بعد عقدين من الانتظار، يستعد المتحف المصري الكبير GEM، الذي تقدر كلفته بمليار دولار، للكشف عن أروقته أمام العالم في الأول من نوفمبر المقبل. وكان الافتتاح قد حُدد سابقًا في 2 يوليو، لكنه تأجّل بسبب التوترات في المنطقة، بحسب ما أفادت به بلومبرغ.
وقد صادق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الموعد الجديد لافتتاح المتحف، الذي يقع على بُعد ميل واحد فقط من أهرامات الجيزة. وفقًا للتقارير، بدأت الحكومة في التحضير لهذا الحدث، وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، وصف رئيس الحكومة مصطفى مدبولي الافتتاح بأنه "حدث استثنائي".

هذا المشروع الطموح سيضم تحت سقفه أكبر مجموعة من الكنوز والقطع الأثرية في العالم (تقدر بنحو 100 ألف قطعة) لتروي على مدى قرون حكاية حضارة وادي النيل التي أسرت العالم.

تعود فكرة المتحف المصري الكبير إلى ما يقارب العقدين، حين أطلقت الحكومة المصرية مسابقة تصميم دولية شاركت فيها كبرى دور العمارة حول العالم، ليفوز بها مكتب الهندسة الإيرلندي هينغان بنغ Heneghan Peng Architects الذي أبدع تصورًا معاصرًا على مساحة شاسعة تبلغ 120 فدانًا، وتحتضن مزيجًا فريدًا من الحداثة والتاريخ. 

بتكلفة بلغت مليار دولار.. المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه أخيرًا هذا الخريف

Grand Egyptian Museum (GEM)

صُمم هذا الصرح ليكون موطنًا لعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة ولأول مرة منذ اكتشافها عام 1922، إلى جانب قطع أثرية نادرة منها تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ عمره 3200 عام ويستقبل الزائرين عند البوابة الكبرى. 

كما يضم المتحف قاعات عرض مبتكرة، ومكتبة متخصصة، ومتحفًا للأطفال، ومركزًا تعليميًا، فضلاً عن مساحات للمعارض المؤقتة والفعاليات العالمية.

وعن فلسفة هذا المشروع، كان المدير العام للمتحف طارق توفيق قد صرّح لشبكة سي إن إن في عام 2019 قائلاً: "سيكون متحف القرن الحادي والعشرين، إذ وُظفت أحدث الوسائل التقنية لتقديم تجربة استثنائية للزائر، مع ضمان بيئة مثالية لحفظ الكنوز الأثرية"، وهي رؤية تسعى إلى جعل الزيارة رحلة متعددة الحواس تتجاوز حدود العرض التقليدي.

ويُتوقع أن يستقطب المتحف المصري الكبير ما يقارب خمسة ملايين زائر سنويًا. فبحسب بيانات بلومبرغ، تستعد مصر لتحقيق رقم قياسي في عدد السياح هذا العام يصل إلى 18 مليون سائح، مدعومًا باستثمار حكومي قدره 30 مليون دولار لتطوير تجربة الزوار في محيط أهرامات الجيزة.