لطالما مثلت السيارات الفارهة الهدف الأول لفريق من لصوص العالم بسبب قيمتها المرتفعة، فضلاً عن وجود طلب على هذه المركبات المسروقة.
ورغم أن الشركات طورت أنظمة لحماية عملائها، إلا أن هذه الأنظمة لم تأخذ في الحسبان ما قام به أحد اللصوص في ميامي، إذ تمكن عبر هاتفه المحمول من سرقة سيارة مرسيدس-مايباخ GLS 600 وسيارة رولز-رويس كالينان من دون أن يتحرك من مكانه.
اعتمد اللص على فلسفة الهندسة النفسية العكسية في سرقة السيارات، إذ تمكن من اختراق بيانات ملاك السيارات وحصل على المعلومات اللازمة عن كل من السيارتين وموعد تسليمها ومكان التسليم، فضلاً عن المواصفات الفنية للسيارة، ثم تواصل مع شركة Dealers Choice Auto Transport Service المسؤولة عن نقل السيارتين وتسليمهما، وأقنع شركة التوصيل أنه المالك الحقيقي لهما. بعد ذلك غيّر موقع تسليم السيارتين من هوليوود إلى ميامي.
ما كان من الشركة بعد ذلك إلا أن تلتزم بتعليمات المالك المزعوم، لذا قام سائق الشركة بتسليم السيارتين إلى الموقع الجديد بعد أن تواصل مع المالك بنفسه وتأكد من معلوماته، وبالطبع اختفت السيارتان تمامًا بعد التسليم مباشرةً.
Rolls-Royce
في النهاية، حاولت شركة التسليم التواصل مع اللص وإقناعه بأنه ارتكب خطأً كبيرًا بالسرقة منها وأن ملاك السيارتين يتبعونه، وما كان من اللص إلا أن استهزأ بهم مرسلاً صورة لكلتا السيارتين بعد إزالة وحدة التتبع المثبتة في السيارة.
مكافأة قيمة في حال تقديم معلومات مفيدة عن السيارتين
تحاول السلطات الأمريكية تتبع حالات السرقة والوصول إلى موقع اللص للقبض عليه، فيما شركة التوصيل عرضت مكافأة تصل قيمتها إلى 20 ألف دولار في حال تقديم معلومات مفيدة عن السيارتين. ولكن يبدو أن هذه الجهود لن تعود بطائل لكون السيارتان غادرتا أمريكا متجهتين إلى مكان آخر في العالم على الأرجح.
ومن الجدير ذكره أن مرسيدس-مايباخ GLS 600 تتربع على عرش سيارات SUV الفارهة لدى مرسيدس من ناحية التجهيزات أو القوة، إذ تأتي مزودة بمحرك V-8 بسعة 4 لترات مزدوج الشحن التوربيني وقادر على إنتاج قوة 550 حصانًا (يبدأ سعرها عند 174 ألف دولار).
أما كالينان، فهي سيارة SUV الوحيدة التي تقدمها رولز-رويس، وتأتي مع محرك V12 مزدوج الشحن التوربيني قادر على إنتاج قوة 592 حصانًا، ويبدأ سعرها من 374 ألف دولار وهو ما يجعل قيمة السرقة الكلية تتجاوز 500 ألف دولار تقريبًا.