تعرض دار مزادات آر إم سوذبيز واحدة من السيارات الأكثر ندرة في التاريخ للبيع خلال أسبوع مونتيري للسيارات في كاليفورنيا. إنها ماكلارين F1 لعام 1997، والتي يُتوقع أن تُباع بأكثر من 23 مليون دولار، ما يجعلها تتربع على عرش أرقى السيارات في عالم الفخامة.

تحمل هذه النسخة الاستثنائية، المعروفة برقم الهيكل 62، سجلّ ملكية نادرًا ما يتكرر، إذ لم يضم سوى ثلاثة من جامعي السيارات، يتقدّمهم مؤسس شركة أوراكل Oracle الملياردير لاري إليسون. ولا يقتصر تفرد السيارة على تاريخ ملكيتها، بل إنها لا تزال في حالة ممتازة بعد ما يقارب ثلاثة عقود من مغادرتها المصنع.

في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، اقترح المهندس الأسطوري في سباقات السيارات غوردون موراي على مالك ماكلارين آنذاك رون دينيس، تطوير سيارة تُجسّد ذروة الأداء والتصميم ومتعة القيادة. 

إنه حلم سعت إليه العديد من شركات السيارات، لكن قلّة فقط نجحت في تحقيقه، خصوصًا مع أول طراز يُنتج للطرقات. وبفضل تصميم داخلي وخارجي من توقيع بيتر ستيفنز، وهيكل أحادي من ألياف الكربون، ومحرك V12 من بي إم دبليو، تمكنت F1 عند إطلاقها عام 1992 من الوفاء بوعدها وإعادة تعريف مفهوم السيارة الرياضية الخارقة، واضعة الأساس لكل ما تلاها من سيارات متفوقة الأداء.

تُعد هذه النسخة واحدة من سبع سيارات فقط من طراز F1 جرى تصديرها رسميًا إلى الولايات المتحدة عبر شركة Ameritech في عام 1997. 

وعلى الرغم من رقمها التسلسلي، إلا أنها النسخة رقم 53 من أصل 106 سيارات صُنعت بين نسخ للطرق العامة وأخرى للحلبات، ولم يُصدّر منها سوى سبع نسخ فقط إلى الولايات المتحدة عند الإطلاق، من بينها واحدة اشتراها إيلون ماسك في عام 1999.

وقد حافظت السيارة على سجل استثنائي في عالم السيارات الكلاسيكية؛ إذ لم تغادر منطقة خليج سان فرانسيسكو منذ تسليمها إلى لاري إليسون في أغسطس 1997، ولم تقطع خلال أكثر من 25 عامًا سوى 6,500 ميل تقريبًا. 

وتكمن خصوصيتها في أنها لم تخضع للتعديلات الفيدرالية الكاملة التي تُفرض عادة على السيارات المستوردة إلى السوق الأمريكية، ورغم ذلك، بقيت قانونية الاستخدام في ولاية كاليفورنيا حتى اليوم. بعد إليسون، انتقلت السيارة إلى مالك ثانٍ عبر معرض فيراري-مازيراتي في سيليكون فالي قبل أن تستقر لدى مالكها الثالث منذ عام 2010.

تتميّز هذه النسخة بطلاء خارجي بلون ماغنيسيوم سيلفر، ومقصورة بفرش جلدي أسود مع مقعد سائق بلون رمادي. وقد جُهّزت بمحرك V12 بسعة 6.1 لتر يعمل بالسحب الطبيعي، إلى جانب تعديلات أُجريت عبر قسم العمليات الخاصة في ماكلارين  McLaren Special Operations اشتملت على نظام تكييف مطوّر، وعادم رياضي، وخزان وقود من الألمنيوم. كما زُوّدت السيارة بإطارات جديدة، واستُبدل بزجاجها الأمامي قطعة أصلية مستوردة من مقر ماكلارين في المملكة المتحدة.

وفي عام 2024، خضعت السيارة لصيانة دقيقة لدى ماكلارين فيلادلفيا McLaren Philadelphia، وهو المركز الوحيد خارج مقر الشركة الأم المعتمد لصيانة طراز F1. وفي مارس 2025، أعدّ الخبير المعتمد كيفن هاينز تقريرًا فنيًا شاملاً أكّد فيه أن السيارة لا تزال في حالة ممتازة من حيث الأداء والمظهر، ما يعزز سجلها التاريخي المتكامل الذي يضم فواتير ووثائق أصلية تعود إلى عام 1997، من ضمنها فاتورة الشراء الأصلية باسم لاري إليسون.