تستعد دار بونهامز لطرح واحدة من السيارات الأشد ندرة في تاريخ سباقات التحمل الكلاسيكية، وذلك خلال مزاد غودوود ريفايفل Goodwood Revival المرتقب في 13 سبتمبر.
إنها سيارة كوبرا AC 13 COB، النسخة التي تحمل بين خطوطها إرثًا عريقًا يبدأ من حلبات لومان في الستينيات، وصولاً إلى سباقات السيارات الكلاسيكية في العصر الحديث. واليوم، وبعد عقود من السباقات والانتصارات، تعود هذه الكوبرا إلى الواجهة مجددًا، وسط تقديرات بأن يتجاوز سعرها 2.7 مليون دولار أمريكي.
كوبرا AC 13 COB.. تحالف بريطاني أمريكي نادر
تُعد السيارة المعروضة تجسيدًا حيًّا لعبقرية ميكانيكية نادرة وتحالف تاريخي لا يتكرر، جمع بين الحرفية البريطانية لشركة إي سي كارز AC Cars والرؤية الثورية للمصمم والمبتكر الأمريكي كارول شيلبي.
والنتيجة؟ أيقونة سباقات وُلدت من شغف السرعة وروح الانتصار، وتحمل توقيع اثنين من أعظم الأسماء في عالم السيارات.
تحت غطائها، ينبض محرك V8 بسعة 4.7 لتر ينتج قوة هائلة تصل إلى 440 حصانًا، في تناغم مذهل بين القوة الأمريكية واللمسة البريطانية الراقية. هذا التوازن بين الأداء الخام والدقة الهندسية منح السيارة حضورًا قويًا على الحلبات، ما زال يتردد صداه حتى اليوم.
وما يزيد من ندرتها وقيمتها التاريخية هو أنها ما زالت محتفظة بتكوينها الأصلي كما كانت ضمن الفريق البريطاني بل آند كوفيل Bell & Colvill، ما يجعلها مؤهلة للمشاركة في أرقى بطولات السباقات الكلاسيكية.
Bonhams
تاريخ حافل بالسباقات.. من لومان إلى العصر الحديث
هذه النسخة الفريدة التي يحمل هيكلها الداخلي الرقم CS 2131، كتبت فصولاً من المجد في سباق لومان 24 ساعة عام 1963، حين شاركت ضمن الفريق الرسمي لشركة AC بقيادة السائقين نينين سانديرسون وبيتر بولتون، ونجحت في الفوز بفئتها بعد رحلة شاقة قطعت خلالها مسافة 4,172 كيلومترًا بسرعة متوسطة بلغت 174 كيلومترًا في الساعة، مع وصولها إلى سرعة قصوى بلغت 257 كيلومترًا في الساعة على الخط المستقيم الشهير مولسان ستريت.
هذه الأرقام تعكس بوضوح القدرات الاستثنائية التي تمتلكها السيارة في واحد من أصعب سباقات التحمل على مستوى العالم.
بعد عام من هذا الإنجاز، انتقلت ملكية السيارة إلى شركة جون ويلمنت للسيارات John Willment Automobiles Ltd، لتبدأ مرحلة جديدة من المنافسات على أشهر الحلبات البريطانية مثل غودوود وسيلفرستون.
Bonhams
وخلال هذه الفترة، تعرّضت السيارة لحادث في حلبة نوربورغرينغ، لكنها لم تُصَب بأضرار جسيمة. وفي عام 1966، جرى ترميمها بهيكل جديد، وسُجّلت رسميًا تحت اسم 13 COB، الاسم الذي سيُصبح لاحقًا عنوانًا لسجل حافل بالانتصارات.
وبعد أن صنعت لنفسها اسمًا لامعًا في ستينيات القرن الماضي، دخلت السيارة فصلاً جديدًا من المجد حين استحوذ عليها مارتن كولفيل، ليبدأ بها مسيرة سباقية امتدت لعقود.
تحت قيادته، خاضت السيارة أكثر من 100 سباق، حققت خلالها 12 انتصارًا عامًا و44 فوزًا ضمن فئتها، لتتحول إلى إحدى سيارات كوبرا AC الأكثر نجاحًا على الإطلاق في مشهد سباقات المركبات الكلاسيكية.
ومع نهاية هذه المسيرة الاستثنائية، انتقلت السيارة إلى مالكها الحالي عام 2000، لتبدأ رحلة جديدة من الحضور في أبرز فعاليات السباقات الكلاسيكية، مثل لو مان كلاسيك، حيث كشفت عن براعة ميكانيكية نادرة وأظهرت أصالتها رغم مرور الزمن.
