اختارت دوكاتي أن تُعبّر عن جذورها العميقة في الثقافة الإيطالية من خلال مشروع إبداعي جديد، جرى الكشف عنه خلال جائزة إيطاليا الكبرى للدراجات النارية على حلبة موجيلو الشهيرة. تمثّل المشروع في طلاء خاص لدرّاجتي Desmosedici GP، إلى جانب بدلات سباق مخصصة للنجمَين فرانشيسكو بانيايا ومارك ماركيز، ليكون هذا المفهوم بمنزلة احتفاء بالجمال والتاريخ من منظور معاصر.
لمسة من عصر النهضة
استمد المشروع إلهامه من جانبَين متناقضَين لعصر النهضة، الذي امتد من القرن الرابع عشر إلى السادس عشر. الأول يتمثل في عبقرية ليوناردو دافنشي الذي جمع بين الفن والعلم في أعماله، والثاني من الفيلسوف نيكولو مكيافيللي، الذي عبّر عن التعقيد السياسي والدهاء الذي طبع تلك المرحلة.
وقد جرت ترجمة هذين البُعدين من خلال رمزين بصريين: لوحة Ancient Captain (القائد العتيق) التي رسمها دافنشي، واقتباس شهير من كتاب Il Principe (الأمير) لمكيافيللي جاء فيه: "ينبغي على الأمير أن يكون أسدًا ليُخيف الذئاب، وثعلبًا ليتجنّب الأفخاخ".
تُجسّد الهوية البصرية الجديدة للدراجتَين وبدلتَي السباق فلسفة الفارس المعاصر بأسلوب يعكس القوة والدهاء. وقد نفّذ المصمم ألدو درودي هذا المفهوم بخبرة إبداعية مشهودة، وهو المعروف بأعماله البصرية المرتبطة برياضة المحركات.
فظهرت رسومات الأسد والثعلب على هيكل الدراجة الفاخرة بوصفها رمزًا للصفات المتناقضة التي ينبغي أن يحملها أي بطل حقيقي. كما رُسم رقما السباق 63 و93 بخطوط مستوحاة من دروع المحاربين التاريخيين.
اكتملت عناصر الحملة بجلسات تصوير في مدينة فلورنسة، مهد عصر النهضة، إذ اختيرت معالم رمزية مثل متحف ستيبّيرت وميدان بيازا ديلا سينيوريا وقصر بالاتزو فيكيو، لتكون الخلفية المثالية لهذا السرد البصري. وجاءت النتيجة مبهرة: توليفة تحتفي بالتاريخ، وتضع دوكاتي في قلب مشهد ثقافي ورياضي معاصر.