أسالت أستون مارتن الكثير من الحبر عندما طرحت سيارتيها الخارقتين المجهزتين بمحرك وسطي: فالكيري Valkyrie وفالهالا Valhalla. لكن نواة الخارطة الجينية للشركة لم تتبدل وما زالت محصورة في إنتاج سيارات التجوال الفاخر المجهزة بمحركات أمامية والقادرة على قطع الأشواط الطويلة والارتقاء بمستوى الأداء عندما تدعو الحاجة لذلك. 
بعد إطلاق العلامة البريطانية سيارة DBS، ثم سيارة DB12 التي تصدرت في عام 2024 مسابقة سيارة العام من مجلة Robb Report، ها هي تكشف اليوم عن نسختها الأحدث من سيارة فانكويش Vanquish.

الجيل الثالث من سيارة أستون مارتن فانكويش

تعززت سيارة التجوال الفاخر الجديدة، التي يبدأ سعرها من 429,000 دولار، بجرعة كبيرة من ألياف الكربون ومحرك ينتج قوة 824 حصانًا، كما تمايزت بهيئة حسنة وجزء خلفي مائل بطرف بارز. 

مع ذلك، كان يُستحسن أن تتبع أستون مارتن نهجًا تصميميًا أكثر جرأة في هذه النسخة، خصوصًا أن منافستها الأبرز في هذه الفئة، سيارة 12Cilindri المزودة بمحرك ينتج 819 حصانًا والتي طرحتها فيراري بسعر يبدأ من 464,000 دولار، تتمايز بتصميم ثوري على المستويات كافة. 

تُعد هذه النسخة من سيارة فانكويش ثالث جيل تُصدره العلامة منذ عام 2001، وقد جهزتها بمحرك V-12 من اثنتي عشرة أسطوانة بسعة 5.2 لتر، معزز بشاحن توربيني، ويتمايز بتصميم مستحدث يدفع العجلات الخلفية بوساطة ناقل حركة أوتوماتيكي من ثماني سرعات يحمل توقيع شركة زد إف فريدريشهافن إيه جي. فضلاً عن ذلك، يُنتج المحرك قوة عزم دوران تساوي 1,000 نيوتن متر، ما يتيح للسيارة، التي يبلغ وزنها 1,814 كيلوغرامًا، التسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة في 3.2 ثانية، في طريقها إلى بلوغ سرعة قصوى تساوي 214 ميلاً/الساعة. 

تتسارع سيارة فانكويش مثل قطار جامح، لكن خاصية Boost Reserve الجديدة تتيح لها استجابة فورية لا نظير لها إلا في السيارات الهجينة الخارقة.

Aston Martin © Andy Morgan

تتسارع سيارة فانكويش مثل قطار جامح، لكن خاصية Boost Reserve الجديدة تتيح لها استجابة فورية لا نظير لها إلا في السيارات الهجينة الخارقة.

في ما مضى، كانت قيادة السيارات المجهزة بمثل هذه المحركات الفائقة تتطلب مهارات لا يتقنها إلا السائقون المحترفون، لكن سيارة فانكويش لا تقتضي ذلك. 

فأداؤها يذكر بانفجار منضبط، تَسوسُه مخمدات تكيفية من طراز بيلشتاين، وترس تفاضلي خلفي إلكتروني، وإطارات مخصصة من نوع بيريللي بي زيرو، وكلها عناصر تتضافر لاحتواء قوة السيارة بفاعلية كبيرة. 

ولا بد من الإشارة أيضًا إلى محدودية عزم الدوران في وضعي GT وWet، مع إمكانية تحريره كليًا عند تنشيط وضع Sport Plus.

لا تحد سيارة فانكويش من أثر عيوب الطرقات على ما تفعل سيارة بنتلي كونتيننتال جي تي سبيد، وهذا ما تبين لنا بعد قيادتها في جزيرة سردينيا على طرقات ظلت ترسل خبطات مكررة عبر الهيكل المشغول من الألمنيوم المترابط.  

جُهّزت المقصورة الفسيحة المؤثثة بفخامة بمقعدين فقط وشاشة وسائط مقاس 10.25 بوصة.

Aston Martin © Andy Morgan

جُهّزت المقصورة الفسيحة المؤثثة بفخامة بمقعدين فقط وشاشة وسائط مقاس 10.25 بوصة.

لكن نظام التعليق الثابت له فائدة قيمة، إذ يسهم في استجابة السيارة بسلاسة ويحافظ على توازنها، وخصوصًا عند المنعطفات الحادة التي تندفع فيها اندفاعًا منضبطًا. في سيارة بنتلي كونتيننتال جي تي سبيد، يستشعر السائق ما يكابده النظام من مشقة في ضبط قوى الجاذبية، وذلك على غير ما هو عليه حال سيارة أستون مارتن فانكويش التي تتسم قيادتها بالسلاسة. 

تتسارع سيارة فانكويش مثل قطار جامح، لكن خاصية Boost Reserve الجديدة تتيح لها استجابة فورية لا نظير لها إلا في السيارات الهجينة الخارقة. بل إن التشابه بينها وبين السيارات الهجينة لا يتوقف هنا، بل يمتد إلى الصوت المكتوم على غير العادة مقارنة بمحركات V-12 التي طورتها أستون مارتن من قبل. لكن هدير السيارة الرفيع، المنبعث من أنابيب العادم الرباعية، يظل باعثًا للقشعريرة.

تفوق قاعدة عجلات سيارة فانكويش قاعدة عجلات سيارة DB12 بمقدار 7.87 سنتيمتر، ومع ذلك تشتمل على مقعدين فقط، بالإضافة إلى مقصورة فسيحة مؤثثة بفخامة وشاشة وسائط مقاس 10.25 بوصة مع خاصية الاتصال اللاسلكي CarPlay. 

تتسبب الألواح التي تعمل باللمس والمدمجة في أعمدة عجلة القيادة في الضيق وتشتت الانتباه، على عكس الأسطوانات المعدنية الناتئة على لوحة المقاييس الوسطية والتي تتمايز بالبساطة والنعومة، وهي إضافة تُكمل أناقة المقصورة. 

لا شك في أن سيارة فانكويش منافِسة مباشرة لسيارة فيراري الجديدة المجهزة بمحرك أمامي، غير أن المفاضلة بينهما مسألة خلافية على ما هو عليه الحال بين مشجعي الفورمولا 1، أي أن الزبائن المحتملين يقررون الشراء بناءً على ولائهم لإحدى العلامتين. أما إذا تناولنا المسألة من منظور شامل، فلا نُجانب الصواب إذا قلنا إن الولاء الأهم هو الولاء لمحركات الاحتراق المكونة من اثنتي عشرة أسطوانة.