شاركت المصممة السعودية نبراس الجعيب في أسبوع ميلانو للتصميم لعام 2025 من خلال واحدة من أبرز فعاليات الأسبوع، لابارتامنتو من أرتيمست L’Appartamento by Artemest التي أُقيمت هذا العام في قصر دونزيتي التاريخي، الذي يُعد جوهرة معمارية من القرن التاسع عشر.
اختارت أرتيمست في هذه الفعالية 6 مصممين من حول العالم لإعادة تصميم ست غرف في هذا المعلم التاريخي. وقد تولت نبراس الجعيب، المعروفة بقدرتها على إعادة تفسير العناصر الكلاسيكية من خلال عدسة عربية معاصرة، مهمة إعادة تصميم "غرفة القراءة".
Tomaso Lisca and Luca Argenton
أعادت نبراس الجعيب تصور التصميم المعماري الكلاسيكي للغرفة بأسلوب معاصر، ويظهر ذلك في الزخارف المصبوبة المذهبة الفاخرة والكوَّات المقوسة التي تحافظ على فخامة المساحة، في حين تُضفي قطع الأثاث المنحوتة والتأثيرات الجريئة المستوحاة من منتصف القرن الماضي منظورًا جديدًا.
وقد ابتعدت الجعيب عن التصاميم التقليدية لغرف القراءة، إذ ركزت على المكتب بوصفه محورًا للمساحة، وعززت من أجواء تجاذب أطراف الحديث من خلال وضع منطقة الجلوس في قلب الغرفة. ومن ثم، تحولت أجواء الفضاء من الرتابة إلى الاسترخاء والاستجمام.
Tomaso Lisca and Luca Argenton
ومن أبرز قطع الأثاث الأساسية في الغرفة: كرسي طويل منحوت بطابع درامي، وثريا مذهلة بلون أزرق مائل للأخضر، وكرسي ذا سلينغ The Sling الذي صممته الجعيب بالتعاون مع شركة أرتميست، والذي يتميز بذراعين من الرخام الفاخر وظهر انسيابي من الجلد.
كما تتسم غرفة القراءة بمزيج غني من المواد مثل الخشب والنحاس والرخام، تتخلله أنماط هندسية وآنية سوداء ذات طابع درامي، ما يستثير أجواء ديناميكية ولكن خالدة في آنٍ واحد، تعكس روح استوديو الجعيب في إعادة تفسير مبادئ التصميم التقليدية من خلال عدسة معاصرة.
خاصت الجعيب رحلة طويلة للوصول إلى هذا التصميم، كان أبرزها حين سافرت إلى توسكانا مع شركة أرتيميست للاطلاع على أعمال أساتذة الرخام في إيطاليا، ما أدى إلى تعميق تقديرها لعظمة الرخام والمهارة الحرفية المصاحبة له. وفي هذا تقول: "إن الوقوف في المكان الذي يولد فيه الرخام، ومقابلة الفنانين الحرفيين الذين يشكلونه، أضافا بعداً جديدًا عميقاً إلى مقاربتي للتعامل مع التصميم بوصفه حرفة".
Tomaso Lisca and Luca Argenton
وتشتهر مصممة الديكور الداخلي السعودية نبراس الجعيب بأسلوبها المخصص الذي يمزج بسلاسة بين التأثيرات العتيقة والمنظور المعاصر، إذ تتميز أعمالها باستخدام الخامات الراقية والاهتمام الدقيق بالتناسب والتباين، لابتكار مساحات تضفي شعورًا بأنها بالتميز والألفة في الوقت نفسه. وهي تسترشد بتقديرها العميق للمهارة الحرفية، وتستلهم تصميماتها من التأثيرات الموجودة في الموقع وتعيد تفسير المرجعيات التاريخية في إطار سرديات معاصرة.