لا يكتفي دريك بتصدّر قوائم الأغاني، بل يبني لنفسه حضورًا لافتًا في سوق العقارات العالمية..
إذ تتجلّى رؤيته في مساحات سكنية مترفة تعكس ذوقًا معماريًا نادرًا. من تلال بيفرلي هيلز إلى قلب تورونتو، مرورًا بريف تكساس، تتنوع ممتلكاته بين القصور الحضرية والمزارع الواسعة والملاذات الخاصة، ليروي كل منها فصلاً من قصة نجم لا يرضى إلا بالأفضل.
بيفرلي هيلز.. قصر فوق التلال
شُيّد هذا القصر الاستثنائي عام 2001 على يد شركة التصميم المرموقة KAA Design Group، بطلب من مؤسس علامة غيس الشهيرة، أرماند مارسيانو، ليكون عنوانًا للفخامة الهادئة في قلب بيفرلي هيلز.
وبعد أكثر من عقدين من الزمن، انتقل العقار إلى ملكية نجم الراب العالمي دريك، الذي اقتناه في مارس 2022 من المغني البريطاني روبي ويليامز وزوجته آيدا فيلد، مقابل 75 مليون دولار أمريكي، في صفقة وُصفت حينها بأنها واحدة من عمليات الاستحواذ العقاري الأبرز في المدينة.
يمتد القصر على مساحة مذهلة تبلغ 2,322 مترًا مربعًا، ويقع في موقع متميز فوق تلال وادي بنديكت، على أرض شاسعة تقارب 20 فدانًا، ما يضمن خصوصية استثنائية وإطلالات مفتوحة تأسر الأنظار.
يتكون العقار من ثلاثة طوابق تتصل عبر مصاعد داخلية، وتضم 10 غرف نوم و22 حمامًا، إلى جانب مساحات معيشة شاسعة صممت لتلبي أرقى معايير الفخامة والراحة. أما المطبخ الحديث، فيتألق بجزيرتين كبيرتين وأجهزة طهي متطورة، ويطل على ركن إفطار دافئ ومريح.
وللمهتمين بالفخامة والاسترخاء، يحتوي القصر على مكتبة خاصة، وغرفة طعام رسمية، وصالة سينما مجهزة بأحدث التقنيات، وغرفة ألعاب ترفيهية، وصالة رياضية مجهزة بالكامل. ويُكمل العقار مساحة مرآب واسعة تتسع لنحو 11 سيارة، مصممة لتلبية احتياجات مقتني السيارات الفاخرة والنادرة.
المساحات الخارجية لا تقلّ فخامة، إذ تتزيّن بحدائق منسّقة تضم أشجار زيتون وبَلوط معمّرة، ومسبحًا، وملعب تنس مع منصة مشاهدة. وتكتمل التجربة بمطبخ داخلي-خارجي مزوّد بفرن بيتزا، إلى جانب بيت ضيافة مستقل وجناح خاص للموظفين، ليُصبح القصر وجهة مثالية للعيش والترف على حد سواء.
The Beverly Hills Estates
ملاذ مترف في قلب تكساس
في أكتوبر 2023، توسّع دريك في استثماراته العقارية بشراء أحد أبرز العقارات في ولاية تكساس: مجمع يمتد على مساحة 313 فدانًا في منطقة واشنطن الريفية، بقيمة بلغت 15 مليون دولار أمريكي. العقار، المعروف سابقًا باسم منتجع دوس بريساس، يتميّز بدمجه بين الهدوء الريفي والبنية المعمارية المصممة لتقديم أعلى درجات الخصوصية والراحة.
يتوسط العقار منزل رئيس بواجهة مستلهمة من الطراز المتوسطي..
تنسجم خطوطه الهادئة مع البيئة المحيطة وتتوزّع حوله خمس وحدات من طراز "هاسيندا" وأربع بيوت ضيافة مستقلة، كل منها صُمم ليمنح خصوصية كاملة وتجربة إقامة مترفة. داخل كل وحدة، يمتزج التصميم العملي مع التفاصيل الفاخرة: مطبخ متكامل، ومدفأة، وحمام مجهز بأعلى المواصفات، وشرفة مسقوفة تطل على مشهد الطبيعة الساكنة، وأحواض غطس تغري بالاسترخاء.
خارج الجدران، يكمّل المشهد امتداد طبيعي غني وغير متكلّف، إذ تنشر في الأرجاء أشجار الجوز والزهور البرية بألوانها الدقيقة، فيما تفتح حديقة الورود مساحتها للسكينة. ويتخلل العقار مجرى مائي هادئ يتسلل بين المساحات برفق، ليضفي إيقاعًا صوتيًا خفيفًا يعمّق من الإحساس بالعزلة.
