في وقت تكافح فيه دور عدة للحفاظ على مواقعها، تواصل دار هيرميس الفرنسية تألقها وتحقق أداءً قويًا. فقد أعلنت الدار عن ارتفاع بنسبة 9% في مبيعات الربع الثاني من عام 2025، لتصل إلى 4.4 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين ومتفوقة على منافسيها من العلامات الفاخرة العالمية.

في صميم هذا النجاح، لا تزال حقائب بيركين وكيلي الشهيرة تحتفظ بجاذبيتها الدائمة، وتُعد رموزًا مرموقة للمكانة الاجتماعية إذ تستقطب جامعي المقتنيات الأثرياء حول العالم. وكان قسم المنتجات الجلدية في هيرميس قد سجل نموًا عضويًا بنسبة 12% خلال النصف الأول من عام 2025، مدعومًا بطلب يتجاوز العرض بفارق كبير.

ارتفع الدخل التشغيلي بنسبة 6% ليصل إلى 3.7 مليار دولار، ما عزّز مكانة هيرميس الراسخة في سوق السلع الفاخرة. وتجاوزت الدار في وقت سابق من هذا العام مجموعة إل في إم إتش لتصبح، ولأول مرة، المجموعة الفاخرة الأبرز في العالم من حيث القيمة السوقية.

هيرميس تُسجّل نموًا بنسبة 9% في المبيعات خلال الربع الثاني من عام 2025

Hermès

لكن ورغم هذا الأداء القوي، لم يكن الطريق خاليًا من التحديات. فقد تراجعت أسهم هيرميس بنسبة 4% عقب صدور النتائج، وهو ما يُعزى إلى حذر المستثمرين بشكل عام في ظل تراجع الطلب على السلع الفاخرة المُوجّهة للمبتدئين. كما سجّلت مبيعات أقسام الحرير ومستحضرات التجميل في الدار انخفاضًا بنسبة 4%، وأشار أكسل دوما، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي، إلى تراجع في عدد المتسوقين الطموحين والزبائن الجدد.

وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز، فقد علق المحلل لوكا سولكا من شركة بيرنشتاين على الأداء الضعيف في بعض أقسام هيرميس الأصغر، معتبرًا إياه مؤشرًا على استمرار الضغوط في سوق السلع الفاخرة.

في الولايات المتحدة، حيث رفعت هيرميس أسعارها هذا الربيع لتعويض الرسوم الجمركية المتزايدة، قفزت المبيعات بأكثر من 12%. وعلى الرغم من إعلان فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 15% بموجب اتفاق تجاري حديث بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلا أن الشركة لا تخطّط في الوقت الراهن لأي زيادات إضافية في الأسعار. 

أما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فارتفعت المبيعات بشكل معتدل بنسبة 3%، رغم التراجع العام في الإنفاق الفاخر في السوق الصينية. وعلّق دوما على هذا الوضع مشيرًا إلى أن السوق الصيني لا يزال بطيئًا منذ الجائحة، إلا أنه لا يرى مؤشرات على تغيّرات جذرية، معبّرًا عن ثقته الراسخة في الإمكانيات طويلة الأمد لهذا السوق في قطاع السلع الفاخرة، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز.

فيما يشهد سوق السلع الفاخرة تحوّلات عميقة في طلب المستهلك، تمكنت هيرميس حتى الآن من الحفاظ على استقرارها، مدعومة بسياسة إنتاج محدودة ومدروسة، وقاعدة زبائن نخبويين وفية، وقطع أيقونية يتجدّد الطلب عليها باستمرار. وعلى الرغم من تغيّر عادات المستهلكين، إلا أن الطلبات على حقيبة بيركين لا تظهر أي مؤشرات على التراجع.