمسامير التي تربط الوصلات في السوار لم تعد ظاهرة من الجانب. كما جرى تعديل طول مؤشرات الساعات لتعزيز الوضوح في القراءة.

صحيح أن الساعة الجديدة ذات الرقم المرجعي Ref. 77350CE، التي حُدثّت بمناسبة الاحتفاء بالعيد الخمسين لساعات رويال أوك، هي الأكثر طلبًا بين الطرازين اللذين تميّزهما الكسوة السوداء، لكنها تُشكل أيضًا واحدًا من أفضل طُرز الساعات المناسبة للرجال والسيدات على حد سواء. كما أنها ساعة مناسبة لإطلالة رسمية أو عملية، وتزهو بطابع بالغ الأناقة فيما تنأى عن أي تكلف (يبلغ سعرها 48,900 دولار).

الأعمال الفنية
Van Cleef & Arpels Lady Arpels Heures Florales

تنمو اليوم حديقة فان كليف أند آربلز في ما يشبه طفرة من الدراية الحرفية والجديّة التقنية تستعرضها الدار في واحدة من ساعاتها الأشد تعقيدًا. تجسّد ساعة Heures Florales المشغولة في علبة بقطر 38 ملليمترًا ابتكارًا استعراضيًا بامتياز، إذ إنها تعرض الوقت من خلال حركة 12 زهرة مصقولة بطلاء المينا ومرصعة بالجواهر، تتفتّح بتلاتها وتنغلق فيما تُزهر في نسق يبدو عشوائيًا عبر سلسلة من ثلاث دورات مختلفة، لذا تعد من أفخم الساعات لعام 2022.

استغرق بناء هذ النظام الحركي، الذي يمثّل ذروة الإبداع في الأسلوب والجوهر، خمس سنوات من البحث والتطوير، لتنشط الزهور عبر عجلة تشحن نابضًا في الأسطوانة (مجهّز بمنظّم طرد مركزي للتحكم بسرعة حركة الزهور) بهدف بث الحيوية في المشهد. لقراءة الوقت بالساعات، جلّ ما عليك فعله هو احتساب عدد الزهور التي تتفتح عند كل ساعة، فيما يمكن قراءة الدقائق فوق قرص أفقي دوّار يتجلّى للعين عبر فتحة في جانب علبة الساعة.

شكلت كل ساعة، سواء في الإصدار الذي يزهو باللون الزهري أو في الإصدار الذي تغلب على زهوره تدرجات اللون الأزرق، أرضًا خصبة للحرفيين وصنّاع الساعات في الدار (إنتاج محدود، والسعر عند الطلب).