أما على مستوى المرافق، فيضم العقار مركزًا للفروسية يشمل قاعة تدريب داخلية، ومزرعة عضوية تعمل بنظام البيت الزجاجي، وملاعب تنس، وبرك صيد، وعدة مسابح، ما يجعله هذا العقار وجهة متكاملة للعيش والاستجمام.
Google Earth
The Embassy.. قصر يجمع بين الفنون والوظيفة
جاء مشروع The Embassy نتيجة تعاون وثيق بين النجم العالمي دريك والمصمّم الكندي الشهير فيريس ريفولي في محاولة لصياغة معمار يجمع بين الهيبة الكلاسيكية والدقة المعاصرة. فكان القصر بيانًا شخصيًا ومهنيًا يعكس هوية دريك وأسلوبه، من خلال هندسة مدروسة بعناية وتنفيذ لا يترك شيئًا للمصادفة.
يمتد القصر على مساحة تقارب 4600 متر مربع داخل حي بريدل باث الراقي في تورونتو، أحد الأحياء الأكثر تميّزًا وخصوصية في كندا. استُوحي التصميم من طراز فرنسي كلاسيكي، بأسلوب يُركّز على التوازن، والتماثل، والمواد النبيلة. وقد اختار ريفولي أن يحافظ على الروح الكلاسيكية مع تقديم معالجة معمارية حديثة. فالزجاج، والحجر، والأخشاب المصقولة تتداخل بهدوء في خطوط التصميم.
من الخارج، يفرض القصر حضوره بواجهات رخامية وأعمدة ضخمة ونوافذ مقوسة، فيما تضم مساحاته الداخلية مجموعة من الغرف المصممة بعناية فائقة، بما في ذلك قاعة رئيسة بسقف مزدوج الارتفاع، ومساحات استقبال رسمية وغير رسمية، ومكتبة، وصالة موسيقى، إلى جانب استوديو تسجيل خاص مزود بأحدث الأجهزة التقنية.
مدخل القصر نفسه يُعد تجربة فنية بحد ذاته، فهو مصمم من الحجر الجيري الفاخر وتتخلله خطوط من رخام نيرو الأسود، فيما تنعكس الإضاءة على سقف مزين بالمرايا العتيقة، ما يمنح المكان طابعًا ملكيًا منذ اللحظة الأولى.
PropertyPulse/YOUTUBE
في قلب القصر، تتجلّى غرفة الاستقبال الرئيسة، التي تعلو بارتفاع يبلغ 13 مترًا، وتُعد بمنزلة المسرح البصري الأبرز في المكان. وسط هذه المساحة الهائلة، يستقر بيانو بوزندورفر Bösendorfer النادر، المصمّم بالتعاون مع الفنان الياباني تاكاشي موراكامي، في نقطة محورية تحت ثريا تضم أكثر من 20,000 قطعة كريستال، ولا يوجد منها سوى نموذج آخر في قاعة موسيقى متروبوليتان في نيويورك.
من هذه البقعة المركزية، يتفرّع المشهد نحو الجناح الرئيس، الذي تبلغ مساحته حوالي 297.29 متر مربع، وهو متّصل بشرفات مسقوفة تضيف حوالي 102.19 متر مربع إلى المساحة العامة.
الجناح لا يعبّر عن ذروة التخصيص من خلال حوض استحمام ضخم من الرخام الأسود، منحوت من قطعة واحدة تزن أكثر من 4,000 رطل، تقابله خزانة ملابس ثنائية الطابق، مصممة بأحجار الجمشت والكريستال الصخري، ومقاعد مكسوّة بصوف شيرلينغ في مشهد أقرب إلى معرض فنّي خاص.
ولم يُغفل دريك الجوانب العملية، إذ يضم القصر ملعب كرة سلة داخليًا بالحجم القياسي، مُضاء من الأعلى عبر كوة سماوية على شكل هرم، ومسبحًا داخليًا مكسوًا بالغرانيت الأسود.
وقد يكون أكثر ما يبرز الطابع الشخصي للقصر هو عرضه المتحفي لمقتنيات نادرة: قمصان رياضية وجوائز فنية، إلى جانب مجموعة ضخمة من الأحذية الرياضية وحقائب هيرميس، ما يجعل كل زاوية من المكان روايةً فريدة عن النجاح، والذوق، والهوية.