وحتى 10 سبتمبر 2025، يبقى المعرض تجربة تتجاوز حدود الفن، ليقدّم رحلة فلسفية تعيد صياغة علاقتنا بالطبيعة بوصفها مصدرًا للتناغم والإلهام.

يرتحل الزائر أولاً إلى القرن الخامس عشر، حين سجّل دافنشي رؤيته لأجنحة الطيور على صفحات كودكس أتلانتكس Codex Atlanticus. 

ومن هذه المخطوطات وُلد تصور الأورنيثوبتر Ornithopter، وهو نموذج أولي لآلة طائرة حاولت أن تحاكي الطبيعة بدقّة، وإن ظلت أثقل من أن تحلق. اليوم، يتدلّى النموذج المعاد بناؤه من الخشب والحبال والقماش، شاهدًا على أن خيال دافينشي سبق عصره بقرون.

في زاوية أخرى، يكتشف الزائر بدلة آلية صاغها دافنشي لتقليد حركة الجسد البشري، وأسدًا ميكانيكيًا أعيد بناؤه ليقف اليوم بجوار روبوتات حديثة مثل روميو Romeo وسولو Solo 12. 

وبين هذه الابتكارات، تحضر نماذج مستوحاة من أجنحة اليعاسيب التي ألهمت الطائرات المسيّرة المصغّرة، وبذور الأشجار الطائرة التي أطلقت شرارة فكرة المروحية. فكأنما يلتقي الحلم القديم بـالذكاء الاصطناعي في قاعة واحدة.

ولأن المعرض يطمح إلى كسر الحواجز بين الفنون والعلوم، فهو يخصص مساحة لأزياء مستقبلية من توقيع المصممة الهولندية إيريس فان هيربن، التي استلهمت من الطيور لغة بصرية مدهشة، إلى جانب منحوتات ميكانيكية عملاقة للفنان فرانسوا دولاروزيير، ضفي على المكان روحًا مسرحية أقرب إلى العروض الحية منها إلى المعروضات الثابتة.