تجربة "لاتيلييه سونور"

يمتد المشروع في الطابق النصفي من المتجر، ويشكّل امتدادًا مباشرًا لرؤية المدير الإبداعي أليساندرو ميكيلي، الذي أراد لهذا الفضاء أن يعكس فلسفة الدار الجديدة القائمة على الحميمية، والبطء، والعودة إلى جوهر الإحساس. 

تولّى منسقو تيرافورما تصميم قائمة صوتية دقيقة وذات إيقاع متناغم، فيما أنجز مصمّم الصوت الإيطالي جورجيو دي سالفو معالجة صوتية مخصصة، تستدرج الحواس تدريجيًا نحو حالة من الإصغاء العميق، تتلاشى فيها الحدود بين الصوت والمكان.

هندسة تُخاطب الحواس: الصوت مادة معمارية

داخل هذا الفضاء الحميمي، لا تعود الهندسة مجرّد خلفية للصوت، بل تتحوّل إلى شريك فعلي في إنتاجه. تحت إشراف المعماري فرانشيسكو لوبيّا، تجلت روح الحِرفة في ثلاثة عناصر أساسية تنسج حوارًا بصريًا وسمعيًا متناغمًا. 

كل تفصيل، من الخشب المصقول يدويًا إلى الأقمشة المخملية، صُمّم ليعزّز حالة من الإنصات العميق، إذ يُصبح الصوت تجربة مادية محسوسة.

كل تفصيل معماري هنا يروي حكاية عن الشغف والدقة، بدءًا من الرقع الخشبية المصقولة يدويًا التي تغلّف العناصر الثلاثة وتُبرز دقّة التشطيب، مرورًا بالأقمشة المتدلية التي تنسدل على الجدران بإيقاع بصري هادئ، وصولًا إلى المواد المختارة بعناية، لتستحضر طيفًا من صالونات الاستماع الطليعية التي نشأت في أوروبا منتصف القرن العشرين. بهذا المشروع "لاتيلييه سونور"، تؤكد فالنتينو أن الجمال لا يُقاس بالعين وحدها، بل يتجلّى أيضًا في ما تُصغي إليه الآذان.