في إطار استعداداتها لإطلاق أول نسخة لها في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت مجموعة المعارض السويسرية آرت بازل عن تعيين الفنان التشكيلي المصري وائل شوقي في منصب المدير الفني للدورة الافتتاحية من معرض آرت بازل قطر، إلى جانب الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بصيغة المعرض وأعضاء لجنة الاختيار، المقرر افتتاحه في الدوحة خلال  الفترة بين 5 و7 فبراير 2026.

ويمثل تعيين فنان لهذا المنصب خطوة غير تقليدية، إذ اعتادت المنصة على اختيار مديرين من خلفيات تجارية مرتبطة بسوق الفن. لكن بحسب فينتشنزو دي بيليس، الرئيس الفني والمدير العالمي للمعارض في آرت بازل، فإن هذا التوجّه كان مقصودًا، إذ صرح لمجلة آرت نيوز:  "أردنا الخروج عن الإطار التقليدي للمعارض، مع الحفاظ على جوهر المعرض نفسه، أولاً لتعزيز حضورنا، وثانيًا لتوسيع البعد التعليمي لفهم إمكانات السوق الفني".

وكان شوقي المقيم في الدوحة، قد مثّل مصر في بينالي البندقية عام 2024، من خلال فيلم بتقنية الفيديو بعنوان "دراما 1882"، الذي شكّل أحد أبرز المساهمات في المهرجان، كما عُرضت أعماله في عدد من المؤسسات العالمية مثل تيت مودرن في عام 2022، وكونستهاوس بريغنز في عام 2016، ومتحف الفن المعاصر PS1 بنيويورك في عام 2015. كما أن أعماله حاليًا موضوع معارض فردية في مؤسسات مرموقة مثل لوما آرل LUMA Arles في فرنسا، وتالبوت رايس Talbot Rice في إدنبرة، ومتحف الفنون المعاصرة غواتشيون MMCA في كوريا الجنوبية.

كما شارك شوقي في معارض دولية كبرى منها بينالي إسطنبول، وبينالي الشارقة، وبينالي غوانغجو. وإلى جانب ممارسته الفنية، جرى تعيين شوقي أخيرًا مديراً فنياً لمؤسسة Fire Station: Artist in Residence في الدوحة، وهو يخطط لتحويلها إلى منصة تعليمية لدعم الفنانين العرب الصاعدين.

في نسخته الأولى بالشرق الأوسط، معرض آرت بازل قطر يختار وائل شوقي مديرًا فنيًا

Art Basel

سيعمل الفنان إلى جانب فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي لمعارض آرت بازل، لصياغة الرؤية التنظيمية للمعرض الجديد، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الدور المتنامي للخليج في المنظومة الفنية العالمية. 

وعن توليه هذا الدور الجديد، قال شوقي لمجلة آرت نيوز : "عندما تواصل معي فينتشنزو، شعرت أن الأمر غير تقليدي. من الرائع أن أكون جزءًا من تشكيل سوق فني احترافي في المنطقة، والمساهمة في صياغة شكل جديد لمعرض آرت بازل في الدوحة".

ستنظّم النسخة الأولى من آرت بازل قطر حول موضوع التحوّل Becoming، الذي وصفه شوقي بأنه "وسيلة للتفكير في سؤال: كيف يُمكننا أن نسعى للتطور والارتقاء من نظام إلى نظام أرقى بشكل عام"، وأضاف: "أعتقد أنه من الضروري إشراك الفنانين في آليات تشكيل سوق الفن، خصوصًا في منطقة غنية بالإمكانات مثل منطقتنا".

وقال شوقي في حديث لوكالة الأنباء القطرية: "من الرائع أن أكون جزءًا من تأسيس هذا السوق الفني في المنطقة بأكملها، وليس في الدوحة فحسب. أعتقد أنه للحصول على نظام متكامل، نحتاج إلى متاحف وجمهور وفنانين، ولكننا نحتاج إلى سوق فني أيضاً، وهو أمر بالغ الأهمية يقدّمه آرت بازل للدوحة".

وكان المعرض قد أعلن في مارس الماضي، عن خططه للتوسّع في الشرق الأوسط، بدءًا من معرض الدوحة، الذي سيضم نحو 50 معرضًا مشاركًا. 

ويدور آرت بازل قطر حول عروض فردية لفنانين، يختارهم شوقي، وهي صيغة تختلف عن النموذج التقليدي القائم على أجنحة ومعارض جماعية. كما ستسعر المشاركات بالتساوي في البداية، بغض النظر عن حجم المساحة أو موقعها، على أن يُقام المعرض في موقعين متصلين في قلب الدوحة، مبنى M7 وحي التصميم، ويربط بينهما ميدان مشيرب العام، الذي سيشهد بدوره تفعيلًا فنيًا.

وأوضح دي بيليس:"كل عرض فردي سيبدأ بمساحة متساوية تقريبًا، مع بعض التعديلات المحتملة حسب طبيعة الأعمال. إن قيود المكان ليست سلبية بالضرورة، بل تمنحنا فرصة للإبداع ضمن حدود واضحة".