غواصة من دون ملكية.. فكرة مبتكرة

تؤكّد شركة يو-بوت ووركس مكانتها من جديد بوصفها أحد أبرز الأسماء التي أعادت ابتكار مفهوم الغواصات الفاخرة. فبعد سنوات من تصنيع الغواصات الخاصة وطرح نماذج التملّك الجزئي، كشفت الشركة عن نموذج مبتكر  يتيح لأصحاب اليخوت، سواء الخاصة أو المؤجرة، استئجار غواصة لفترة قصيرة تبدأ من أسبوع وتمتد حتى موسم كامل.

يغطي برنامج Wet Lease مجموعة من الطرز المصممة لتلبية مختلف الاحتياجات، بدءًا من الغواصات ثنائية المقاعد وصولًا إلى وحدات تتسع لخمسة أو سبعة أشخاص. وتختلف قدرة الغوص باختلاف النموذج، لكن جميعها مصممة للغوص إلى أعماق تبدأ من 100 متر تقريبًا، ما يضمن تجربة استكشاف واقعية ومذهلة لعالم ما تحت سطح البحر.

أما كلفة هذه المغامرة، فتُحتسب بناءً على عدد من العوامل المتغيرة، مثل حجم الغواصة، ومدة الإيجار، والموقع الجغرافي المقصود، لتتيح خيارات مخصصة تراعي تفضيلات الزبائن من دون الحاجة إلى الاستثمار الكامل في التملك. 

بهذا الطرح الذكي، نجحت يو-بوت ووركس في كسر الحواجز التقليدية التي كانت تفصل بين الرغبة في الاستكشاف وبين امتلاك غواصة، وجعلت من خوض تجربة الأعماق أمرًا في متناول عشّاق الإبحار الفاخر ممن يتطلعون إلى ما يتجاوز حدود السطح.

وفي هذا يقول فيلبرت بايلسما، المدير التجاري لدى يو-بوت ووركس: "لاحظنا على مرّ السنوات نمطًا متكرّرًا: كثير من مالكي اليخوت مفتونون بفكرة امتلاك غواصة؛ لكنهم يترددون بسبب قلة الاستخدام أو غياب الخبرة التشغيلية". 

ويضيف: "صممنا هذا النموذج بوصفه فرصة مرنة وذكية لاختبار عالم الغواصات الشخصية، من دون الحاجة إلى التزام طويل الأمد أو تكلفة شراء كاملة".

برنامج الإيجار Wet Lease
طاقم، وتدريب، وصيانة.. كلّها مشمولة

ما يُميّز هذا النموذج من الإيجار هو أنه لا يقتصر على توفير الغواصة فحسب، بل يشمل أيضًا خدمات تشغيلية متكاملة. تُوفّر يو-بوت ووركس قائدًا متخصصًا يتولى قيادة الغواصة عند الطلب، ما يضمن أعلى درجات السلامة والراحة للضيوف. 

وفي حال رغب أحدهم في خوض تجربة الغوص بنفسه، يمكنه الحصول على تدريب معتمد في مركز الشركة في جزيرة كوراساو، أو طلب مدرب خاص يصله إلى متن اليخت. ومن خلال هذا البرنامج، يحصل المتدرّبون على شهادة قيادة رسمية، ليصبحوا قادرين على استكشاف الأعماق بأنفسهم، ضمن حدود السلامة المصرح بها.

ولأن تشغيل الغواصات لا يقتصر على التقنية فحسب، بل يتطلب فهمًا دقيقًا للتشريعات البحرية، تتكفل الشركة بكل ما يتعلق بالصيانة الدورية، والدعم الفني، وإدارة التصاريح والتنسيق مع السلطات المحلية.

ويشرح بايلسما هذا الجانب بقوله: "رغم أن غواصاتنا حائزة اعتمادات دولية، إلا أن القوانين البحرية تختلف من منطقة إلى أخرى. لهذا السبب، نحرص على التنسيق المسبق مع قبطان اليخت والجهات الرسمية في كل وجهة لضمان الامتثال التام للقوانين المرعية وتقييم مدى ملاءمة مواقع الغوص".

أما على صعيد السلامة، فقد استطاعت يو-بوت ووركس أن تبني سمعة راسخة في القطاع، بفضل سجلها الممتد لأكثر من 20 عامًا، ووجود نحو 60 غواصة تابعة لها تعمل في مختلف أنحاء العالم، إلى جانب  أكثر من 10,000 عملية غوص ناجحة جرى تنفيذها من دون حوادث تُذكر.